عمرو دياب يشعل موسم حفلات الصيف المصرية

قدم أغنيتين من ألبومه الجديد لجمهوره في الساحل

عمرو دياب خلال حفله الأخير بالعلمين الجديدة في مصر (حسابه الرسمي على «فيسبوك»)
عمرو دياب خلال حفله الأخير بالعلمين الجديدة في مصر (حسابه الرسمي على «فيسبوك»)
TT

عمرو دياب يشعل موسم حفلات الصيف المصرية

عمرو دياب خلال حفله الأخير بالعلمين الجديدة في مصر (حسابه الرسمي على «فيسبوك»)
عمرو دياب خلال حفله الأخير بالعلمين الجديدة في مصر (حسابه الرسمي على «فيسبوك»)

أشعل الفنان المصري عمرو دياب موسم حفلات الصيف في مصر بحفل جماهيري ضخم مساء أول من أمس في مدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالي المصري. وقدم دياب خلال الحفل أغنيتين من ألبومه الجديد المقرر طرحه في نهاية العام الحالي، وهما: «أحلى ونص»، و«اتقل».
كما قدم دياب خلال حفله الغنائي الذي استمر نحو ساعتين 30 أغنية متنوعة.
وعن كواليس تعاونه الفني مع عمرو دياب، قال الشاعر المصري تامر حسين لـ«الشرق الأوسط»: «تعد أغنية (اتقل) بمثابة التعاون الأول بيني وبين عمرو دياب لهذا الصيف، وهي نقلة فنية جديدة في تعاوني معه، لأنها أول أغنية ذات إيقاع سريع جريء أقدمها معه، على الرغم من تعاوننا من قبل في 56 أغنية بداية من عام 2009»، مضيفاً أنه يتعاون مع دياب في 4 أغنيات جديدة سيجري طرحها خلال الفترة المقبلة، من بينها أغنية درامية، بالإضافة إلى أغنية أخرى من المقرر طرحها ضمن مسلسله الجديد.
وشهد حفل عمرو دياب الذي وضع منظموه شروطاً قاسية لحضوره وصلت إلى 15 شرطاً، من بينها عدم اصطحاب الأطفال، صعود شاب من ذوي الهمم إلى المسرح لالتقاط صورة تذكارية معه، محققاً إحدى أهم أمنياته الشخصية.
وحفل عمرو دياب الضخم ليس الأول من نوعه في منطقة الساحل الشمالي هذا الموسم، فقد استضافت المنطقة نحو 20 حفلاً غنائياً على مدار شهر واحد، في مقدمتها حفل الفنان الجزائري الشاب خالد الذي عاد للغناء في مصر بعد فترة غياب دامت نحو 3 سنوات، وقد شاركه في إحياء الحفل مطرب المهرجانات حسن شاكوش.
في حين كان حفل الفنانة روبي من أكثر الحفلات الغنائية إثارة للجدل بسبب شروطه التي عدها كثيرون «تعجيزية»، ما دعا روبي إلى إصدار بيان توضيحي اعتذرت فيه لجمهورها.
كما شهد الموسم الصيفي عدداً من الأزمات القانونية المتعلقة بإقامة حفلات من دون تراخيص، كان بطلها المطرب الشعبي أحمد شيبة الذي تحرر ضده من جهاز الرقابة على المصنفات المصري محضرين للغناء من دون تصريح رسمي من نقابة المهن الموسيقية، كما تحرر عدد من المحاضر ضد عدد من الراقصات الأجنبيات. وكان عمر كمال وحسن شاكوش من بين أكثر المطربين المصريين إحياء للحفلات بالساحل الشمالي في الآونة الأخيرة، حيث أحيا كل منهما أكثر من 5 حفلات غنائية خلال 30 يوماً.
ومن المتوقع أن يختتم الفنان تامر حسني موسم الصيف الغنائي في الساحل الشمالي، عبر حفل ضخم يقام في نهاية الشهر الحالي، يسبقه بأيام حفل آخر للفنان محمد رمضان.
وبدوره، شدد المايسترو حمادة أبو اليزيد، وكيل نقابة المهن الموسيقية، على ضرورة احترام المعايير الأخلاقية التي أصدرتها نقابة الموسيقيين، ومن بينها رفض ظهور المطربين بشكل عارٍ غير لائق، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «نقابة الموسيقيين ليس من اختصاصها منع محمد رمضان من الغناء، وذلك احتراماً لبروتوكول النقابات الفنية المصرية الثلاث التمثيلية والسينمائية والموسيقية الذي ينص على عمل أي عضو من أي نقابة في النقابات الأخرى من دون تصريح»، مشيراً إلى «أن الجهة المنوط بها منع مطرب أي حفل من خلع ملابسه هو جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وشرطة السياحة، وليس نقابة المهن الموسيقية كما يظن بعضهم».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».