السلطات الليبية تصدر مذكرة اعتقال ضد سيف القذافي

سيف الإسلام القذافي (أ.ف.ب)
سيف الإسلام القذافي (أ.ف.ب)
TT

السلطات الليبية تصدر مذكرة اعتقال ضد سيف القذافي

سيف الإسلام القذافي (أ.ف.ب)
سيف الإسلام القذافي (أ.ف.ب)

أصدرت السلطات في العاصمة الليبية طرابلس أمرا بملاحقة واعتقال سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، وذلك على خلفية اتهامه بـ«التورط في جرائم قتل» ارتكبها (مرتزقة فاغنر)، أثناء هجوم «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، على طرابلس.
وأمر محمد غرودة، وكيل النيابة بمكتب المدعي العام العسكري، التابع لوزارة الدفاع بـ«حكومة الوحدة الوطنية»، مساء أول من أمس، بالبحث والتحري والقبض على سيف الإسلام، عبر مذكرة تم تسريبها لوسائل الإعلام المحلية، أمس، وتحمل تاريخ الخامس من الشهر الجاري، وضبطه وإحالته معتقلا.
وتم تعميم الرسالة على عدة جهات أمنية وعسكرية، بينها إدارة الشرطة العسكرية، وإدارة الاستخبارات العسكرية، والاستخبارات العامة، وجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، إضافة إلى جهازي دعم الاستقرار والأمن الداخلي، ووزارة الداخلية، علما بأنها أجازت «الاستعانة في سبيل تنفيذ هذا الأمر بالجهات العسكرية والأمنية، الواقعة في نطاق اختصاص مكان تواجد المعني».
وأرجعت الرسالة صدور هذا الأمر إلى «التحقيقات الجنائية التي تجرى بشأن ملف قضية تتعلق بواقعة جرائم القتل المرتكبة من قبل مرتزقة، من الجنسية الروسية (شركة فاغنر)، أثناء هجوم الجيش على طرابلس، والذي انتهى بالفشل وخلف قتلى وجرحى بين المدنيين».
ويطمح أنصار النظام السابق عبر ترشيح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية للعودة إلى الحكم في ليبيا من بوابة المصالحة الوطنية، والانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة.
وكان سيف القذافي قد أعرب عن نواياه في مقابلة صحافية، هي الأولى له منذ انهيار نظام حكم أبيه ومقتله عام 2011، بأنه يريد «إحياء الوحدة المفقودة» في ليبيا بعد عقد من الفوضى، ولمح إلى احتمال الترشح للرئاسة.
في شأن آخر، قال خالد مازن، وزير الداخلية بحكومة الوحدة، إنه بحث أمس مع فتحي عون، عضو اللجنة المشتركة لدمج القوات المساندة في مؤسسات الدولة، الصعوبات التي تواجه آليات الدمج، مشيرا إلى أنه سيعقد لاحقا اجتماعا مع اللجنة.
في سياق مختلف، أعلن «الجيش الوطني» اعتقال متطرف تكفيري يتبع لتنظيم «داعش» الإرهابي، يدعى آدم إبراهيم أحمد، يحمل الجنسية السودانية بالقرب من منطقة القطرون في أقصى جنوب غربي البلاد.
وقال اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، إن عدداً من الإرهابيين تمكنوا من الهرب باتجاه الحدود التشادية، لافتا في بيان له مساء أول من أمس إلى أن العنصر، الذي تم ضبطه في كمين محكم لوحدات الجيش أدلى بمعلومات مفادها أنه كان يعمل تحت إمرة أمير إرهابي عربي الجنسية داخل الأراضي الليبية.
من جهته، أعرب عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة، لدى اجتماعه بسفير الجزائر لدى ليبيا، كمال الجراري، عن حزنه الشديد للضحايا الذين سقطوا من قوات الجيش أثناء مساهمتهم في إطفاء الحرائق التي نشبت بالجزائر، ونقل تعازيه للرئيس والشعب الجزائري على هذا المصاب الجلل، وتضامن الشعب الليبي مع شقيقه الشعب الجزائري في هذه الظروف الصعبة.
بدورها، دعت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية، لوضع خطط أمنية لتأمين الحدود الليبية، ومراقبة كافة معابرها الحدودية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة، وأكدت في لقائها بالعاصمة طرابلس مع وكيل وزارة الداخلية، العميد محمود سعيد، على أهمية الرفع من مستوى الأداء بالمعابر، وتنظيم العمل بها بغرض التحكم في الدخول والخروج من الأراضي الليبية، وذلك للحد من ظاهرة الهجرة غير المشروعة، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتصدي لعمليات التهريب، مشيرة إلى أهمية التنسيق مع السلطات المعنية في دول الجوار بالخصوص.
من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة عبر سفارتها في ليبيا أنها تشارك بعثة الأمم المتحدة مخاوفها بشأن مكان رضا الفريطيس، مدير مكتب النائب الأول للدبيبة، الذي خطفه مسلحون مجهولون مع زميله الأسبوع الماضي، عقب زيارة لمقر حكومة الوحدة في طرابلس.
وقالت السفارة في بيان مقتضب إنها تدين هذا الاعتقال والاعتقالات غير القانونية الأخرى، بما في ذلك الإيقافات، والاختفاءات القسرية في ليبيا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.