أكثر من 100 مليار دولار استثمارات متوقعة في قطاع الفندقة في السنوات المقبلة

مكة المكرمة والمدينة المنورة تستحوذان على 75 %

يعد قطاع الضيافة في السعودية من الركائز الرئيسية في الاقتصاد الوطني
يعد قطاع الضيافة في السعودية من الركائز الرئيسية في الاقتصاد الوطني
TT

أكثر من 100 مليار دولار استثمارات متوقعة في قطاع الفندقة في السنوات المقبلة

يعد قطاع الضيافة في السعودية من الركائز الرئيسية في الاقتصاد الوطني
يعد قطاع الضيافة في السعودية من الركائز الرئيسية في الاقتصاد الوطني

قدر مختصون ومستثمرون في قطاع الضيافة في السعودية أن القطاع سيسجل نموا متزايدا في حجم الاستثمارات خلال السنوات الخمسة بواقع (100 مليار دولار) مقارنة بالكثير من الدول العربية، في حين وفر القطاع بحسب لجنة الضيافة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة نحو 300 ألف وظيفة في مختلف مؤسسات الضيافة بالمملكة ليصبح أكبر القطاعات الجاذبة بين الشباب.
ويعد قطاع الضيافة في السعودية من الركائز الرئيسية في الاقتصاد الوطني، إذ يعتبر من القطاعات المشغولة على مدار العام وتحديدا في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، لتوافد الحجاج والمعتمرين طوال العام، وهو ما يكسب القطاع أهمية كبرى، إضافة إلى نمو السياحة المحلية الذي أسهم في إشغال الغرف الفندقية ودور الإيواء على مختلف المستويات.
وتدعم هيئة السياحة والآثار في السعودية، قطاع الإيواء من خلال رفع الأداء وتقديم الدعم اللوجستي والتقني للراغبين في الاستثمار، إضافة إلى أن الهيئة تقوم بجولات دورية على كافة المواقع للتأكد من توافر الاشتراطات اللازمة ونوع الخدمات التي تقدم للمستفيد، وذلك بهدف تقيم هذه الخدمات.
ويحتاج السوق السعودي لعدد كبير من الوحدات السكينة خاصة في منطقة مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمدن القريبة منها مثل جدة وينبع، بخلاف المدن الكبرى، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد والذي سيرتفع السنوات القادمة، مع انتهاء مشاريع التوسعة الذي يشهدها الحرم المكي الشريف، وعمليات التطوير في المدينة المنورة، إذ يتوقع أن يصل عدد المعتمرين إلى قرابة 8 ملايين شخص في السنوات القادمة، الأمر الذي يحتاج معه لتوسع في الوحدات السكنية لتستوعب هذه الأعداد.
وقال محمد حاج حسن، نائب الرئيس الإقليمي في روتانا للمملكة العربية السعودية، إن التوقعات تشير إلى أن قطاع الفنادق والمعالم السياحية سيسهم في تعزيز نمو سوق الضيافة في المملكة على مدى السنوات الخمس المقبلة، لافتا إلى أن السياحة الدينية أو السياحة الداخلية تشكل قرابة 65 في المائة من حركة المسافرين بالمملكة، مدعومتان بالقوة الشرائية العالية للمستهلك المحلي، وبالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة للترويج للمملكة كوجهة سياحية هامة على مستوى المنطقة والعالم، لافتا إلى أن النجاح في قطاع الفندقة داخل السوق السعودية، يعتمد على الكفاءات المحلية التي يتوفر لديها الفهم الأفضل والوعي الأكبر بالسوق التي تواجد فيها.
وقال الحاج إن شركته تسعى للتوسع وإضافة الكثير من الغرف الفندقية، وإنشاء فندق في العاصمة السعودية، لتلبية حاجة السوق المحلية، الذي يرتفع فيه الطلب بشكل متزايد حتى من عام 2017 مع زيادة الإنفاق على المشاريع بنسبة 24 في المائة خلال هذه الفترة، موضحا أن المعالم السياحة تأتي بعد قطاع الإنفاق في معدل النمو ليصل إلى ما نسبته 23 في المائة خلال نفس الفترة.
ويقدر عدد الغرف الفندقية والوحدات السكنية المفروشة في مرافق الإيواء السياحي في السعودية بقرابة 230 ألف غرفة، ويتوقع أن يرتفع بحسب مختصون في قطاع الفندقة هذا العدد مع نهاية 2020 إلى نحو 310 آلاف غرفة فندقية، فيما يقدر عدد الفنادق قيد الإنشاء بنحو 149 فندقا في كافة المدن السعودية.
وتشمل منشآت الإيواء السياحي، الفنادق والوحدات السكنية المفروشة والفلل الفندقية والشقق الفندقية والنزل السياحية وفنادق الطرق والمنتجعات، ويبلغ عددها نحو 3.6 ألف منشأة، تشمل 721 فندقا، و2860 وحدة سكنية مفروشة، وتستحوذ مكة المكرمة والمدينة المنورة بحسب إحصائيات صدرت في وقت سابق عن الغرف التجارية في مكة على النصيب الأكبر بواقع 75 في المائة من الاستثمارات الفندقية في السعودية.
وفي هذا الصدد يقول صقر العمري، مستثمر في الوحدات السكينة، إن القطاع يشهد نموا في السنوات الأخيرة، وارتفع معدل الطلب مقارنة بما كان عليه في سنوات ماضية، ويعود هذا لعدة عوامل منها وجود التنظيمات الجديدة التي طبقتها الهيئة العام للسياحة والآثار لدفع هذا القطاع نحو التميز، إضافة إلى دخول الكثير من الشركات العالمية المتخصصة في الاستثمار في قطاع الفندقة والمشاريع السياحية الذي انعكس على نوعية الخدمة وجودتها.
وأردف العمري بأن المدن الساحلية مثل جدة وينبع لا يرتبط الموسم بها والأشغال بفترات زمنية، فهي على مدار العام مشغولة بحكم توافد المعتمرين والحجاج عبر الموانئ البحرية والجوية، وهذا يجعل من هذه المدن نقطة التجمع والمغادرة، لذا تحتاج هذه المواقع مع مكة والمدينة المنورة لعدد كبير من الوحدات السكانية بمختلف الدرجات، تلبي احتياج كافة الشرائح.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».