هرب عدد من المعتقلين والسجناء لدى تنظيم داعش ليل السبت، إثر قصف طائرات التحالف الدولي مقرا أمنيا في قرية «أم تينة» الواقعة في ريف حلب الشرقي، على بعد نحو 20 كم من مدينة الباب الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وأكد مصدر معارض من ريف حلب، لـ«الشرق الأوسط»، أن غارتين جويتين لطائرات التحالف استهدفتا ليل السبت مدرسة في قرية «أم تينة»، كان التنظيم قد حولها إلى مقر أمني في أوائل صيف 2014، حين أعاد «داعش» اجتياح ريف حلب الشرقي والشمالي الشرقي، وتمكن من السيطرة عليها بعد أن كان قد سبق أن خرج منها إثر قتال مع الجيش السوري الحر وفصائل إسلامية.
وأشار المصدر إلى أن التنظيم «كان قد حوّل أحد المنازل المحاذية للمقر المستهدف والواقع وسط القرية إلى سجن ضم العشرات من المعتقلين والسجناء». وأضاف «نتيجة استهداف الغارتين للمقر، أدت حدة الانفجارات داخل المقر الأمني إلى تصدع مبنى السجن وضعضعة الأبواب فيه، الأمر الذي وجد السجناء فيه فرصة ثمينة للهرب، خصوصا أن الغارات أدت إلى مقتل جميع عناصر الحراسة والأمنيين الموجودين في المقر الذي دمر بشكل كامل».
ويسيطر التنظيم المتشدد على مساحات شاسعة في ريف حلب الشرقي، أهمها مدن الباب ومنبج وجرابلس، كما يحاصر مطار كويرس العسكري الواقع لناحية الغرب من قرية «أم تينة» على مسافة 16 كم، منذ مدة طويلة. وعمل تنظيم داعش على إنشاء سجونه في كل مناطق سيطرته محاولا بذلك عدم وضع جميع السجناء في سجون كبيرة. ويقول مصدر مطلع على سلوكيات «داعش» إن تلك السجون «تخضع لنوعين من الإدارة، الأولى منهما يتبع لسلطة (الحسبة)، وهي الجهاز الأمني الذي يتولى مهمة تطبيق الأحكام الشرعية، ويعد أميره شرعي التنظيم في كل منطقة»، مشيرا إلى أن غالبية تلك السجون «معروفة وتقع إلى جوار المحاكم الإسلامية، ويتم التعامل مع السجناء فيها بتساهل كبير، كما يتم فيها تنفيذ عقوبات مثل الجلد». أما النوع الثاني فهو «السجون التي يديرها الأمنيون التابعون للتنظيم، وهي سجون غالبا ما تكون سرية، وتضم المعتقلين من النشطاء والأسرى ومقاتلي الجيش الحر». ويقول المصدر إن التنظيم «تعمد أن تكون في قرى نائية أو في محيط المدن الرئيسية، حيث سبق أن قام (داعش) بنقل السجناء من داخل المدن للحفاظ على سلامة المهمين منهم، خاصة من كانوا من مقاتلي الجيش الحر والمقاتلين الأكراد».
ويعتبر هرب السجناء من المعتقلين من سجن «أم تينة» هو الثاني الذي يحدث في غضون أقل من أسبوع، حيث هرب قرابة 95 معتقلا في 10 مارس (آذار) الماضي، من سجن في بلدة الباب شمال حلب، ونجح قرابة 30 منهم بالفرار إلى خارج الأراضي السورية، كان من ضمنهم مقاتلون من وحدات الحماية الشعبية، ونشطاء مدنيون سبق للتنظيم اعتقالهم.
وعلى خط مواز، نفذ تنظيم داعش في دير الزور حملة دهم واعتقال طالت 13 من أبناء بلدتي «هجين» و«الجذي» بريف دير الزور الشرقي. وقال ناشط إعلامي لـ«الشرق الأوسط» إن التنظيم «أقدم خلال الحملة على اعتقال مقاتلين سابقين كانوا في صفوف جبهة النصرة، وسبق أن أعلنوا توبتهم لدى التنظيم، لكن (داعش) لم يكتفِ بتلك التوبة واشترط عليهم عددا من الشروط، منها الالتحاق الفوري بمعسكرات شرعية قبل الانضمام إلى جبهات القتال، إضافة إلى أنه اشترط عليهم الإدلاء بجميع المعلومات التي لديهم وتسليم كل فرد منهم جميع ما بحوزته من الأسلحة». ورجح المصدر أن يكون قيام التنظيم بتلك الحملات من الدهم والاعتقال في هذا الوقت بالتحديد يأتي «نتيجة ازدياد حالات الاستهداف وعمليات الاغتيال التي وقعت ضد عناصره في الآونة الأخيرة داخل مدينتي الميادين والبوكمال» في دير الزور.
وكان التنظيم قد أعلن أن من «يثبت عليه من أولئك المقاتلين السابقين لدى (النصرة) أنه قام بقتال التنظيم لا تقبل توبته إلا في حال تنفيذه لكل الشروط.. ومن لم يثبت عليه أنه قاتل (داعش)، يكتفي بتنفيذ دورة شرعية يقضيها في المعسكر الشرعي قبل الإفراج عنه».
للمرة الثانية خلال أسبوع: هروب معتقلين من سجون «داعش» بريف حلب
مقاتلو الجيش الحر يتم اعتقالهم في سجون نائية
للمرة الثانية خلال أسبوع: هروب معتقلين من سجون «داعش» بريف حلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة