حملة تجنيد حوثية تستهدف الشبان والأطفال في صنعاء

طفل يمني يحمل سلاحاً خلال تجمع في صنعاء (غيتي)
طفل يمني يحمل سلاحاً خلال تجمع في صنعاء (غيتي)
TT

حملة تجنيد حوثية تستهدف الشبان والأطفال في صنعاء

طفل يمني يحمل سلاحاً خلال تجمع في صنعاء (غيتي)
طفل يمني يحمل سلاحاً خلال تجمع في صنعاء (غيتي)

كشفت مصادر محلية في صنعاء أن الميليشيات الحوثية عادت مجدداً لتنفيذ حملات تجنيد تستهدف شريحة الشبان وصغار السن بمناطق متفرقة من العاصمة صنعاء، في حين كشفت مصادر قبلية عن إلزام الجماعة أخيراً زعماء القبائل في محيط صنعاء بسرعة تجنيد مقاتلين جدد لتعزيز الجبهات.
وأكدت المصادر ، لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية ألزمت منتصف الأسبوع المنصرم عبر لقاءات منفصلة جميع مشرفيها والمسؤولين المحليين الموالين لها بالبدء بتنفيذ حملة تجنيد جديدة تستهدف السكان في 10 مديريات تقع بنطاق العاصمة صنعاء.
وحضّت الميليشيات مشرفيها على إيجاد طرق ووسائل جديد لإقناع الأسر والأهالي بضرورة الدفع مجدداً بـ4 أفراد من كل مربع سكني كأقل تقدير لضمهم إلى صفوفها تلبية لما تسميه الجماعة بـ«الواجب الجهادي».
وفي حين أفاد سكان في صنعاء ، لـ«الشرق الأوسط»، بأن مشرفي الجماعة بناء على تعليمات قادتهم شنوا على مدى اليومين الماضيين حملة تجنيد واسعة في أحياء العاصمة بغية الحصول على مقاتلين جدد، ذكرت المصادر أن مسؤولي الحارات لا يزالون مستمرين منذ أيام في ممارسة الضغط على الأسر بأحياء المديريات المستهدفة لإجبارهم على تسجيل مجندين جدد من أبنائها.
وبيّنت المصادر أن حملة الميليشيات تركزت على استهداف الأسر التي لم تقدم مقاتلين لصالحها منذ بدء جريمة انقلابها، مشيرة بذات الصدد إلى أن الحملة الجديدة لم تستثن أحداً وشملت تجنيد الشبان والأطفال من عمر 15 عاماً.
في غضون ذلك، كشف شهود لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام مشرفين حوثيين في أحياء متفرقة بصنعاء بنقل عشرات المجندين الجدد، أغلبهم من صغار سن عبر عربات ودوريات حوثية إلى أماكن سرية استعداداً لإخضاعهم لدورات طائفية وعسكرية ومن ثم إلحاقهم بجبهات القتال.
وتأتي معاودة الانقلابيين، ذراع إيران في اليمن، لشن عمليات تجنيد جديدة في العاصمة المختطفة، في وقت كشفت فيه تقارير محلية عن إلزام الجماعة مؤخراً شيوخ القبائل في محيط صنعاء بضرورة مدّ الجبهات مجدداً بدماء جديدة.
ونقلت التقارير عن مصادر قبلية في ريف صنعاء، قولها: «إن الميليشيات فرضت على كل شيخ قبلي بطوق صنعاء رفد الجبهات بـ40 مقاتلاً أو دفع مبالغ مالية شهرية». وأشارت إلى أن الجماعة طلبوا من شيوخ القبائل ممن عجزوا عن دعمها بمقاتلين دفع رواتب 40 مقاتلاً شهرياً. حيث حددت الميليشيات راتب كل مقاتل من أتباعها بمبلغ 90 ألف ريال، ما يعادل 150 دولاراً.
وكشفت المصادر عن ضغوط كبيرة ما تزال الجماعة تمارسها حالياً بحق شيوخ قبليين ومشرفين ومسؤولين محليين وأعضاء غير شرعيين في المجالس الانقلابية المختلفة لإجبارهم على تنفيذ نزولات ميدانية للتحشيد إلى جبهاتها.
وأرجع مراقبون أسباب لجوء الميليشيات لحملة التجنيد الجديدة إلى ما تعانيه الميليشيات حالياً من نقص في أعداد عناصرها نتيجة خسائرها البشرية التي تكبدتها في أغلب الجبهات القتالية، إلى جانب استمرار الرفض المجتمعي والقبلي للدعوات الحوثية المتكررة بمدّها بمقاتلين.
وسبق للجماعة أن شرعت في أواخر مارس (آذار) من العام الحالي، بتنفيذ حملات تجنيد عبر قادة ومسؤولين كبار في سلطتها بصنعاء أوكلت إليهم مهام استقطاب المجندين لتعويض خسائرها حينها في مأرب وحجة وتعز.
وكانت مصادر مطلعة في صنعاء أكدت بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة ألزمت حينها أعضاءها غير الشرعيين في مجالس النواب والشورى والحكومة ومجلس حكم الانقلاب وما يعرف بمجلس التحالف القبلي وهيئة شؤون القبائل بالنزول الميداني لدوائرهم ومدنهم وقراهم بهدف التحشيد ودفع مئات المقاتلين الجدد للانخراط في الجبهات.
وخصصت الجماعة حينها حملة ميدانية ضخمة لإنجاح حملة التجنيد كما هو مخطط لها، كما حددت تسعيرة لكل مجند ينضم للقتال مقدارها 70 ألف ريال (حوالي 100 دولار)، وفق تأكيدات المصادر، فضلاً عن تخصيصها ميزانية خاصة لكل عضو من كبار قادتها وموظفيها كحوافز ونفقات ميدانية، وكذا تخصيص الجماعة مبالغ أخرى لشراء ولاءات ومواد غذائية وتقديم منح مالية لإغراء الأسر الفقيرة للدفع بأبنائها إلى الجبهات.
وكان مسؤولون في الحكومة اليمنية حذروا بأوقات سابقة من تصاعد عمليات التجنيد الإجباري للمدنيين من قبل الميليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها.
وطالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تصريحات سابقة له، المجتمع الدولي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالضغط على الميليشيات العنصرية لوقف تلك العمليات القسرية بحق المدنيين بمن فيهم فئة الأطفال.
وشدد على أن تلك الخطوات تشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية، داعياً إلى تقديم المسؤولين عنها من قيادات الجماعة للمحاسبة، باعتبارهم «مجرمي حرب».


مقالات ذات صلة

انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

العالم العربي يمنيان يبيعان الحبوب المنتجة محلياً في سوق بوسط صنعاء (إ.ب.أ)

انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

التهمت موجة غلاء جديدة ما تبقّى من قدرة السكان الشرائية، في مناطق سيطرة الحوثيين الذين يضاعفون الجبايات، بالتوازي مع تراجع عالمي في أسعار المواد الاستهلاكية

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي أكد طارق صالح أن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة واستعادة الدولة ومؤسساتها (سبأ)

مسؤولان يمنيان يرفعان جاهزية الجبهات العسكرية

يعتقد المسؤولون اليمنيون أن جماعة الحوثي هي العدو الرئيسي والوحيد للشعب اليمني، وأن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة، واستعادة الدولة ومؤسساتها.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي الجماعة الحوثية منحت مهدي المشاط رئيس مجلس حكمها شهادة الماجستير (إعلام حوثي)

هوس قادة الحوثيين بالشهادات العليا يفاقم انهيار التعليم الجامعي

يتعرض طلاب الدراسات العليا في الجامعات اليمنية لابتزاز قادة حوثيين لإعداد رسائلهم للماجستير، والدكتوراه، في حين يجري إغراق التعليم الجامعي بممارسات كسب الولاء

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طائرة أميركية مسيرة من طراز «إم كيو - 9» (أرشيفية - أ.ب)

اليمن: مقتل قيادي بارز بـ«القاعدة» بغارة أميركية في مأرب

أكد مصدر أمني يمني، مساء السبت، مقتل قيادي بارز في تنظيم «القاعدة»، في ضربة بطائرة أميركية من دون طيار في محافظة مأرب، شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عناصر حوثيون أمام شاشة كبيرة تنقل صوراً لهجمات نفَّذتها الجماعة في البحر الأحمر (غيتي)

سباق الظلام… الحوثيون يحاولون تجاوز اختراقهم من إسرائيل

لجأ الحوثيون لتشديد إجراءاتهم الأمنية لحماية قياداتهم من الاستهداف الإسرائيلي، كتعطيل كاميرات المراقبة وتغيير هوياتهم يومياً وتنويع وسائل تنقلهم وتمويه تحركاتهم

وضاح الجليل (عدن)

«الجامعة العربية» تندد بالهجمات في السودان وتدعو لتحقيقات مستقلة ومحاسبة الجناة

جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)
جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)
TT

«الجامعة العربية» تندد بالهجمات في السودان وتدعو لتحقيقات مستقلة ومحاسبة الجناة

جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)
جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)

نددت جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان، معتبرة أن ما يحدث يمثل «نمطاً غير مسبوق من استباحة دم المدنيين»، وانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب.

وقالت «الجامعة العربية» في بيان إن «المجزرة الوحشية» في ولاية جنوب كردفان، عقب قصف مرافق مدنية بطائرات مُسيرة يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل العشرات، تتحمل مسؤوليتها القانونية والجنائية الجهات التي ارتكبتها، مطالبة بمحاسبتهم «ومنع إفلاتهم من العقاب».

ولقي نحو 80 مدنياً حتفهم في هجوم استهدف روضة أطفال في منطقة كلوقي بولاية جنوب كردفان، واتهمت شبكة «أطباء السودان»، وهي اتحاد مستقل للأطباء، «قوات الدعم السريع» بتنفيذه.

وأكدت «الجامعة» ضرورة فتح تحقيقات مستقلة حول ما حدث في كردفان، محذرة من أن تحول العنف إلى «ممارسة ممنهجة» يشكل تهديداً مباشراً لوحدة السودان.

وقالت «الجامعة» إن العنف سيفتح الباب أمام «دورة طويلة من الفوضى والعنف المسلح من أجل تفكيك البلاد، وهو الأمر الذي ستكون له تداعيات وخيمة على الأمن السوداني والإقليمي».


وزير خارجية العراق للمبعوث الأميركي: لا بد من احترام خيارات الشعب العراقي

فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)
فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)
TT

وزير خارجية العراق للمبعوث الأميركي: لا بد من احترام خيارات الشعب العراقي

فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)
فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)

نقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزير الخارجية فؤاد حسين قوله للمبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، اليوم (الأحد)، إن الديمقراطية والنظامَ الاتحادي مثبتان في الدستور.

وشدد حسين على تمسك العراق بالديمقراطية وبناء المؤسسات ونبذ أي شكل من أشكال الديكتاتورية.

وعبَّر حسين، خلال لقاء مع برّاك على هامش منتدى الدوحة، عن استغراب الحكومة العراقية من تصريحات المبعوث الأميركي لسوريا بشأن الوضع الداخلي في العراق.

وكان براك قد قال إن رئيس الوزراء العراقي جيد جداً ومنتخَب، لكنه بلا أي سلطة وليس لديه نفوذ، لأنه لا يستطيع تشكيل ائتلاف داخل البرلمان، واتهم المبعوث الأميركي لسوريا الأطراف الأخرى، خصوصاً الحشد الشعبي، بلعب دور سلبي على الساحة السياسية.


الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون يعلن أنه سيشتري عقاراً في قطر

الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)
الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)
TT

الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون يعلن أنه سيشتري عقاراً في قطر

الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)
الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)

أعلن الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون، الأحد، أنه سيشتري عقاراً في قطر، نافياً الاتهامات بأنه تلقى أموالاً من الدولة الخليجية.

وقال كارلسون خلال جلسة حوارية في منتدى الدوحة مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «اتُّهمت بأنني أداة لقطر... لم آخذ شيئاً من بلدكم قط، ولا أعتزم ذلك. ومع ذلك سأشتري غداً بيتاً في قطر».

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أضاف المذيع السابق في قناة «فوكس نيوز» خلال الفعالية السنوية: «أفعل ذلك لأنني أحب المدينة، وأعتقد أنها جميلة، ولكن أيضاً لأؤكد أنني أميركي ورجل حر، وسأكون حيثما أرغب أن أكون».

تستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط، وهي القاعدة المتقدمة للقيادة المركزية العسكرية (سنتكوم) العاملة في المنطقة.

وتصنّف واشنطن الدولة الصغيرة الغنية بالغاز حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأثارت المسألة تساؤلات رفضتها كل من واشنطن والدوحة.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن أشخاصاً لم يسمهم يبذلون «جهوداً كبيرة لتخريب العلاقة بين قطر والولايات المتحدة ومحاولة شيطنة أي شخص يزور هذا البلد».

وأضاف أن الجهود التي تبذلها قطر مع الولايات المتحدة تهدف إلى «حماية هذه العلاقة التي نعدها مفيدة للطرفين».

أدت قطر دور وساطة رئيسياً في الهدنة المستمرة التي تدعمها الولايات المتحدة في غزة، وتعرضت لانتقادات شديدة في الماضي من شخصيات سياسية أميركية وإسرائيلية لاستضافتها المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية، وهي خطوة أقدمت عليها بمباركة واشنطن منذ عام 2012.

لكن الدوحة نفت بشدة دعمها لحركة «حماس».

وفي سبتمبر (أيلول)، هاجمت إسرائيل الدوحة عسكرياً مستهدفة قادة من «حماس»، في تصعيد إقليمي غير مسبوق خلال حرب غزة.