تصاعد الخسائر في الأرواح بالسيول التركية

استمرار البحث عن المفقودين... والمعارضة تشكك في صحة البيانات المعلنة

ارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات التي تشهدها 3 ولايات بمنطقة البحر الأسود شمال تركيا  منذ الأسبوع الماضي إلى 71 شخصاً (أ.ف.ب)
ارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات التي تشهدها 3 ولايات بمنطقة البحر الأسود شمال تركيا منذ الأسبوع الماضي إلى 71 شخصاً (أ.ف.ب)
TT

تصاعد الخسائر في الأرواح بالسيول التركية

ارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات التي تشهدها 3 ولايات بمنطقة البحر الأسود شمال تركيا  منذ الأسبوع الماضي إلى 71 شخصاً (أ.ف.ب)
ارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات التي تشهدها 3 ولايات بمنطقة البحر الأسود شمال تركيا منذ الأسبوع الماضي إلى 71 شخصاً (أ.ف.ب)

وسط تشكيك في البيانات المعلنة من جانبها، قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن عدد الوفيات من ضحايا السيول والفيضانات التي تشهدها 3 ولايات في منطقة البحر الأسود شمال البلاد منذ الأسبوع الماضي ارتفع إلى 71 شخصاً. وأضافت الإدارة، في بيان أمس (الاثنين)، أن السيول والفيضانات أودت بحياة 60 شخصاً في ولاية كاستامونو، و10 في ولاية سينوب، و1 في ولاية بارتين، ولا يزال البحث جارياً عن 47 مفقوداً في ولايتي سينوب وكاستامونو. وتابع البيان أنه تم إجلاء 341 شخصاً من قضاء «أولوص» في بارتين، و1480 شخصاً في كاستامونو، و560 شخصاً في سينوب، فيما يواصل 8 أشخاص تلقي العلاج في المستشفيات. في الوقت ذاته، واصلت المعارضة هجومها على حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان، واتهمتها بالفشل في التصدي لكوارث الفيضانات وحرائق الغابات التي شهدتها البلاد على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية. وشكك النائب البرلماني من حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أنجين ألطاي، في البيانات الرسمية الخاصة بالمفقودين جراء كارثة السيول في شمال البلاد. وقال ألطاي، الذي يتواجد في المنطقة منذ الأسبوع الماضي، إن أرقام المفقودين التي تعلنها الحكومة ضئيلة جداً بالنسبة للأعداد الحقيقية، والمعلومات التي أعطيت لي هي أن هناك أكثر من 300 بلاغ عن أشخاص مفقودين. وطالب الحكومة بأن تعلن بشفافية عدد الضحايا في منطقة البحر الأسود، حيث وقعت كارثة الفيضانات، هناك تصور بأن عدد الأشخاص المفقودين في بلدة بوزكورت في كاستامونو يزيد على 1000 شخص، مضيفاً «نريد أن نعرف عدد الضحايا لأن الأرقام التي قدمتها الحكومة والأرقام التي نلاحظها متباينة للغاية». وانتقد ألطاي التصريحات التي أدلى بها الرئيس رجب طيب إردوغان أثناء تواجده في بوزكورت، يوم الجمعة الماضي، والتي تعد إحدى أكثر المناطق تضرراً بالفيضانات، قائلاً: «مع فائق الألم، رأينا جهود إردوغان لتحويل هذه الكارثة إلى مكاسب سياسية. نحن نترك «عار إردوغان» باستغلال الحدث وتحويله لمجرد دعاية انتخابية لضمائر مواطنينا». وفيما يتعلق بحرائق الغابات، انتقد المرشح الرئاسي السابق رئيس حزب «البلد» المعارض، محرم إنجة، عدم امتلاك بلاده طائرات إطفاء الحرائق قائلاً: «رغم القصور العديدة وأسطول الطائرات الخاص بالرئيس إردوغان، تركيا ليست بها طائرة إطفاء واحدة مسجلة».
وأضاف إنجة، خلال المؤتمر الإقليمي الأول لحزبه في إسطنبول «إردوغان له في كل مكان قصر، في مدينة أخلاط (بولاية وان شرق البلاد)، ومارمريس في موغلا (جنوب غرب)، وإسطنبول (غرب)، بخلاف قصره في العاصمة أنقرة... اليونان التي تبلغ مساحتها سدس تركيا، لديها 44 طائرة إطفاء، و20 طائرة هليكوبتر، وتركيا ليست بها طائرة إطفاء واحدة مسجلة، والرئيس إردوغان لديه أسطول مكون من 13 طائرة، عار عليك... عار عليك». وخاطب إنجة مؤيدي حزب العدالة والتنمية الحاكم قائلاً: «حكموا ضمائركم في الانتخابات يا إخواني، أسس الرجل لنفسه أسطولاً، ولم يشتر طائرة إطفاء واحدة... يجب أن نفكر في ذلك... تلك الغابات ملكنا. لم تحترق أشجار الصنوبر فحسب؛ ألم تروا الحيوانات والطيور محترقة، لقد احترق كبدنا وهو لديه قصر في كل مكان، والناس تغرق في الشوارع. ليذهب ولعك بالقصور إلى الجحيم».


مقالات ذات صلة

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شعار شركة «أمازون» في مركز لوجيستي للشركة في فرنسا - 8 أغسطس 2018 (رويترز)

بعد «ميتا»... «أمازون» ستتبرع بمليون دولار لصندوق تنصيب ترمب

تعتزم شركة «أمازون» التبرُّع بمليون دولار لصندوق تنصيب دونالد ترمب، ضمن خطوات لشركات التكنولوجيا العملاقة لتحسين العلاقة مع الرئيس الأميركي المنتخَب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
أميركا اللاتينية أطفال يمشون على شريط رملي في طريقهم إلى المدرسة في مجتمع سانتو أنطونيو في نوفو أيراو، ولاية أمازوناس، شمال البرازيل، 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجفاف في منطقة الأمازون يعرّض نحو نصف مليون طفل للخطر

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الخميس، إن ندرة المياه والجفاف يؤثران على أكثر من 420 ألف طفل في 3 دول بمنطقة الأمازون.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الولايات المتحدة​ جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (رويترز)

جيف بيزوس يهنئ ترمب على «العودة غير العادية... والنصر الحاسم»

هنأ جيف بيزوس، مؤسس شركة «أمازون»، دونالد ترمب على «العودة السياسية غير العادية والنصر الحاسم» بعد فوز المرشح الجمهوري بالإنتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.