هند صبري لـ «الشرق الأوسط»: التغير المناخي يهددكم... ومعيب نوم إنسان جائعاً

تحضر إنتاج مسلسل لـ«نتفليكس» والتوسع فنياً

النجمة التونسية هند صبري في برنامج الأغذية العالمي
النجمة التونسية هند صبري في برنامج الأغذية العالمي
TT

هند صبري لـ «الشرق الأوسط»: التغير المناخي يهددكم... ومعيب نوم إنسان جائعاً

النجمة التونسية هند صبري في برنامج الأغذية العالمي
النجمة التونسية هند صبري في برنامج الأغذية العالمي

سلام من بيروت الأحزان إلى تونس المخاضات الجميلة. وأهلاً بالنجمة هند صبري، الإنسانة وحاملة القضايا. تُنورين. هنا حديث في المسائل الكبرى: الوطن، التغير المناخي، الجوع الإنساني، المرأة، الأمومة، التربية. عاهدت نفسها على عدم التدخل في السياسة: «لا أعرف عنها شيئاً». يعنيها وجود إرادة شعبية للتغيير، «يجب أن تُحترم». ولاؤها أولاً لوطنها و«السيادة دائماً للشعب». تُذكر بأعظم أشعار ابن أرضها أبي قاسم الشابي: «إذا الشعب يوماً أراد الحياة»، وبالطبع فقد أكملتم الباقي. «هذا إيماني». إطلاقها مبادرة «الأكسجين للجميع» لمساعدة مرضى «كوفيد - 19»؛ جهودها في برنامج الغذاء الأممي لعالم أقل جوعاً؛ ومناصرتها المرأة، تجعلها إنسانة أفضل، تُحلي هذا العالم القبيح، الأناني.
الجائحة تتفشى والشعب يختنق، فتجد نفسها بين الناس، تُخفف وتُهون. يحركها إحساس بالرغبة في فعل شيء. كأن صوتاً داخلياً يضج: يجب أن تتحركي. لا تكتفي بالتفرج. بالنسبة إليها، الفنان هو وعي وضمير شخصي. لا تصدر أحكاماً على فنانين يفضلون عدم الانخراط في الشأن العام: «هذه قناعاتهم. الفن أيضاً عطاء». أما هي، فحسها بالمسؤولية الجماعية عالٍ. تخجل من التباهي بتقديم مساعدة أو بتأسيس جمعية للمساندة: «أقل واجباتي. أحب أن أكون إيجابية في مجتمعي».
تُحيد نفسها عن إبداء آراء قد تُحدث لغطاً ويُساء فهمها. «لستُ شخصية صدامية»، تقول لـ«الشرق الأوسط». «هناك آراء احتفظ بها لنفسي، في مقابل قضايا مصيرية من حقي وواجبي، برأيي، الإضاءة عليها، لأهميتها في حياتي وحياة ابنتَي والأجيال القادمة. أوظف السوشيال ميديا لإحداث فارق».
حين نقول هند صبري، تقفز إلى البال فيديوهات التوعية حول واحد من أفظع الأخطار التي تعترض البشرية: التغير المناخي. اليوم أكثر من قبل، أبلغي الناس رسالتك حول الخطر المناخي وحياتنا المُهددة. تخيفها فكرة اختلال توازن الكوكب، ولا تبالغ بالقول إن تحديات المناخ هي قضيتها الكبرى، فإن اختل الكوكب، وعمت الفيضانات والحرائق والجفاف وذوبان الثلوج واختفاء سلالات حيوانية، «فلن تبقى للحروب والنزاعات والتناحر أي داعٍ. القيمة الوحيدة بعد هذه الفظائع ستكون الحصول على أكسجين وشرب المياه والتنفس والعيش. نحن في العالم العربي متأخرون في وعي الخطورة. واجبي دق الناقوس ورفع الصوت».
تحيل «الكوفيد» على اختلال توازن الكوكب، ومآسي الإنسان على اغتصابه موارد طبيعته. «الحروب المقبلة ستكون على المياه»، تُبشر. تنال حملات التوعية تفاعلاً كبيراً خصوصاً من الشباب. «أذكرهم دائماً: لا تتركوا المياه مفتوحة طويلاً. لا تلهوا بها».
مفتاح العيش السليم والآمن، تهديكم إياه هند صبري: «حافظوا على الموارد. حدوا من استعمال البلاستيك. كونوا جزءاً من إرادة إنقاذ الأرض. النكران قاتل. على قضية المناخ تصحيح مسارها، وإلا فالمجهول ينتظر».
تقدم بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، توضيحاً إيجابياً على هذه المعطيات المخيفة: في لبنان وحده، وفق اليونيسف، أكثر من ثلاثين في المائة من الأطفال ينامون ببطون خاوية. ألا يُعتبر شعار «لعالم خالٍ من الجوع» طموحاً نظرياً أو حلماً سوريالياً؟ تصف الأرقام بـ«المزعجة، تدعو للإحباط»، وتقدم نبأها السار: «حين بدأنا قبل 10 سنوات، كان هناك واحد من بين ستة أشخاص ينام من دون اكتفاء غذائي. اليوم، هناك واحد من خمسة. علينا أيضاً نشر الإيجابية». تدرك النجمة الفائزة بشهادة وشارة جائزة نوبل للسلام، لدورها في حصول برنامج الأغذية على هذا التقدير الرفيع في عام 2020، أن «صفر جوع» هو هدف شاق. «عيب علينا جميعاً أن ينام إنسان جائعاً في السنة 21 من القرن 21. الموارد تكفي والطعام يفيض، لكنها النزاعات وسوء الإدارة والحروب والنزوح والتغير المناخي... كلها جعلت أعداد الجائعين مرتفعة».
تتعاظم المشاكل وسط تكثيف الجهود الدولية. «التكاليف كبيرة جداً وتحتاج إلى دعم الأمم المتحدة للقضاء على الجوع. يجب أن نفعل شيئاً. التفاوت الهائل بين الثراء الفاحش والفقر المدقع، يجب أن يُسد. لستُ مسؤولة سياسية، لكن على الجميع التعاون».
يطول الحديث، وهاجس الصحافي السطور ومساحاتها. هل تتفضلين بالانتقال إلى الفن؟ تتفضل. برز اسم هندي صبري كممثلة ومنتجة ضمن قائمة 101 الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية للسنة الثالثة، على هامش مهرجان «كان» السينمائي. فنسألها كيف توزع الأولويات بين السينما والإنتاج والتلفزيون، ولِمَ يطول الغياب أحياناً؟ ليس سهلاً على المرأة أن تكون عدة نساء في العمل والمنزل والحياة. يهم النجمة التونسية التحكم بالمحتوى من خلال التمرس بعالم الإنتاج. تخبر «الشرق الأوسط» أنها تحضر إنتاج مسلسل لـ«نتفليكس» يُعرض في نهاية العام: «حريصة على حضوري الفني، ليس فقط كممثلة». تجذبها قضايا ومشاكل يتماهى معها أكبر عدد من الناس. كم كانت رائعة بشخصية محاربة السرطان في مسلسل «حلاوة الدنيا»! تحب الدور، كدور المصابة بالسيدا حين كان الحديث عن هذا المرض عيباً. قاعدتها الذهبية: «الفن منارة العقول، يمرر رسائل ويطرح تساؤلات، فيغير الأفكار والمجتمع». إذن، واضح سبب الغياب: «نعم، فأي سيناريو ليس منيراً ولا يشكل إضافة، أعتذر عنه. لدينا أزمة كتابة في العالم العربي. أعزز موقعي في الإنتاج لأسمح لنفسي وزميلاتي بطرح مشاكلنا التي تخيفنا».
ونالت أيضاً حضوراً جميلاً ضمن قائمة أفضل 100 فيلم عن المرأة في مهرجان أسوان لأفلام المرأة. يقينها أن النساء قادرات، وما الضعف سوى وهم. تصف هذا الزمن بأنه «العصر الذهبي للنساء في العالم العربي»، وتدعو لـ«جيل واعٍ ولأمهات مهمتهن تربية بنات واثقات، يرفضن الصمت والتساهل حيال حقوقهن والإجراءات المرتبكة ضدهن في مجالات كثيرة».
ماذا عن هند صبري الأم، والدة عالية وليلى. ماذا عن الأمومة وصراعاتها وصعوبة التربية الحديثة؟ تلخص تحدي العمر: «أصعب وظيفة للمرأة هي أن تصبح أماً. كأنها تُمنح فرصة ثانية لتربية نفسها. التربية ليست سهلة، خصوصاً في عالم متغير قائم على الصراع التكنولوجي وغزو مواقع التواصل. رسالتي هي تربية أولاد أسوياء يجيدون التعامل مع عالم قاسٍ. تعلمني الأمومة التسامح أكثر مع نفسي كأم، وأن أفضل ما قد نمنحه لأولادنا كنزين: الثقة والحب اللامشروط».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.