الدوري الإنجليزي هذا الموسم: منافسة شرسة ولا مجال للخطأ

الصراع على الفوز باللقب سيكون قوياً والتأهل للمربع الذهبي سيشهد مفاجآت غير متوقعة

فيرنر حصل على ثقة توخيل لكنه لم يترجم ذلك على أرض الواقع إلى أهداف (أ.ف.ب)
فيرنر حصل على ثقة توخيل لكنه لم يترجم ذلك على أرض الواقع إلى أهداف (أ.ف.ب)
TT

الدوري الإنجليزي هذا الموسم: منافسة شرسة ولا مجال للخطأ

فيرنر حصل على ثقة توخيل لكنه لم يترجم ذلك على أرض الواقع إلى أهداف (أ.ف.ب)
فيرنر حصل على ثقة توخيل لكنه لم يترجم ذلك على أرض الواقع إلى أهداف (أ.ف.ب)

دائماً ما يكون هذا الوقت جيداً للغاية في بداية الموسم الجديد، حيث يثير اللاعبون والمديرون الفنيون الجدد اهتمام المشجعين والنقاد، من خلال إمكانية إحداث التغيير والإثارة المطلوبة. وقد أجرت بعض الأندية تعديلات كبيرة على صفوفها، بينما أجرت أندية أخرى تعديلات طفيفة، لكن سيكون من الرائع متابعة الفارق الذي ستحدثه هذه التعديلات. وفي أندية القمة، أمضت الأندية الصيف في دراسة المراكز الرئيسية التي يمكن تحسينها، والخطط التكتيكية التي تمكنها من منافسة مانشستر سيتي الذي سيكون المرشح الأقوى للقب بعدما فاز بالدوري الموسم الماضي، تاركاً كثيرين في حيرة من أمرهم يحاولون البحث عن طرق لكيفية سد الفجوة بينهم وبين «السيتيزنز».
وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف سيلعب تشيلسي تحت قيادة توماس توخيل، بعد أن قاد المدير الفني الألماني فترة الاستعداد للموسم الجديد. فقد أحدث توخيل تأثيراً هائلاً خلال الأشهر الأربعة التي قضاها في منصبه بعد توليه قيادة البلوز، خلفاً للمدير الفني الشاب فرانك لامبارد. وكان من المثير للاهتمام أن نرى كيف كان تشيلسي سينهي الموسم لو كان توخيل تولى قيادة الفريق مبكراً من بداية الصيف الماضي. وربما أثرت فترة الراحة التي حصل عليها الفريق قبل بداية الموسم الجديد على حالة الزخم التي بناها توخيل منذ وصوله، لكن من الجيد أن نراقب كيف سيلعب تشيلسي تحت قيادة المدير الفني الألماني خلال الموسم الجديد. وكان مانشستر سيتي هو النادي الوحيد الذي تفوق على تشيلسي، من حيث جمع النقاط خلال الفترة التي كان فيها توخيل على رأس القيادة الفنية للبلوز، والتي نقل خلالها الفريق من المركز التاسع إلى المركز الرابع، ناهيك من قيادته النادي للفوز على مانشستر سيتي 3 مرات، في كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الإنجليزي الممتاز ونهائي دوري أبطال أوروبا.
لكن المشكلة الرئيسية التي تواجه توخيل تتمثل في خط الهجوم. وسيكون من المثير للاهتمام معرفة من سيكون قلب الهجوم الأساسي للفريق، لأنه على الرغم من هذه الفترة الرائعة في تلك الأشهر الأربعة، فإن الهداف الأول للفريق كان لاعب خط الوسط جورجينيو! وإذا كان تشيلسي يرغب حقاً في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، فيتعين عليه أن يتخذ قراراً بشأن هذا المركز، وأن يتمكن قلب الهجوم من إحراز مزيد من الأهداف. فقد حصل تيمو فيرنر على ثقة توخيل، لكنه لم يحول ذلك على أرض الواقع إلى أهداف، لذلك يتعين على المهاجم الألماني الشاب أن يبذل قصارى جهده لكي يرد الدين لتوخيل، ويثبت أنه كان محقاً عندما قرر مواصلة الاعتماد عليه لقيادة خط هجوم الفريق.
وعزز ليفربول خط دفاعه بالتعاقد مع إبراهيما كوناتي، بالإضافة إلى عودة المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك بعد غياب طويل بسبب الإصابة، عقب أن أثر غيابه كثيراً على الفريق، وعلى مركزه في جدول ترتيب الدوري. ولا يزال ليفربول لديه أفضل ثلاثي هجومي في المسابقة: محمد صلاح وروبرتو فيرمينو وساديو ماني، لكن الفريق ككل سيحتاج إلى إثبات أن لديه الرغبة في العودة إلى القمة مرة أخرى.
وسيكون الأمر مثيراً للاهتمام أيضاً بالنسبة للأندية التي تقع تحت المراكز الأربعة الأولى مباشرة، والتي تطمح للوصول إلى المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. فقد اقترب ليستر سيتي ووستهام من تحقيق حلمهما بالتأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، حيث أنهيا المسابقة في المركزين الخامس والسادس على التوالي، لكن سيكون من الصعب تكرار ذلك الأمر مرة أخرى.
وسيكون ليستر سيتي، بقيادة بريندان رودجرز، منافساً قوياً مرة أخرى، بعد الأداء القوي الذي قدمه المهاجم كيليتشي إيهيناتشو الموسم الماضي، والتعاقد مع باتسون داكا من سالزبورغ، وهو الأمر الذي سيزيد من قوة وشراسة الفريق في الثلث الأخير من الملعب، ويخفف الضغط كثيراً عن المهاجم المخضرم جيمي فاردي. وإذا كانت أندية القمة قد أجرت تعديلات بسيطة، فقد حدثت أكثر التغييرات في نادي كريستال بالاس، حيث تم التعاقد مع المدير الفني الفرنسي الشاب باتريك فييرا، خلفاً لروي هودجسون، ورحل عشرة لاعبين كبار عن كريستال بالاس، من بينهم تسعة لاعبين تبلغ أعمارهم 30 عاماً أو أكثر، وركزت سياسة التعاقدات الجديدة على التعاقد مع لاعبين أصغر سناً. وقد أظهر فييرا خلال تجربتيه التدريبيتين مع كل من نيويورك سيتي الأميركي ونيس الفرنسي أنه يعتمد على الاستحواذ على الكرة لأطول فترة ممكنة، ويعتمد على اللاعبين الشباب.
ولقد كان هودجسون براغماتياً، وفعل كل ما يلزم خلال فترة ولايته التي استمرت أربع سنوات لاستمرار كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز، وعدم هبوطه لدوري الدرجة الأولى، حيث اعتمد على اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة في المباريات الحاسمة، لا سيما النجم الإيفواري ويلفريد زاها الذي كان يقدم مستويات استثنائية. لكن من المؤكد أن الوضع سيتغير تماماً تحت قيادة فييرا. وهذا لا يضمن تحقيق نجاح أكبر، لكن سيكون من الممتع أن نرى كيف سيحقق فييرا أفضل نتائج ممكنة مع لاعبين جدد، وكيف سيجعلهم يستوعبون أفكاره وفلسفته في أسرع وقت.
وكان التعاقد مع كل من مارك غيهي ومايكل أوليس وكونور غالاغر بمثابة مؤشر واضح تماماً على ما يريد فييرا القيام به، فهؤلاء اللاعبون الثلاثة صغار في السن، ويمتلكون قدرات فنية وبدنية هائلة، وقد أثبتوا أنفسهم تماماً في المواسم السابقة، حيث يهدف غيهي وأوليس إلى إثبات أنهما قادران على التألق بعيداً عن دوري الدرجة الأولى، في حين أن غالاغر لديه الفرصة للبناء على الفترة الناجحة له مع وست بروميتش على سبيل الإعارة، حتى لو انتهت بهبوط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد تحسن مستوى غيهي بشكل ملحوظ للغاية خلال الـ18 شهراً الماضية.
ويجب الإشارة إلى أن التعاقد مع مدير فني جديد ولاعبين جدد لا يمكنه تنشيط النادي فحسب، لكنه سينشط الأفراد أيضاً. فقد أثبت زاها أنه أفضل لاعب في صفوف كريستال بالاس، لكن في بعض الأحيان كان يبدو محبطاً لأن طريقة اللعب تحت قيادة هودجسون لم تكن تناسبه، وبالتالي ظهرت تقارير كثيرة تشير إلى احتمال انتقاله إلى أندية أخرى. ومن المؤكد أن اللاعب المهاري يشعر بالإحباط والانزعاج عندما تكون طريقة اللعب لا تناسبه، أو عندما لا يحصل على الكرة بالقدر الذي يريده.
وعندما سينظر زاها حوله في غرفة خلع الملابس الآن، فإنه سيجد مجموعة من اللاعبين الشباب الذين لديهم رغبة هائلة في إثبات أنفسهم، وتقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر، وسيشعر حينها بأنه يتعين عليه أن يكون هو القائد لهذه المجموعة الشابة، وهو الأمر الذي قد يكون بمثابة دفعة كبيرة له على المستوى الشخصي. وفي الحقيقة، لديَّ فضول كبير لمعرفة كيف ستسير الأمور تحت قيادة فييرا، لأنه في المرة الأخيرة لم تسر الأمور بشكل جيد مع المدير الفني الهولندي الشاب فرانك دي بوير الذي أقيل من منصبه في غضون شهرين فقط.
ويتمثل الهدف الأساسي بالنسبة للأندية الصاعدة حديثاً للدوري الإنجليزي الممتاز في عدم الهبوط سريعاً لدوري الدرجة الأولى. وقد عاد أحد الوافدين الجدد، نوريتش سيتي، بعد هبوطه في موسم (2019-2020)، ومن المؤكد أنه لا يرغب في الهبوط سريعاً مرة أخرى. وقد غير نوريتش سيتي طريقة تفكيره، وباع نجمه الأبرز إميليانو بوينديا، وتعاقد بدلاً من ذلك مع ميلوت راشيكا الذي يلعب بشكل مباشر أكثر.
ومن المؤكد أن المدير الفني لنوريتش سيتي، دانييل فارك، قد تعلم الدرس جيداً من هبوط الفريق، وعزز فريقه بالشكل المطلوب، حتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى. فمن الرائع أن تحاول أن تلعب كرة قدم جذابة ممتعة، لكن عندما تكون في الجزء السفلي من جدول الترتيب، فغالباً ما يكون من الأفضل أن تلعب بشكل واقعي عملي. وقد كان لاعبو نوريتش سيتي صغاراً عندما كانوا يلعبون آخر مرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنهم الآن أكبر سناً وأكثر نضجاً، وسيكونون أكثر قدرة على التخلص من الأخطاء التي كلفتهم الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
وسواء كان الأمر يتعلق بالأندية التي تسعى للمنافسة على اللقب أو التي تسعى لاحتلال أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا أو التي تسعى للهروب من الهبوط لدوري الدرجة الأولى، فسيكون من الضروري أن تبدأ هذه الأندية مشوارها بشكل جيد خلال الموسم الجديد. ومن غير المهم ما إذا كانت التحسينات والتغييرات المخطط لها قد حدثت نتيجة إنفاق كثير من الأموال على التعاقدات الجديدة أو نتيجة ساعات من التأمل في مقاطع الفيديو في غرف المحللين، لكن المهم هو أنه لا يوجد مجال للخطأ في الدوري الإنجليزي الممتاز!


مقالات ذات صلة

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

رياضة عالمية  توخيل يستهل مشواره مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات «مونديال 2026»... (موقع الاتحاد الإنجليزي)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية (من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)

من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

لاعبو نوتنغهام فورست يستحقون الإشادة بعد انطلاقتهم غير المتوقعة... وأونانا يأمل كسب ثقة أموريم بعد مرور 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز

باري غليندينينغ (لندن)
رياضة عالمية باتريك فييرا (رويترز)

جنوى يعين فييرا مدرباً له خلفاً لغيلاردينو

ذكرت شبكة «سكاي سبورت إيطاليا»، الثلاثاء، أن جنوى المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم انفصل عن مدربه ألبرتو غيلاردينو، وعيَّن باتريك فييرا.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات يفتقد الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة (رويترز)

الإصابة تحرم منتخب إنجلترا للسيدات من لورين وإيلا تون

يفتقد منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة في مباراتي الفريق الوديتين ضد الولايات المتحدة وسويسرا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم يقود تدريبه الأول مع مانشستر يونايتد

قاد البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، تدريبات الفريق للمرة الأولى في كارينغتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».