تحركات احترازية للفصائل العراقية تحسباً لهجمات أميركية محتملة

TT

تحركات احترازية للفصائل العراقية تحسباً لهجمات أميركية محتملة

كشفت مصادر عليمة عن أن فصائل مسلحة تابعة لما يعرف بـ«المجلس التنسيقي للمقاومة» تستعد لهجمات استباقية ضد مواقع عسكرية ودبلوماسية في البلاد، على خلفية التوتر بين واشنطن وطهران، بعد حادثة الناقلة «ميرسر ستريت».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن قادة الفصائل تلقوا تعليمات واضحة بشن هجمات خلال الأيام المقبلة على قواعد عسكرية عراقية يوجد فيها الأميركيون، فضلاً عن رفع وتيرة الهجمات على أرتال التحالف الدولي. وزعمت وسائل إعلام موالية للفصائل أن رتلاً تابعاً للجيش الأميركي في مدينة الناصرية تعرض لهجوم أسفر عن حرق عجلاته، لكن مصادر ميدانية أكدت أن الرتل تابع للجيش العراقي، وأنه كان يحمل «معدات عسكرية أهداها التحالف الدولي».
وأوضحت المصادر أن الساعات الماضية شهدت تحركات ميدانية للمئات من مسلحي الفصائل، وهم ينقلون الأعتدة والأسلحة بين مواقع مختلفة، فيما يبدو أنها «تحضيرات لعمليات عسكرية». وتحاول الفصائل استباق الرد الأميركي المحتمل على استهداف ناقلة «ميرسر ستريت»، قبالة سواحل عمان، والذي قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه سيكون «جماعياً». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن بلاده «لن تتردد في الدفاع عن أمنها ومصالحها، وسترد بشكل فوري وحاسم على أي مغامرة محتملة»، على حد تعبيره.
وقال مصدر رفيع، اطلع على مجريات اجتماع أخير لـ«تنسيقية المقاومة»، إن الحاضرين تداولوا معلومات استخبارية تفيد بأن معسكرات الفصائل في العراق قد تكون من بين الأهداف التي تنوي واشنطن استهدافها. وبحسب المصدر، فإن الفصائل رشحت «عدداً كبيراً من الأهداف في مدن عدة، على أن يتم الهجوم عليها قريباً». وليس من المؤكد أن يكون العراق أحد الأماكن المرشحة للرد الأميركي، لكن يبدو أن الفصائل بحاجة سياسية لاستثمار التوتر الأميركي - الإيراني، في هجمات جديدة.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.