هل تؤثر الكمامة على نمو الطفل و«استيعابه» للآخرين؟

معلمة ترتدي كمامة في إحدى مدارس الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
معلمة ترتدي كمامة في إحدى مدارس الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

هل تؤثر الكمامة على نمو الطفل و«استيعابه» للآخرين؟

معلمة ترتدي كمامة في إحدى مدارس الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
معلمة ترتدي كمامة في إحدى مدارس الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

منذ بدء تفشي وباء «كورونا»، أثار ارتداء الكمامات الكثير من الجدل، خصوصاً فيما يتعلق بالأطفال، ليس فقط خوفاً من تأثيرها على استنشاقهم ثاني أكسيد الكربون، ولكن أيضاً بسبب الخوف من تأثيرها الضار على تطورهم ونموهم وإدراكهم، حيث أشار الكثير من الخبراء إلى أن الأطفال يحتاجون لرؤية تعبيرات وجوه نظرائهم وآبائهم ومعلميهم حتى تتمكن عقولهم من التطور بشكل صحيح.
وحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فسبق أن درس بعض الباحثين في عام 2012، أي قبل انتشار وباء «كورونا» بسنوات، تأثير ارتداء الكمامات وأقنعة الوجه على مهارات الأطفال المتعلقة بالتعلم والاتصال والتعاطف مع الغير.
ووجدت هذه الدراسة أن الأطفال المشاركين، والذين تراوحت أعمارهم بين 3 و8 سنوات، لم يجدوا أي صعوبة في فهم تعبيرات وجوه غيرهم في أثناء ارتدائهم للكمامة.
وكتب الباحثون في الدراسة التي نُشرت في مجلة «الإدراك» أن هذا يشير إلى أن الأطفال دون سن التاسعة يهتمون في الأساس بالنظر إلى منطقة العيون لفهم تعبيرات وجوه الغير.
والعام الماضي، وبعد تفشي وباء «كورونا»، أجرى باحثون في جامعة ويسكونسن ماديسون دراسة أيضاً عن حقيقة تأثير الكمامات على قدرة الأطفال على فهم تعابير الوجه.
وشارك في الدراسة 80 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 و13 سنة، عرض عليهم الباحثون صوراً لوجوه أشخاص ظهر عليها الحزن أو الغضب أو الخوف، مرة في أثناء ارتداء أولئك الأشخاص للكمامات ومرة أخرى من دونها.
وأشار فريق الدراسة إلى أن نسبة نجاح الأطفال في تحديد تعابير الوجوه المكشوفة كانت صحيحة بنسبة 66%.
أما بالنسبة إلى مرتدي الكمامات، فقد أعطى الأطفال إجابات صحيحة بنسبة 28% للوجوه الحزينة، وبنسبة 27% للوجوه الغاضبة، و18% بالنسبة للوجوه الخائفة.
ورغم أن النسب ليست عالية بشكل كبير، فإن الباحثين أشاروا إلى أنها تؤكد أن الأطفال ما زال بإمكانهم فهم تعبيرات الوجه من خلف الكمامات.
من جهته، قال الدكتور هيو باسيس، الأستاذ المساعد في طب الأطفال في مستشفى هاسنفيلد في جامعة «نيويورك لانجون هيلث»: «إن المرونة الفطرية للأطفال تساعدهم على التكيف مع التحديات التي قد يواجهونها»، مؤكداً عدم وجود أي آثار طويلة المدى لارتداء الكمامات على نمو الأطفال.
أما إيمي ليرمونث، أستاذة علم النفس في جامعة ويليام باترسون في نيوجيرسي، فقد علقت على هذه المخاوف بقولها: «إذا افترضنا أن التطور الاجتماعي واللغوي للأطفال أصبح أبطأ قليلاً بسبب الكمامات، فتنبغي موازنة ذلك مع خطر وفاة شخص من فيروس (كورونا)».
وأضافت ليرمونث: «إذا كنت قلقاً بشأن التطور اللغوي والاجتماعي لطفلك خلال الوباء، فتأكد فقط من تخصيص وقت للتحدث مع طفلك وجهاً لوجه عندما تكون في المنزل ولا ترتدي قناعاً. سيكون الأطفال بخير ما داموا يتفاعلون مع والديهم في الصباح والمساء».
جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية ما زالت تحض الأشخاص الذين تم تلقيحهم بالكامل ضد فيروس «كورونا» على الاستمرار في وضع الكمامات، خصوصاً بعد تفشي متغير «دلتا»، والذي يعد أكثر عدوانية وقدرة على الانتشار حتى بين الملقحين.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)
TT

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)

أصدر البريد الملكي البريطاني (رويال ميل) 12 طابعاً خاصاً للاحتفال بمسلسل «The Vicar of Dibley» (قسيسة ديبلي) الكوميدي الذي عُرض في تسعينات القرن الماضي عبر قنوات «بي بي سي».

وذكرت «الغارديان» أنّ 8 طوابع تُظهر مَشاهد لا تُنسى من المسلسل الكوميدي، بما فيها ظهور خاص من راقصة الباليه السابقة الليدي دارسي بوسيل، بينما تُظهر 4 أخرى اجتماعاً لمجلس أبرشية في ديبلي.

وكان مسلسل «قسيسة ديبلي»، من بطولة ممثلة الكوميديا دون فرينش التي لعبت دور القسيسة جيرالدين غرانغر عاشقة الشوكولاته، قد استمرّ لـ3 مواسم، من الأعوام 1994 إلى 2000، تلتها 4 حلقات خاصة أُذيعت بين 2004 و2007.

في هذا السياق، قال مدير الشؤون الخارجية والسياسات في هيئة البريد الملكي البريطاني، ديفيد غولد، إن «الكتابة الرائعة ودفء الشخصيات وطبيعتها، جعلت المسلسل واحداً من أكثر الأعمال الكوميدية التلفزيونية المحبوبة على مَر العصور. واليوم، نحتفل به بإصدار طوابع جديدة لنستعيد بعض لحظاته الكلاسيكية».

أخرج المسلسل ريتشارد كيرتس، وكُتبت حلقاته بعد قرار الكنيسة الإنجليزية عام 1993 السماح بسيامة النساء؛ وهو يروي قصة شخصية جيرالدين غرانغر (دون فرينش) التي عُيِّنت قسيسة في قرية ديبلي الخيالية بأكسفوردشاير، لتتعلّم كيفية التعايش والعمل مع سكانها المحلّيين المميّزين، بمَن فيهم عضو مجلس الأبرشية جيم تروت (تريفور بيكوك)، وخادمة الكنيسة أليس تنكر (إيما تشامبرز).

ما يعلَقُ في الذاكرة (رويال ميل)

وتتضمَّن مجموعة «رويال ميل» طابعَيْن من الفئة الثانية، أحدهما يُظهر جيرالدين في حفل زفاف فوضوي لهوغو هورتون (جيمس فليت) وأليس، والآخر يُظهر جيرالدين وهي تُجبِر ديفيد هورتون (غاري والدورن) على الابتسام بعد علمها بأنّ أليس وهوغو ينتظران مولوداً.

كما تُظهر طوابع الفئة الأولى لحظة قفز جيرالدين في بركة عميقة، وكذلك مشهد متكرّر لها وهي تحاول إلقاء نكتة أمام أليس في غرفة الملابس خلال احتساء كوب من الشاي.

وتتضمَّن المجموعة أيضاً طوابع بقيمة 1 جنيه إسترليني تُظهر فرانك بيكل (جون بلوثال) وأوين نيويت (روجر لويد باك) خلال أدائهما ضمن عرض عيد الميلاد في ديبلي، بينما يُظهر طابعٌ آخر جيم وهو يكتب ردَّه المميّز: «لا، لا، لا، لا، لا» على ورقة لتجنُّب إيقاظ طفل أليس وهوغو.

وأحد الطوابع بقيمة 2.80 جنيه إسترليني يُظهر أشهر مشهد في المسلسل، حين ترقص جيرالدين والليدي دارسي، بينما يُظهر طابع آخر جيرالدين وهي تتذوّق شطيرة أعدّتها ليتيتيا كرابلي (ليز سميث).

نال «قسيسة ديبلي» جوائز بريطانية للكوميديا، وجائزة «إيمي أوورد»، وعدداً من الترشيحات لجوائز الأكاديمية البريطانية للتلفزيون. وعام 2020، اختير ثالثَ أفضل مسلسل كوميدي بريطاني على الإطلاق في استطلاع أجرته «بي بي سي». وقد ظهرت اسكتشات قصيرة عدّة وحلقات خاصة منذ انتهاء عرضه رسمياً، بما فيها 3 حلقات قصيرة بُثَّت خلال جائحة «كوفيد-19».