{حماس} تعيد انتخاب هنية على رأس مكتبها السياسي

إسرائيل تقول إن الحركة كثفت من التخطيط لتنفيذ هجمات في الضفة

إسماعيل هنية رئيس حركة «حماس» المعاد انتخابه (إ.ب.أ)
إسماعيل هنية رئيس حركة «حماس» المعاد انتخابه (إ.ب.أ)
TT

{حماس} تعيد انتخاب هنية على رأس مكتبها السياسي

إسماعيل هنية رئيس حركة «حماس» المعاد انتخابه (إ.ب.أ)
إسماعيل هنية رئيس حركة «حماس» المعاد انتخابه (إ.ب.أ)

جددت حركة «حماس» انتخاب إسماعيل هنية رئيساً لمكتبها السياسي، في الدورة الانتخابية الجديدة التي تستمر حتى عام 2025.
وبانتخاب هنية تكون حركة حماس أنهت انتخاباتها الداخلية، التي بدأت منتصف فبراير (شباط) الماضي وتم فيها انتخاب مسؤولي الحركة في الأقاليم إلى جانب المكاتب السياسية.
وبداية الشهر الماضي، انتخب صالح العاروري رئيساً لإقليم الحركة بالضفة، وزاهر جبارين نائباً له، وفي 10 مارس (آذار) الماضي، أُعلن عن إعادة انتخاب يحيى السنوار رئيساً لحماس في قطاع غزة، وخليل الحية نائباً، بينما انتخب خالد مشعل رئيساً لإقليم «الخارج» خلفاً لماهر صلاح في 12 أبريل (نيسان)، وقبلهم انتخب الأسير سلامة القطاوي رئيساً للهيئة القيادية العليا للحركة في السجون.
وتجري حماس انتخابات في أربعة أقاليم وتختار مكتباً سياسياً عاماً كل أربع سنوات، لكن وفق دورة طويلة ومعقدة بعض الشيء وفريدة ومختلفة عن باقي الفصائل ولا تقوم على الترشح. وبإعادة انتخاب هنية وبقاء السنوار وعودة مشعل، لا يمكن الإشارة إلى تغيير يذكر على هيكلية الحركة ومراكز القوى فيها.
وينص القانون الداخلي للحركة على أنه يسمح بانتخاب رئيسها لفترتين متتاليتين، ولا يحق انتخابه في فترة ثالثة إلا بعد مرور فترة انتقالية.
ومع انتخاب هنية مجدداً، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية «كان»، أن حركة حماس كثفت في الآونة الأخيرة جهودها لتنفيذ هجمات في الضفة الغربية ضد إسرائيليين، بتوجيه من قطاع غزة. وأوضحت القناة الإسرائيلية أن من أبرز الناشطين في جهود التجنيد ع ع، وهو أحد محرري «صفقة شاليط»، الذي كان خلال الأشهر الستة الماضية على تواصل مع عشرات الفلسطينيين من الضفة الغربية، في محاولة لتجنيدهم لشن هجمات ضد إسرائيليين.
وكان ع، مشاركاً في قتل الإسرائيلي ساسون نوريئيل عام 2005 وتم إبعاده إلى قطاع غزة، في إطار صفقة تبادل عام 2011 مع حماس.
وأشارت القناة إلى أنه في محاولاته لتجنيد فلسطينيين، عمل المدعو ع، على مدار الساعة طوال الأشهر الستة الماضية من خلال الاتصال أو عبر الهاتف أو عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية، مع نحو ستين فلسطينياً، وأوضحت أنه توجه إلى ما يقرب من مائة فلسطيني في محاولة لتجنيدهم في العامين الماضيين، إلا أنه في الأشهر الأخيرة زاد من وتيرة عمله وتمكن في بعض الحالات من تجنيد بعض الفلسطينيين إلى صفوف حماس.
ومؤخراً اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية خمسة فلسطينيين جندهم الشخص المذكور، ثلاثة منهم من مدينة جنين واثنان آخران من نابلس وبيت لحم في الضفة الغربية. ونقلت «كان» عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، أنه في بعض الحالات «كان ع يقوم بتجنيد ناشطين جدد دون إعطائهم نقوداً»، مضيفة، أنه «رغم وعده المجندين بالمال، فإنه لم يفِ بوعده، ما دفعهم إلى قطع العلاقات معه».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن ع يعمل على توجيه المجندين حول كيفية تنفيذ الهجمات ضد الإسرائيليين، ويرسل لهم توضيحات عبر الهاتف حول كيفية صنع عبوات ناسفة ومكان شراء المعدات اللازمة لصنعها.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.