«العرض الكبير» تحية موسيقية من بيروت إلى بوخارست

حفل أوركسترالي يقام في دار الأوبرا الرومانية

الموسيقي طوني مخول كاتب ومؤلف موسيقى «العرض الكبير»
الموسيقي طوني مخول كاتب ومؤلف موسيقى «العرض الكبير»
TT

«العرض الكبير» تحية موسيقية من بيروت إلى بوخارست

الموسيقي طوني مخول كاتب ومؤلف موسيقى «العرض الكبير»
الموسيقي طوني مخول كاتب ومؤلف موسيقى «العرض الكبير»

لم يشأ الموسيقي طوني مخول، أن يستسلم أمام الأزمات المتراكمة في لبنان، فقرر اختراقها من خلال شعاع أمل يتجلى في عرض موسيقي عالمي يقيمه في دار الأوبرا الرومانية الوطنية بعنوان «العرض الكبير» غداً 18 أغسطس (آب) الحالي.
ويشير مخول في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى «أنها بمثابة تحية حب من بيروت إلى العالم، وقد اخترنا العاصمة الرومانية كي تستضيفها، نظراً للاهتمام الذي أبدته اللجنة المسؤولة في دار الأوبرا بهذا العمل. وسنقدم عملاً لبنانياً يتألف من نحو 20 مقطوعة وأغنية جرى تأليفها خصيصاً لهذه المناسبة». ويتابع: «عندما التقينا أعضاء اللجنة لنشرح لهم محتويات العرض وخطوطه بالتفصيل، تفاجأوا بداية لأنه يعد من الكلاسيكي الحديث وليس الأوبرالي المعتادين على مشاهدته عادة في دور الأوبرا. وبعد إبداء إعجابهم به، بدأنا التحضير لهذا العرض الذي كنا ننوي في عام 2019 عرضه في كازينو لبنان. ولكن انطلاق الثورة في تلك الفترة تسبب في إلغاء الحفل».
كيف نشأت هذه العلاقة بين الموسيقي مخول ودار الأوبرا الرومانية؟ يرد: «بعيد تسجيلي ألبومي الموسيقي (الفجر الجديد) في عام 2018 في رومانيا، عرضت عليّ الأوركسترا الفيلهارمونية التي تعاونت معها عرض عمل موسيقي في الدار الرومانية. لبيت الدعوة بكل فخر، خصوصاً أن تقديم حفل موسيقي في دار الأوبرا الرومانية، ليس بالأمر السهل ويتطلب شروطاً عدة».
لماذا اسم «العرض الكبير»؟ يوضح طوني مخول: «لأن الحفل ضخم ومن نواح عدة. فهناك فريق فني يشارك فيه يتجاوز عدده الـ100 شخص من عازفين وكورس وتقنيين وراقصين وغيرهم. كما يستضيف أسماء مشهورة في عالم الغناء الروماني أمثال ريلو بالكان، بيلا سانتياغو، ستيفان أليكساندرو، وأنكا توركاسيو».
وينظم هذا الحفل الذي كتبه ولحنه طوني مخول ويقدم بالتعاون مع فيلهارمونيك ميريا وأوركسترا زورالي، وقد أسسها عازف الموسيقى الروماني الشهير ريلو بالكان. ويعلق الموسيقي مخول: «إنه بين الموسيقيين الأوائل في رومانيا ويأتي هذا العرض بناء على دعوته».
ويعد حفل «العرض الكبير» مزيجاً جديداً وفريداً من المؤلفات الموسيقية مع الأوركسترا الفيلهارمونية والكورال. كما يتضمن عروضاً راقصة وعرض فيديوهات فنية. ويشرح طوني مخول: «جميع المقطوعات المعزوفة هي جديدة بحيث لم أعتمد أي لحن معروف. ومن أنواع الموسيقى المعزوفة فيه الفالس والتانغو والديسكو والباليه وغيرها. وما أسهم في تنفيذ هذا العرض بالسرعة المطلوبة هو تحضيراتنا السابقة لحفل كازينو لبنان. وهذا يشمل تصاميم الأزياء والكوريغرافيا والطباعة، وما إلى هناك من أمور يتطلبها أي حفل موسيقي».
ويتخلل العرض عزف على آلة الكلارينيت مع ريلو بلكان، فيما يؤدي ستيفانو ألكسندرو أغاني رومانسية شبيهة بأسلوبها لأغاني خوليو إيغليزياس. وسيجري عرض مقاطع فنية على شاشة عملاقة تتوسط المسرح وتؤلف خلفية مشهدية للأوركسترا بقيادة بسام شليطا. ويشارك فيه أيضاً ميشيل ميريا في عزف على البيانو.
وتحت عنوان «من بيروت إلى بوخارست» نقدم معزوفة «مدينة الحب» إهداء للعاصمة الرومانية، وننتقل خلالها إلى أهم صالات الحفلات في العالم، حيث نتابع رقصة فالس. ومن المقطوعات المقدمة في هذا الحفل «تحية شكر» و«رسالة إلى حبيبي» و«العيون البرازيلية» و«سالسا دل موندو» التي تأخذنا إلى أجواء موسيقى كوبا الحماسية.
وتولى تصميم الرقص والكوريغرافيا كل من ساندرا عباس وأسادور أوريدجيان، بالتعاون مع مصممي الرقص المعروفين في رومانيا دانييل دوبري وجيري بيتري. ومع نحو 32 راقصاً من بين أفضل الراقصين الرومانيين، سيتابع الحضور لوحات فنية تتراوح بين الفن الإسباني والرقص بالحبل وغيرها.
ويختتم الحفل بأغنية عنوانها «سوا سوا» (petrecem) والتي يتم إنشادها بالرومانية وتتلون بالموسيقى الشرقية والنغمات اللبنانية. ويعلق مخول: «أدخلنا عليها عزفاً على الإيقاع (الدربكة) وهو ما تفاعل معه بشكل ملحوظ العازفون. وخلال تقديم هذه المعزوفة ستعرض على الشاشة مشاهد من لبنان تسلط الضوء على طبيعته وناسه ومعالمه المشهورة».
ويختم مخول: «من خلال هذا الحفل نحاول أن نبرز وجه بيروت الحضاري الذي عرفت به عبر الزمن. صحيح أنها تئن اليوم تحت أثقال من الهموم والمشكلات، ولكننا نرغب في القول بأن اللبناني يقاوم ويبدع، وهو لا يستسلم».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.