كنز دفين يعطي لمحة عن الأوبرا في الغرب الأميركي الموحش

جزء من المناظر المسرحية التي تم اكتشافها في دار أوبرا «تابور» في بلدة ليدفيل على بعد 100 ميل من مدينة دنفر بولاية كولورادو (نيويورك تايمز)
جزء من المناظر المسرحية التي تم اكتشافها في دار أوبرا «تابور» في بلدة ليدفيل على بعد 100 ميل من مدينة دنفر بولاية كولورادو (نيويورك تايمز)
TT

كنز دفين يعطي لمحة عن الأوبرا في الغرب الأميركي الموحش

جزء من المناظر المسرحية التي تم اكتشافها في دار أوبرا «تابور» في بلدة ليدفيل على بعد 100 ميل من مدينة دنفر بولاية كولورادو (نيويورك تايمز)
جزء من المناظر المسرحية التي تم اكتشافها في دار أوبرا «تابور» في بلدة ليدفيل على بعد 100 ميل من مدينة دنفر بولاية كولورادو (نيويورك تايمز)

في أحد أيام الصيف قبل ثلاث سنوات، عثرت ويندي واسزت باريت على اكتشاف في دار أوبرا تابور، في أعالي جبال «كولورادو روكيز».
ففي مقابلة أجريت معها مؤخراً، قالت ويندي «ما زلت أشعر بالحماس حيال ذلك، وأشعر بالحزن الشديد». كانت واسزت باريت، المتخصصة في الرسم المسرحي التي تدير شركة «Historic Stage Services»، تزور أماكن مختلفة في رحلة بالسيارة من منزلها بالقرب من «منيابوليس» إلى «سانتا في» بولاية نيو مكسيكو. توقفت في ليدفيل، على بعد حوالي 100 ميل غرب «دنفر»، لزيارة مسرح تايور «تابور» الذي تم افتتاحه في عام 1879 ومنذ ذلك الحين تم اعتباره كنزا وطنيا من قبل «الصندوق الوطني للمحافظة على التاريخ».
كانت واسزت باريت قد تنامى إلى سمعها شائعات حول حفظ لوحات المناظر الطبيعية القديمة في الطابق العلوي من المسرح الإيطالي التصميم، وسألت ما إذا كان يمكنها أن تتجول في المكان.
قالت باريت إن الإجابة كانت «نعم بالتأكيد. لذلك ذهبت إلى هناك وكان الأمر غير واقعي».
مؤخراً قال غريغ لاب، عمدة ليدفيل، في تعجب مقتضب، «ما وجدته ربما لم يكن يمثل أهمية للكثيرين من أصحاب العين غير المدربة، فقد كانت هناك لفائف مغبرة في العلية».
ولأن واسزت باريت تعلم تفاصيل أكثر، فقد ذكرت أن «هذه مجموعة مذهلة من المناظر المسرحية للفترة من عام 1879 إلى عام 1902، وهو أمر لم يسمع به أحد في أميركا الشمالية». تضم مجموعة «تابور» المخفية حتى الآن عينات توضح كلاً من نظام يعرف باسم «الجناح والمصراع» للتصميم المسرحي (حيث تتحرك المجموعات أفقياً على الأرض) ونظام الطيران الذي حل محله (حيث تتحرك عمودياً باستخدام الحبال والبكرات). كل هذا لأن جماعة الممثلين المحليين، وضعوا المناظر القديمة بعيداً عندما اشتروا دار الأوبرا في عام 1901، ونسيها الجميع.
وفي رحلة أطول في الخريف الماضي، وعند توثيق نتائج واسزت - باريت التي توصلت إليها لصالح مؤسسة «الحفاظ على دار أوبرا تابور» اكتشفت أجنحة ومصاريع مكدسة على الجدران ومجموعات رسومات يصل عرضها إلى 12 قدماً وارتفاعها 16 قدماً لمشهد جبلي، وغرفة صالون، ولوحة لغابة. بشكل عام، عكس ذلك حقيقة أن بعض الأعمال كان ذو وجهين، وصل عددها إلى حوالي 250 «تشكيلاً ملوناً».
وخلال إحدى زيارات واسزت باريت إلى «تابور» في وقت سابق من الشهر الجاري - أصبح المبنى مفتوحا للجولات المصحوبة بمرشدين بانتظام أثناء تجديده وسوف تستأنف العروض العام المقبل - كان ما لفت انتباهي بقوة تلك اللوحات الكبيرة المطلية وشبه الجاهزة التي يجري نقلها إلى خشبة المسرح، بينما تم طي باقي اللوحات.
مستخدمة إسفنجة جافة، أوضحت واسزت - باريت كيف يمكنها الكشف عن الصور الكامنة خلف عقود من الغبار. وها هي تعمل على إحياء قطعة عمرها قرن من الزمان، والرائع في الأمر هو أنك إذا نظرت إليها من خلال كاميرا هاتفك، فسوف تجد أنها قد اكتسبت عمقاً ثلاثي الأبعاد بطريقة سحرية، فقد «تم رسم المجموعات بحيث تجعلها إضاءة المسرح تظهر أكثر وضوحا»، حيث أوضح واسزت باريت أن الكاميرا تؤدي وظيفة مماثلة. كان التصميم جزءاً حيوياً من متعة جمهور «تابور». ففي عام 1899، نشرت صحيفة محلية إعلاناً عن فعالية استمرت أسبوعاً لعمل مشترك لمؤسسة «Kyle Thomas Comic Opera Company» (التي كانت ضمت The Chimes of Normandy،«Penzance» و«Olivette») والتي تفاخرت بكل ما هو جديد ورائع من الأزياء بفريق عمل ضم 25 فناناً.
تم استخدام عنصر ثابت يمثل باب الكوخ في أداء أوبريت فيينا «فاتينيتزا»، وربما تركته شركة بوسطن، التي كانت في زياره، بعد انتهاء العرض في «ليدفيل» عام 1889، أو ربما جرى نسيانه في عام 1893 من قبل شركة «أوبرا كالهون» التي كانت في زيارة إلى «تابور» وفقاً لإعلان إحدى الصحف.
إن التجول في دار الأوبرا يبدو انتقالا فوريا إلى أيام مجدها في وقت عرض ميلودراما أو سيرك أو محاضرة أوسكار وايلد أو المسرحية الموسيقية «Out of Bondage» للأخوات الأميركيات من أصل أفريقي، والتي وصفها إعلان في صحيفة كولورادو بأنه «ملكات المسلسل الكوميدي المميز للأغنية والأوبرا دوناس».
ربما تكون قد شاهدت النجمة السوبرانو إيما أبوت، التي وصفتها كاثرين ك. بريستون، مؤلفة كتاب «أوبرا للناس»، بأنها «ناشطة ثقافية» في محادثة فيديو حديثة لأن أبوت جعلت الأوبرا في متناول الجماهير الأميركية عن طريق الغناء باللغة الإنجليزية.
قالت جيني بودنبورج، رئيسة مؤسسة الحفظ التابعة لدار الأوبرا، والتي تدير المبنى بالشراكة مع مالكها الحالي، مدينة ليدفيل، «لن يتعرف اليوم سوى عدد قليل من الأشخاص المختارين على اسم المسرحي هوراس تابور رغم أنه لعب دوراً مهماً في التاريخ الثقافي للغرب الأميركي».
بالعودة إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، كانت ليدفيل تحتل بقعة عالية (على ارتفاع يزيد قليلاً عن 10000 قدم) وتنعم بأموال التعدين. كان تابور قد جمع ثروة ضخمة من الفضة، وباتت للمدينة شهرة «غير مسبوقة» بأنها موطن للمليونيرات، وشأن العديد من الأثرياء، قرر تابور أن ينفق بعضاً منها في عمل للترفيه، ليجمل من المكان «أكبر وأفضل ما في غرب في المسيسيبي».
سرعان ما جذبت «دار أوبرا تابور» انتباه المدينة الصاخبة الغنية بالمسارح المتنافسة وصالونات وكذلك بيوت الدعارة. (افتتح المليونير دار الأوبرا الكبرى تابور في دنفر عام 1881، لكن تم هدمها في عام 1964).
لم يكتف تابور بتقديم العروض فحسب، بل أصبح واحداً منها. فقد كان صاحب فضيحة بتبادل زوجته أوغستا بامرأة أصغر منها، إليزابيث ماكورت دو، وخسر كل أمواله عندما انهار سعر الفضة. وبعد وفاته في عام 1899، انتقلت بيبي دو، كما كانت تلقب، إلى كوخ بجوار منجم «هوراس» القديم. وجه شتاء كولورادو القاسي ليوجه الضربة الأخيرة، وفي أحد الأيام تجمدت حتى الموت؛ وأصبحت الملحمة موضوع «أوبرا دوغلاس مور وجون لاتوش» عام 1956 «The Ballad of Baby Doe»، وهي واحدة من أفضل أدوار بيفرلي سيلز. كان التنزه بالدراجة بالقرب من موقع المنجم، على طريق مينيرال بيلت تريل، غريبا حيث تتضح عزلة المكان وغرابة قصة تابور بأكملها.
يضيف اكتشاف المجموعات فصلاً جديداً، إذ لا يقتصر الأمر على إعطائنا لمحة نادرة عن التصميم الأميركي الخلاب في القرن التاسع عشر، ولكنها تستحضر أيضاً وقتاً لم يكن فيه الترفيه منعزلاً كما هو الآن، وما نسميه الموسيقى الكلاسيكية كان جزءاً من اللغة العامية، إلى جانب مسرحيات «الفودفيل» الفرنسية وغيرها من الأعمال.
*خدمة «نيويورك تايمز»



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».