غراء لإغلاق الجروح مستوحى من «البرنقيل»

قشريات البرنقيل تلتصق بالصخور والسفن والحيوانات
قشريات البرنقيل تلتصق بالصخور والسفن والحيوانات
TT

غراء لإغلاق الجروح مستوحى من «البرنقيل»

قشريات البرنقيل تلتصق بالصخور والسفن والحيوانات
قشريات البرنقيل تلتصق بالصخور والسفن والحيوانات

صمم باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا، غراءً حيوياً، مستوحى من المادة اللاصقة التي تستخدمها قشريات «البرنقيل» التي تعيش بالمياه المالحة للتشبث بالصخور.
وقال الباحثون في دراسة نشرتها دورية «نيتشر بيوميديكال إنجينيرينغ» أول من أمس، إن الغراء الجديد يمكنه إغلاق الجروح بسرعة عن طريق سد الأنسجة المصابة ووقف النزيف، حيث يلتصق بالأسطح حتى عندما تكون مغطاة بالدم، ويشكل ختماً محكماً في غضون 15 ثانية، وهو ما يوفر طريقة أكثر فاعلية لعلاج إصابات الجنود في الحروب ولاعبي كره القدم، وللمساعدة في السيطرة على النزيف أثناء الجراحة.
وعادةً ما تُستخدم الغرز بشكل شائع لسد الجروح، لكن وضع الغرز في مكانها عملية تستغرق وقتاً طويلاً ولا يمكن عادة إجراؤها أثناء حالة الطوارئ، كما يحدث مثلاً في الحروب، حيث يعتبر فقدان الدم السبب الرئيسي للوفاة بين جنود الجيوش بعد الإصابة المؤلمة، وهو ثاني سبب رئيسي للوفاة بعد الإصابة المؤلمة بين عامة السكان.
وسبق لفريق معهد ماساتشوستس العمل على تقديم بديل حيوي في عام 2019 مستوحى من المادة اللاصقة التي تستخدمها العناكب لالتقاط فرائسها في الظروف الرطبة، يشتمل على عديدات السكاريد المشحونة التي يمكنها امتصاص الماء من السطح على الفور؛ مما يؤدي إلى التصاق الغراء بشكل أفضل ولكن ليس مثالياً؛ لأن الجروح المطلوب سدها لا تكون رطبة فقط، ولكن متسخة أيضاً، وهذا قد يضعف من عملية الالتصاق. وللوصول إلى وضع مثالي للالتصاق، استلهم الباحثون غراء الأنسجة الجديد من العالم الطبيعي أيضاً، وهذه المرة، ركزوا انتباههم على البرنقيل، وهي قشريات صغيرة تلتصق بالصخور وأجسام السفن وحتى الحيوانات الأخرى مثل الحيتان، وهذه الأسطح مبللة وغالباً ما تكون متسخة، وهي ظروف تجعل الالتصاق صعباً.
وكشف تحليل الباحثين لصمغ البرنقيل، عن أن له تركيبة فريدة، حيث تعلق جزيئات البروتين اللزجة التي تساعده على الالتصاق بالأسطح في زيت يطرد الماء وأي ملوثات موجودة على السطح؛ مما يسمح للبروتينات اللاصقة بالالتصاق بقوة بالسطح.
وقلد فريق ماساتشوستس هذا الصمغ باستخدام بوليمر يسمى «حمض الأكريليك» مدمج مع مركب عضوي يسمى «NHS ester» الذي يوفر الالتصاق، مع الشيتوزان ونسبة من سكر لتقوية المادة، وجمّد الباحثون صفائح من هذه المادة، وطحنوها إلى جزيئات دقيقة، ثم علقوا تلك الجسيمات في زيت السيليكون الطبي.
ويقول هيونو يوك، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره المعهد الإلكتروني لمعهد ماساتشوستس بالتزامن مع نشر الدراسة «عندما يُوضع الغراء الناتج على سطح مبلل مثل الأنسجة المغطاة بالدم، فإن الزيت يصد الدم والمواد الأخرى التي قد تكون موجودة؛ مما يسمح للجسيمات الدقيقة اللاصقة بالتشابك وتشكيل ختم محكم على الجرح، وأظهرنا في الاختبارات التي أجريت على الفئران نجاحه في سد الجروح خلال 15 إلى 30 ثانية من وضع الغراء».


مقالات ذات صلة

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

صحتك كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

دائماً ما يوجد حولنا أشخاص «يتمتعون بعملية أيض سريعة»، أو على الأقل نعتقد ذلك، هؤلاء الأشخاص لديهم شهية كبيرة، ومع ذلك لا يكتسبون وزناً أبداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الضغط الإضافي قد يؤدي إلى إتلاف ممرات الأنف ما يزيد من فرص حدوث نزيف مؤلم (رويترز)

طريقة تنظيف أنفك الخاطئة قد تضر بك... ما الأسلوب الأمثل لذلك؟

لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تلقي الإهانة من صديق مؤلم أكثر من استقبال التعليقات السيئة من الغرباء (رويترز)

لماذا قد تنتهي بعض الصداقات؟

أكد موقع «سيكولوجي توداي» على أهمية الصداقة بين البشر حيث وصف الأصدقاء الجيدين بأنهم عامل مهم في طول العمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».