معرض للفنان الفرنسي بول سيزان في مدريد

هناك دقيقة معينة تعبر عالمنا هذا.. أريد أن أرسمها

الفنان بول سيزان - لوحة سيزان
الفنان بول سيزان - لوحة سيزان
TT

معرض للفنان الفرنسي بول سيزان في مدريد

الفنان بول سيزان - لوحة سيزان
الفنان بول سيزان - لوحة سيزان

عرض متحف تيسين بورنيميسزا في مدريد بعض أعمال للفنان الفرنسي بول سيزان تحت عنوان «سيزان موقع غير موقع» وأشهرها لوحة «أسقف باريس» التي تصور أسطح المنازل في عاصمة الجمال باريس.
وكان الرسام الانطباعي الشهير بول سيزان قد قضى حياته، في رحلة لا تنتهي بحثا عن الأمثل للتعبير عن الحقيقة من خلال الرسم، رافضا بإصرار تصنيفه في المدرسة الانطباعية، ومتجاهلا الرفض الجماهيري لفنه ومصمما على الرسم حتى آخر لحظة في عمره.
ولد بول سيزان في عام 1839، وكانت إمكاناته المادية، حيث كان أبوه مصرفيا غنيا، وراء تمكينه من مواصلته الرسم من دون تحقيق دخل يذكر من أعماله الفنية.
غير أن الروح المتمردة للرسام الشاب رفضت العيش في كنف أسرته الميسورة ووالده المتسلط، ودفعته إلى الهجرة إلى باريس أوائل الستينات من القرن التاسع عشر، ليعيش حياة بوهيمية على غرار معظم الفنانين في تلك الأيام.
وقد لعب الكاتب الروائي الفرنسي الشهير إميل زولا، صديق سيزان الوفي، دورا مهما في تشجيعه على مواصلة الرسم رغم الرفض شبه التام لأعماله الفنية في أوساط المعارض والمتاحف والجمهور.
وقابل ذلك الرفض، تقدير كل الفنانين الانطباعيين الذين عاصروا الرسام المتمرد، لخطه الجديد والمبتكر، الذي جرى تصنيف مدرسته لاحقا تحت اسم «ما قبل الانطباعية». وكان سيزان يقول إنه يريد تحويل الانطباعية إلى نهج أكثر قوة يصلح للتخليد في المتاحف.
وبدأ سيزان في تطوير مدرسته الفنية الجديدة وأسلوبها المنهاجي في السبعينات من القرن التاسع عشر، مستخدما الفرشاة المسطحة في ضربات متوازية على اللوحة، وواضعا الألوان جنبا إلى جنب. وقد ألهم هذا الأسلوب الفراغي في الرسم جيلا شابا جديدا بالكامل، كان من بين أشهر ممثليه براك وبيكاسو، اللذان قادا موجة الفن التكعيبي. كما أثر أسلوب سيزان في استعمال الألوان على رسامين فرنسيين شهيرين آخرين هما لو فوف وماتيس.
وكان سيزان يقول: «هناك دقيقة معينة تعبر عالمنا هذا، أريد أن أرسمها على حقيقتها كما هي، وأنسى خلال ذلك أي شيء آخر في الوجود».
وتكفي زيارة واحدة إلى جبل «مون - سانت - فيكتوار» القريب من مسقط رأس سيزان، لإدراك مدى تأثر الرسام باختلاف زوايا رؤية المشهد ذاته وتأثيره على المشهد النهائي، ومدى تأثره بالألوان والفراغ واللحظة، مما يكشف لنا النقاب عن روح متوثبة دؤوبة لا تعرف الكلل ولا الملل. ويندر وجود مثيل لصبر وتصميم سيزان على مواصلة الرسم، خاصة أنه أمضى أكثر من نصف عمره يرسم من دون أن يجد أحدا يعترف به رساما، باستثناء بعض الأصدقاء الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.
وقد أفنى سيزان زهرة شبابه في تلك المحاولات، معتمدا في تغطية نفقات معيشته على ثروة والده، ومعزيا نفسه بتأييد صديقه الروائي إميل زولا وأصدقائه الرسامين ماميل بيسارو، مانيه، مونيه ورينوار، غير أن الرسامين لا يشترون في العادة اللوحات ولا يوفرون للرسام مصدر عيش من بيع لوحاته.
وحتى حينما بدأت الأمور تتغير لصالحه وراحت الاعترافات بتفرد فنه تنهال عليه من كل حدب وصوب، لم يتأثر سيزان بها ولم يتغير وواصل الرسم والسعي إلى ترسيخ نهجه الجديد في الرسم على الساحة الفنية.
وابتنى سيزان لنفسه مرسما في مسقط رأسه، يطل منه على المدينة العزيزة على قلبه رغم رفض متحفها عرض لوحاته. وتحول المرسم اليوم إلى متحف صغير يحمل اسم «أتولييه سيزان» ويقع في شارع سيزان، بعد إعادة ترميمه وتأهيله ليستعيد الرونق الذي كان عليه حين كان الفنان الكبير يرسم لوحاته فيه.
وكان سيزان وفيا لأمنياته حين كان يكرر باستمرار أنه يريد الموت وهو يرسم، وهذا ما حدث بالفعل في ذات يوم من أيام شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1906، حيث توفي وهو يرسم في العراء.
وجاء من بعده الكثير من الفنانين الذين وجدوا في سيزان رائدا للاتجاهات الجديدة التي خرجت من عباءته من تكعيبية وتجريدية وغيرهما.. ويظل سيزان ومن على شاكلته يسعون إلى التعبير عن أفكارهم وثقافتهم ويظل الإبداع قيمة يسعى إلى تحقيقها كل فنان مبدع وصادق في تناوله وتوجهاته.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.