«سنوات الضوء»... معرض المصورين في 50 عاماً

أسسته سكرتيرة شابة في لندن على نفقتها الخاصة عام 1971

معرض المصورين ليلة الافتتاح عام 1971
معرض المصورين ليلة الافتتاح عام 1971
TT

«سنوات الضوء»... معرض المصورين في 50 عاماً

معرض المصورين ليلة الافتتاح عام 1971
معرض المصورين ليلة الافتتاح عام 1971

في عام 1968، كانت سو ديفيز تعمل سكرتيرة في معهد الفنون المعاصرة في العاصمة البريطانية عندما مرض زميلها، ووجدت نفسها وقد تركت وحدها لإنجاز عرض التصوير الفوتوغرافي الذي كانا يعملان على إنجازه.
لكن في العام التالي، حقق المعرض الذي ركز على صور النساء نجاحاً كبيراً. فقد اصطف الزوار على طول المبنى للدخول، وسألت سو مؤسسي المعهد عما إذا كانوا سيفكرون في عرض المزيد من الصور الفوتوغرافية. وقالت إن الرد لم يكن ما أرادته، فقد أخبروها بأنهم طلبوا أن يكون ذلك العرض الأخير لأن عرض الصور كان مجانياً.
جعل ذلك سو تفقد أعصابها، كما صرحت لاحقاً لـ«المجلة البريطانية للتصوير الفوتوغرافي». ولذلك اتخذت قراراً مفاده هو أنه إذا كانت المتاحف لا تريد الصور في مساحات العرض الخاصة بها، فإنها ستبدأ في توفير مساحتها الخاصة.
بعد ثلاث سنوات، تحديداً في يناير (كانون الثاني) 1971، افتتحت سو معرض المصورين في غرفة شاي سابقة في حي «ويست إند» في لندن، لتصبح أول مساحة عرض في المدينة تخصص للتصوير الفوتوغرافي. وكتبت سو في اقتراحها الأصلي أن هدفها هو «الحصول على اعتراف بالتصوير الفوتوغرافي كشكل فني في حد ذاته».
بعد خمسين عاماً، نجح معرض المصورين، وهو موجود الآن في مبنى من خمسة طوابق ويحتفل بمرور نصف قرن مع سلسلة من المعارض، تحت اسم «سنوات الضوء: معرض المصورين في 50 عاماً».
في هذا الصدد، قال ديفيد بريتين، المحرر السابق لمجلة «كريتيف كاميرا»، الذي أشرف على العروض السنوية، إن المعرض «أقام السقالات» للتصوير الفوتوغرافي لكي يُنظر إليه بجدية في بريطانيا.
وجاء رد مارتن بار، المصور المعروف بصوره الفكاهية للحياة البريطانية، بأن «هنا مكاناً تشعر فيه بأنك جزء من مجتمع بعد أن أصبح مكاناً يحج إليه الكثيرون».
وعلق أوليفر شانارين، الفائز في عام 2013 بجائزة «دويتشه بورس» السنوية للمعرض، بقوله إن أكبر نجاح لمعرض المصورين «تمثل في أنه مهد الطريق للعديد من المعارض المخصصة الأخرى، ووفر مساحات وعروضاً متحفية في جميع أنحاء بريطانيا». (افتتحت شركة رائدة أخرى هي «Impressions» معرضاً في مدينة يورك عام 1972).
جاءت الإشادات على نطاق واسع بسو ديفيز التي توفيت في عام 2020 نظراً لدورها الرائد، لكن المشروع كان من الممكن أن ينتهي بكارثة. فقد ذكر بريت روجرز، مدير المعرض منذ عام 2005، في مقابلة هاتفية، إن «عجزت عن سداد قرض منزلها بعد أن ظلت بدون راتب طيلة 18 شهراً». (في عام 1973، اشتكت سو لصحيفة «نيويورك تايمز»، قائلة نحن «نعاني من نقص مزمن في المال»).
لكن المعارض التي نظمتها سرعان ما وجدت جمهوراً على استعداد لدفع رسوم دخول صغيرة. كان التركيز الأول للمعرض على ما أطلق عليه «ريبورتاج»، حيث عرضت صوراً ذات بعد اجتماعي التقطت للصحف والمجلات. ومن بين تلك الصور المدهشة كانت هناك لقطات لسكان «البيت الأسود»، وهو نزل في لندن للشباب السود، التقطتها كولين جونز وظهرت في عرض عام 1977. ومع ذلك، سرعان ما بدأت سو في التفرع، حيث استضافت عرضاً لأعمال مصور الأزياء ديفيد بيلي، وصورة أخرى من تصوير فلوريس إم نيوسيس، المصور الألماني الذي صنع صوراً بالحجم الطبيعي لموضوعاته.
في الثمانينيات، عرض المعرض أعمال المصورين السود، بما في ذلك مجموعة «D – Max»، بالإضافة إلى المزيد من التصوير الفوتوغرافي للنساء. في التسعينيات وما بعدها، استكشفت المعارض المواضعية قضايا مثل دور التصوير الفوتوغرافي في عصر أجهزة الكومبيوتر واستخدامها في المراقبة. وكانت هناك أيضاً عروض لفنانين نجوم مثل كاثرين أوبي وتارين سيمون، وويم فيندرز.
أثبت تنوع المعرض أحياناً أنه أكبر من أن يتحمله الفنانون التقليديون. ففي عام 1978، أقامت عرضاً بعنوان «شظايا» للصور المجمعة لجون شتيزاكر، وفي مقابلة هاتفية أجريت معه مؤخراً، ذكر الفنان أن أسلوب القص واللصق الخاص به قد تدهور بشكل سيئ، مضيفاً: «أستطيع أن أتذكر أن رئيس الرعاة كتب خطاباً ضدي من عدة صفحات في كتاب الزوار، ملمحاً بقوة إلى أن سو ستفقد تمويلها إذا استمرت في الترويج لهذه القمامة».
لم يشارك شتيزاكر في معرض المصورين مرة أخرى حتى عام 2012، عندما فاز بجائزة «Deutsche Börse»، وقال شتيزاكر: «شعرت سو بأنها قد رد لها اعتبارها كما شعرت أنا».
في الثمانينيات، تلقى المعرض شكاوى من نوع مختلف بسبب عرضه للصور من مجلة «The Face»، وهي مجلة ثقافية للشباب. وفقاً لديفيد بريتان، شعر بعض المصورين أن الصور تمجد النزعة الاستهلاكية، وتقوض مهمة التصوير الحقيقية المتمثلة في الكشف عن العلل الاجتماعية»، مضيفاً: «لقد أظهر هذا الفن خطوط الصدع الناشئة بين الأجيال».
من حين لآخر، كانت الخلافات أكثر جدية في طبيعتها، ففي عام 2010، أقام المعرض معرضاً للمصورة الأميركية سالي مان، التي التقطت صوراً لأطفالها وهم عراة، والتي اتُهمت بإنتاج مواد إباحية للأطفال. بعد سماعها عن العرض، حققت شرطة لندن لكنها قررت أن الصور ليست فاحشة. وقال روجرز، مدير المعرض، «نحن ندافع عن هذا كفن، وسندافع دائماً».
بعد ذلك بعامين، انتقل معرض المصورين من مقره الأصلي بالقرب من «ساحة ليستر». وقال روجرز إنه مع وجود مساحتين للعرض على جانبي مسارح «ويست إند»، كان من الممكن التنقل بينهما عبر الشارع. لكن عدد الزوار كان مدعاة للحرج، فعندما هطل المطر، تعثر الزوار، كما لاحظت، وكان واحد فقط من المساحات بها مراحيض.
إذن ما هو الدور الذي يلعبه المعرض اليوم عندما يتم قبول التصوير الفوتوغرافي والإعجاب به؟ قال شانارين، الحائز على جائزة عام 2013، إن المعرض «مطلوب أكثر من أي وقت مضى»، مشيراً إلى أن التصوير الفوتوغرافي «أصبح وسيلة أكثر تعقيداً ومتعددة الجوانب» بفضل الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف أن تطبيقات مثل «إنستغرام» تسجل كل صورة يحبها المستخدم، مضيفاً أن هناك حاجة إلى مساحات مثل معرض المصور لشرح السياق المتغير للتصوير الفوتوغرافي.
اتفق روجرز على أن دور المعرض كان حيوياً في وقت «يعتقد الجميع أنهم مصورون»، وأن التحدي الذي واجهته المؤسسة كان أن تقول، «حسناً، نعم، ولكن ما الذي يجعل صورة لا تنسى من النوع الذي يستمر لقرون؟».
رغم كل التغييرات، فقد بدا الوضع الآن أشبه بمهمة سو ديفيز عندما افتتحت أول معارضها قبل 50 عاماً، وهي: أن تجذب الصور الفوتوغرافية المثيرة للإعجاب الجمهور، وتجعلهم يرغبون في العودة لمشاهدة المزيد.
خدمة «نيويورك تايمز»



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».