«مدينة الرمال» بالغردقة تحتفي بفن الأرض

أقامها 42 نحاتًا عالميًّا على شكل أسطورة في الهواء الطلق

نابليون بونابرت  -  «مدينة الرمال» افتتحت قبل عام لتعد المتحف الأول من نوعه في أفريقيا  -  الغردقة.. متحف مقام في الهواء الطلق
نابليون بونابرت - «مدينة الرمال» افتتحت قبل عام لتعد المتحف الأول من نوعه في أفريقيا - الغردقة.. متحف مقام في الهواء الطلق
TT

«مدينة الرمال» بالغردقة تحتفي بفن الأرض

نابليون بونابرت  -  «مدينة الرمال» افتتحت قبل عام لتعد المتحف الأول من نوعه في أفريقيا  -  الغردقة.. متحف مقام في الهواء الطلق
نابليون بونابرت - «مدينة الرمال» افتتحت قبل عام لتعد المتحف الأول من نوعه في أفريقيا - الغردقة.. متحف مقام في الهواء الطلق

فكرة «مدينة الرمال» تعد بمثابة متحف شيق، يضاهي متاحف الآثار المعروفة بتاريخها العريق، ويحتوي على تماثيل رملية جذابة لأشخاص لعبوا أدوارا مهمة في تاريخ البشرية، مثل نابليون بونابرت، وإيزيس، وكليوباترا، والإسكندر الأكبر، والأسطورة الإغريقية «لافوكافيرتيا»، والسلطان محمد الفاتح.. وصولا إلى الشخصية معشوقة الأطفال «باتمان»، و«كينغ كونغ»، و«سبايدرمان»، وغيرها من أساطير وعجائب العالم، مثل الأهرامات وأبو الهول، وشواهد متنوعة من مختلف الحضارات والعصور تتجسد جميعها في تماثيل رملية يضمها المتحف.
تقع «مدينة الرمال» في جنوب مدينة الغردقة المطلة على ساحل البحر الأحمر (جنوب شرقي مصر)، وهي عبارة عن متحف مقام في الهواء الطلق، يحتوي على 42 قطعة من المنحوتات، تربط عالمنا الحاضر بتاريخنا الماضي بطريقة مميزة، غالبا ما تثير الدهشة في تجسيد قصصها، حيث تمزج القصص بين مفهومين مختلفين للفن هما الفن الميثولوجي (الأسطوري) وفن عجائب الأرض أو «فن الأرض».
«الشرق الأوسط» تجولت في «مدينة الرمال»، التي افتتحت في يناير (كانون الثاني) 2014، لتعد المتحف الأول من نوعه في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
شارك في إخراج هذا الحدث 42 نحاتا من الفنانين من أكثر من 17 دولة مختلفة، منها روسيا وألمانيا وأميركا، مستخدمين نحو 12 ألف طن مكعب من الرمال و15 ألف طن مكعب من المياه، واستغرق العمل فيه ما يقرب من سبعة أشهر.
يقول ممدوح فوزي، الفني بالمتحف، إن «المتحف عبارة عن مجموعة من التماثيل المشيدة من الرمال لشخصيات عالمية وعجائب الدنيا السبع مثل الأهرام وأبو الهول، وكذلك الأفلام الكارتونية التي اشتهرت بها مدينة هوليوود العالمية. تم بناء التماثيل من نوعين من الرمال هما (الرمال الصفراء، والرمال البيضاء)، الموجودة بصحراء مصر، ذات النسبة القليلة من الأملاح حتى تتماسك التماثيل»، مشيرا إلى أن «عملية البناء تتم عن طريق صناديق خشبية تملأ بالرمال ويتم ضغطها بآلات، بعدها يتم فك الصناديق ثم ينحت التمثال، وتوضع مادة لاصقة لتثبيت ذلك التمثال».
وأكد فوزي أن التمثال يتأثر بعوامل التعرية بمرور السنين، لذلك يتم عمل صيانة وترميم مستمر له، وفي حالات الأمطار تتم تغطية التماثيل بالبلاستيك للحفاظ عليها. كما أنه من المفترض أن يتم خلال بضع سنوات هدم المتحف وبناء تماثيل جديدة بأشكال جديدة.
أما محمد الشاعر، صاحب فكرة المشروع، فيوضح بدوره أن الفكرة موجودة بالفعل في عدة دول كبرى مثل الولايات المتحدة واليابان، وأنه رغب في نقلها إلى مصر باعتبارها أرض الحضارات والآثار والتاريخ، كما أن أرضها أساسا 97 في المائة منها صحراء، وبالتالي مؤهلة لإقامة هذا المشروع بحكم طبيعتها. ويضيف الشاعر أن «مدينة الرمال تأتي للسائح الذي يزور مصر بحضارات العالم كله في مكان واحد، لتشكل له مزيجا من الحضارات والثقافات المتنوعة، فبها أيقونات تمثل الصراع الأزلي بين الخير والشر، مثلا الأسطورة الهندية المعبودة في الهند، والأسطورة الإغريقية (لافوكافيرتيا) التي لها علاقة باكتشاف مقدار الصدق والكذب، وأيضا هناك التمثال الأسطوري (بوزيدون) وهو ملك البحار الروسي».
وتوجد بالمدينة ورشة عمل للأطفال «القلعة السحرية» يستمتعون فيها باللعب في الرمال وصنع التماثيل، مع مشاهدة تماثيل عمالقة للعديد من الشخصيات المحببة إليهم مثل «باتمان»، و«كينغ كونغ»، و«سبايدرمان»، و«سبونج بوب»، و«تويتي»، و«توم آند جيري»، و«طرزان»، ليشكل ذلك أكبر متحف رمال للأطفال في العالم، كما توجد بها أماكن للاستراحة، وتناول المشروبات، ووجبات الطعام السريعة، الأمر الذي يجعلك تشعر بمتعة خاصة، وتتمنى أن يكون لك تمثال صغير مع كل هؤلاء العباقرة.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.