الكاظمي يتهم الإرهاب والخارجين عن القانون باستهداف أمن بغداد

الرصافة تشكو غياب الكهرباء... والكرخ بلا ماء

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ب)
TT
20

الكاظمي يتهم الإرهاب والخارجين عن القانون باستهداف أمن بغداد

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ب)

في وقت تشكو أحياء عديدة من جانب الرصافة شرق بغداد من انقطاع التيار الكهربائي لساعات، نتيجة أعمال التخريب التي تستهدف منذ شهرين أبراج الطاقة، فإن الكرخ غرب بغداد كان بلا ماء للشرب طوال أول من أمس وساعات من يوم أمس للسبب ذاته.
وبينما أمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجيش العراقي بإطلاق عملية أمنية كبرى لملاحقة الإرهابيين في مناطق شمال بغداد، لا سيما الطارمية، فإنه وجّه اتهامات إلى مَن سماهم الإرهابيين والخارجين عن القانون بخلط الأوراق.
وخلط الأوراق يعني استهداف أبراج الطاقة من قبل جهات تُصنّف بوصفها خارجة عن القانون، وفصائل مسلحة قد تكون ضالعة في جزء من حرب الأبراج مع جهات سياسية ومقاولين فاسدين كبار في المناطق الأكثر عُرضةً للتخريب، كما يعني محاولات تسلل نحو العاصمة.
وكانت الهجمات تنوَّعت خلال الشهور الثلاثة الماضية على أبراج الطاقة الكهربائية أو تلك التي تغذي إمدادات المياه إلى مختلف أحياء العاصمة، في وقت أعلنت فيه الحكومة العراقية أنها قطعت شوطاً في مسألة الربط الكهربائي مع دول الخليج والأردن، في حين عمدت إيران في الوقت نفسه إلى قطع المياه عن العراق، ووقف إمدادات الغاز، بسبب تراكم الديون، والكهرباء بسبب النقص الذي تعاني منه إيران في الداخل.
وتزامنت الهجمات على أبراج مع درجة حرارة هي الأعلى في العراق تخطت نصف درجة الغليان في العديد من المحافظات العراقية، وسط تراجع شبه تام أحياناً للطاقة الكهربائية، رغم ارتفاع الإنتاج. وترى المصادر المقربة من الحكومة أن حرب أبراج الطاقة تهدف إلى تبيان عجز حكومة الكاظمي عن تحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها؛ سواء على صعيد تأمين مستلزمات الانتخابات أو الانسحاب الأميركي من العراق أو ملف الكهرباء، في وقت نجحت فيه الحكومة في تحقيق تقدم في كل هذه الميادين بما فيها الكهرباء، التي بلغت نسبة الإنجاز فيها أكثر من 19 ألف ميغاواط هذا العام، رغم كل الصعوبات التي واجهتها، بما في ذلك عدم تعاون القوى السياسية معها.
وأمر الكاظمي، أول من أمس (الجمعة)، بتشكيل خلية أزمة لمراقبة وحماية الأبراج من خلال وضع خطط مناسبة لحمايتها، فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة أنه تنفيذاً لأمر القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي فإن قوات الجيش والأجهزة الأمنية أطلقت بناءً على معلومات استخبارية دقيقة عملية لمنع تسلل الإرهابيين من المناطق التي يوجَدون فيها، ومنها الطارمية، إلى العاصمة بغداد. وأضاف بيان صادر عن قيادة العمليات أن «العملية تهدف إلى ملاحقة الخلايا الإرهابية الناشطة في تلك المنطقة والقضاء على وجود الإرهابيين فيها».
وأبلغ مصدر أمني «الشرق الأوسط» بأن «الهدف من إطلاق هذه العملية مزدوج، ويتمثل في حماية أبراج الطاقة الكهربائية، وكذلك في تأمين المواكب الحسينية في أحياء العاصمة، لا سيما الشيعية منها، بعد أن وردت معلومات باستهدافها، بهدف إثارة الفتنة الطائفية».
وقال المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى هويته إن «مناطق شمال بغداد، لا سيما منطقة الطارمية التي هي الأقرب إلى مدينة الكاظمية، بات ينشط في بساتينها ومناطقها الواسعة مسلحو (داعش) الذين بدأوا يروعون الأهالي».



الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
TT
20

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن الغارة الجوية التي نُفذت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا محاصرين خلال الأيام الماضية إثر عمليات عسكرية للجيش الوطني، مضيفة أن الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير سيارات تابعة لحركة «الشباب» الإرهابية.

وأشارت الوكالة إلى أن «الغارة الجوية التي وقعت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً للإرهابيين الذين تمت محاصرتهم خلال الأيام الماضية جراء العمليات العسكرية».

متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير المركبات القتالية التابعة لميليشيات الخوراج». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة «الشباب». وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

كان وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور قد قال، يوم الجمعة، إن قوات صومالية وإثيوبية نفذت عمليات مشتركة ضد حركة «الشباب» بإقليم شبيلي الوسطى. وقال نور لوسائل الإعلام الصومالية الرسمية «العمليات العسكرية المنسقة، بدعم جوي دولي، تستهدف بشكل محدد الجماعات المسلحة». كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا، أواخر الشهر الماضي، أنها نفذت، بطلب من الحكومة الصومالية، غارة جوية ضد حركة «الشباب».

صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قُتل 9 أشخاص، الثلاثاء، في هجوم انتحاري وبإطلاق النار تبنته حركة «الشباب» في فندق في وسط الصومال، حيث كان هناك اجتماع يُعقد لبحث سبل مكافحة هذه الجماعة المتطرفة، وفق مصادر أمنية. وأكد أحمد عثمان المسؤول الأمني في مدينة بلدوين في محافظة هيران، حيث وقع الهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «انتحارياً» قاد، صباحاً، حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات إلى مدخل الفندق ليتبعه مسلحون دخلوا الفندق، وراحوا يطلقون النار.

وقال المسؤول الأمني حسين علي في وقت لاحق، الثلاثاء، إن «الحصار انتهى، وقُتل جميع المسلحين»، مضيفاً أن الهدوء عاد إلى المكان. وأكد أن 9 مدنيين، بينهم وجهاء تقليديون، قُتلوا في الهجوم، من دون أن يحدد عدد المهاجمين الذين قضوا. وأضاف علي أن أكثر من 10 أشخاص آخرين، معظمهم من المدنيين، أصيبوا بجروح في الهجوم. وكان الفندق المستهدف يستضيف اجتماعاً يجمع مسؤولين أمنيين وزعماء تقليديين بهدف حشد مقاتلين لمساعدة القوات الحكومية في حربها ضد حركة «الشباب» المتطرفة.

وأكد الشرطي علي مهاد أنه تم إنقاذ العديد من الأشخاص الموجودين في المكان. وقال شاهد عيان يدعى إدريس عدنان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان قريبي داخل الفندق أثناء الهجوم، وهو محظوظ لأنه نجا وأصيب بجروح طفيفة». وأضاف أن «المبنى دُمر في خضم إطلاق نار كثيف». وأعلنت «حركة الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرّداً مسلّحاً ضدّ الحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وتوعد الرئيس الصومالي بحرب «شاملة» ضد حركة «الشباب»، وانضم الجيش إلى ميليشيات عشائرية في حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي وضربات أميركية، لكنها مُنيت بانتكاسات.