كيف تساعد أطفالك على التفاعل اجتماعياً بعد الوباء؟

أطفال يرتدون الأقنعة الواقية للحماية من فيروس كورونا في الصين (رويترز)
أطفال يرتدون الأقنعة الواقية للحماية من فيروس كورونا في الصين (رويترز)
TT

كيف تساعد أطفالك على التفاعل اجتماعياً بعد الوباء؟

أطفال يرتدون الأقنعة الواقية للحماية من فيروس كورونا في الصين (رويترز)
أطفال يرتدون الأقنعة الواقية للحماية من فيروس كورونا في الصين (رويترز)

هناك العديد من الأطفال الصغار الذين كانوا يتفاعلون اجتماعياً بشكل جيد قبل وباء «كورونا» ولكنهم لا يتذكرون تلك الأيام بوضوح. نظراً لأن العديد من الأشخاص قد خرجوا من العزلة الوبائية، فقد يعاني أطفالهم من فترة انتقالية ومحاولة التأقلم مع طريقة جديدة للعيش تشمل الآن أماكن لم يذهبوا إليها من قبل.
ولا تزال قرارات الآباء في حالة تغير مستمر. في حين أن إرشادات المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها قد ذكرت أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل يمكنهم المشاركة في العديد من الأنشطة التي قاموا بها قبل الوباء، فإن الإرشادات الجديدة تحث الآن على ارتداء الأقنعة في الداخل إذا كنت في منطقة يكثر فيها انتشار «كورونا».
وتوصي الوكالة أيضاً بأن يرتدي الأشخاص في المدارس الأقنعة الواقية. وتحدثت شبكة «سي إن إن» مع اثنين من المتخصصين في طب الأطفال لتوجيه الآباء حول طرق مساعدة أبنائهم الصغار خلال خوضهم التجارب الجديدة.
*الابتعاد عن العودة السريعة للحياة الطبيعية
قالت الدكتورة جيني راديسكي - طبيبة الأطفال السلوكية التنموية والأستاذة المساعدة لطب الأطفال في ميشيغان ميديسين- إن الذكريات تبدأ في الظهور في سن 2.5 عاماً تقريباً. هذا يعني أن الطفل الذي يبلغ من العمر حالياً حوالي 3 أو 4 سنوات ليس لديه الكثير من الذكريات القوية عما كانت عليه الحياة قبل الوباء.
وتشجع راديسكي الآباء على السماح للأطفال بتطوير مهاراتهم الاجتماعية، ولكن بوتيرة مناسبة.
وقالت: «فكرة العودة إلى الوضع الطبيعي بسرعة هي حقاً ساحقة لكثير من الناس، لذلك أريد أن يشعر الآباء بأنه لا يتعين عليهم إعادة الأطفال بشكل سريع إلى الحياة الطبيعية في الوقت الحالي».
*تحضير الطفل
عندما تضع خططاً لطفلك - سواء كان ذلك موعداً للعب أو المدرسة أو التخييم - فهناك طرق يمكنك من خلالها أعداد طفلك عقلياً لمساعدته على الشعور براحة أكبر.
وتؤكد الدكتورة نيها تشودري، طبيبة نفسية للأطفال والمراهقين في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد، أنه من «الطبيعي تماماً» أن يعبر الطفل الصغير عن التوتر أو الخوف أو القلق بشأن وضع اجتماعي جديد.
وقالت تشودري: «كلما زادت المعلومات التي يمكن للوالدين تزويد الأطفال بها، زاد شعورهم بالأمان لخوض التجربة الجديدة».
وتقترح راديسكي التحدث عن النشاط الاجتماعي مسبقاً. إذا كان طفلك قد فعل شيئاً مشابهاً من قبل، ساعده على تذكر الأمر. وإذا كانت التجربة جديدة للطفل، تقول تشودري إن أخذه إلى الموقع مسبقاً يمكن أن يساعده في تحضير نفسه للانخراط ببيئة جديدة.
*تحدث إلى أطفالك
تقترح تشودري على الآباء مصارحة أطفالهم بشأن كيفية تعاملهم مع شعورهم بالإرهاق وبالتوتر لخوض تجربة اجتماعية.
وقالت: «أن تكون استباقياً في سؤال الأطفال عن شعورهم وأن تجعل من الآمن إجراء تلك المحادثات - فهذا أساس صحي حقاً حتى للأطفال الصغار حيث يكبرون قليلاً ويبدأون في المرور بتحولات أكثر صعوبة».
* التمسك بالهدوء
بغض النظر عن مدى استعداد طفلك لمواجهة المواقف الجديدة، فقد يظهر أحياناً ردة فعل غريبة.
أشارت راديسكي إلى أن الأطفال الصغار يميلون إلى التعبير عن مشاعرهم من خلال سلوكهم، مثل نوبات الغضب التي تساعدهم على وضع حد للموقف في الوقت الحالي. إذا حدث هذا، فإن راديسكي تشجع الآباء على عدم المبالغة في رد الفعل.
وقالت: «إذا أظهرت أنك خائف من مشاعر أطفالك، فسيجدون مشاعرهم أكثر ترويعاً وإرهاقاً».
*طلب المساعدة
أكدت تشودري إنه يجب أن تكون جاهزاً لاستشارة طبيب أطفال أو معالج نفسي فيما يرتبط بحالة طفلك إذا كنت قلقاً بشأن أي سلوك خارج عن المألوف. إذا استمر طفلك في الكفاح من أجل التكيف لأكثر من أسبوعين أو إذا أصبحت عواطفه أكثر حدة - مثل العزلة أو عدم المشاركة - فإن طلب المساعدة المتخصصة يمكن أن يفيده بشكل كبير.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.