ليبيا تتوسع في التلقيح للتخفيف من حدة الجائحة

وسط استمرار الحظر الجزئي ووقف الأنشطة الرياضية

عبد الحميد الدبيبة وسط فريق التمريض العامل بمجمع محطات تطعيم بطرابلس الأربعاء (منصة حكومتنا)
عبد الحميد الدبيبة وسط فريق التمريض العامل بمجمع محطات تطعيم بطرابلس الأربعاء (منصة حكومتنا)
TT

ليبيا تتوسع في التلقيح للتخفيف من حدة الجائحة

عبد الحميد الدبيبة وسط فريق التمريض العامل بمجمع محطات تطعيم بطرابلس الأربعاء (منصة حكومتنا)
عبد الحميد الدبيبة وسط فريق التمريض العامل بمجمع محطات تطعيم بطرابلس الأربعاء (منصة حكومتنا)

كثفت السلطات الليبية من جهودها لإتاحة اللقاح لعدد أكبر من المواطنين وذلك لمواجهة انتشار وباء «كورونا» في عموم البلاد، في وقت قررت لجنة الأزمة والطوارئ بوزارة الرياضة وقف أي نشاط رياضي أو تجمعات داخل الأندية في المناطق المحددة بقرار مجلس الوزراء.
وعقب ساعات من افتتاح مجمع محطات تطعيم طرابلس بالمدينة الرياضية أول من أمس، توافد المواطنون بأعداد كبيرة لتلقي اللقاح. وقال رئيس وحدة التقصي والاستجابة السريعة في طرابلس، الدكتور رواد بهيليل، إن المُجمع استقبل قرابة ثلاثة آلاف مواطن في يومه الأول، داعياً المواطنين إلى الإقبال على التطعيم في المجمع الذي يعدّ الأكبر بين مراكز التطعيم في البلاد.
ومن المتوقع أن يُفتتح مركز مشابه للتلقيح في بعض المدن الليبية، من بينها بنغازي بشرق البلاد الأسبوع المقبل. وأكد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، أهمية توجه المواطنين إلى المراكز المخصصة لتلقي اللقاح، وذلك «لخلق مناعة مجتمعية تسهم في القضاء على الوباء».
ونوه وزير الصحة الدكتور علي الزناتي عقب افتتاح مجمع محطات التطعيم، إلى تكثيف عمليات التلقيح، والعمل على تبسيطها وتوسيع رقعتها، «لكي يتسنى لجميع الراغبين الحصول عليها والاستفادة منها بسهولة».
وحسب إحصائيات المركز الوطني لمكافحة الأمراض، فإن أعداد المواطنين الذين تلقوا اللقاح اقتربت من 800 ألف، وهي النسبة التي تراها الأجهزة الطبية قليلة جداً مقارنةً بعدد السكان البالغ قرابة 7 ملايين نسمة.
ووجّه المدير الجديد للمركز الوطني لمكافحة الأمراض الدكتور حيدر السائح، خطاباً إلى المستشفيات والمراكز الصحية العامة والمصحات والعيادات الخاصة بشأن ضرورة التبليغ عن كل حالات الأعراض الجانبية عقب تلقي التلقيح، وكذلك التي تلقّت العلاج أو التي احتاجت لإيواء داخل المستشفى أو المصحة، وذلك وفق النموذج المرفق الخاص بالتبليغ عن «الآثار الجانبية أو الأحداث العكسية».
وأظهرت نتائج المختبرات المرجعية في ليبيا وجود 2286 عينة إيجابية، بينها 1813 جديدة و473 مخالطة بنسبة بلغت 23% من إجمالي المفحوصين. وكشف المركز الوطني عن تسجيل 24 حالة وفاة جديدة، بينما ارتفع إجمالي العدد التراكمي إلى 277 ألف إصابة.
يأتي ذلك فيما تواصل أجهزة الشرطة متابعة تنفيذ الحظر الجزئي الذي قرره رئيس الحكومة في مدن غرب ليبيا التي ينتشر فيها فيروس «كورونا». وقالت وزارة الداخلية إن رئيس الغرفة الرئيسية لإدارة أزمة «كورونا» العميد يوسف بلبان، ناقش مع أعضاء باللجنة الطبية التنسيق بين الغرفة واللجنة الطبية الإجراءات الاحترازية والوقائية مع الجهات الصحية ذات العلاقة.
كما تطرّق الاجتماع إلى الصعوبات والمشكلات التي تعترض الأطقم الطبية والطبية المساعدة الذين يقدمون الخدمات للمواطنين جراء جائحة «كورونا»، وإيجاد الحلول لها بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للمواطنين للحفاظ على الصحة العامة.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.