«قبة الكابيتول» لعبد الناصر الغارم في مزاد لـ«كريستيز»

«الأحلام الكبيرة 2» يضم منحوتات لفنانين من أنحاء العالم

TT

«قبة الكابيتول» لعبد الناصر الغارم في مزاد لـ«كريستيز»

منذ أن عرضت للمرة الأولى في عام 2011 ضمن معرض جماعي لفناني «إدج أوف آرابيا» في لندن، جذب العمل الضخم الذي يمثل قبة مبنى الكونغرس الأميركي للفنان السعودي عبد الناصر الغارم، الأنظار، واحتل مكانة مهمة في الأعمال الفنية السعودية المعاصرة. وها هي «قبة الكابيتول» تعود للأنظار مرة أخرى من خلال مزاد تقيمه دار «كريستيز» على الإنترنت بعنوان «الأحلام الكبيرة 2». المزاد مخصص للمنحوتات الضخمة عبر قرن من الزمان.
«قبة الكابيتول» تحمل الكثير من الموتيفات التي ميزت أعمال الغارم عن غيره من فناني جيل: البناء الضخم، الزخارف الدقيقة المذهبة داخل القبة والكتابات العربية المنمقة، كلها تتضافر سوياً لتخلق عملاً يطلق الكثير من الأسئلة حول الديمقراطية بين الغرب والشرق. العمل ينتقد بشكل كبير مفهوم الديمقراطية الأميركية، ولا أدل من استخدام «تمثال الحرية» لتستند عليه القبة. ليس تمثال الحرية الشهير على مداخل نيويورك، بل هو تمثال تم بناؤه في القرن التاسع عشر ليعتلي قبة مبنى الكونغرس، التمثال رغم اسمه إلا أنه بني بمساعدة عبيد من أفريقيا، ما يدفع للكثير من التساؤلات حول مفهوم «الحرية» الذي تقف القبة رمزاً له وهو ما يريده الغارم من جمهوره، أن يفكر فيما تمثله «الحرية». وبالنظر للحبل المتين الذي يلتف حول عنق التمثال ويمتد لمسافة نرى بعداً جديداً للعمل، حيث إن القبة تعتمد على التمثال ولكن وجود الحبل يعني أيضاً أنها معرضة للتحطم في حال امتدت يد لتسحب الحبل والتمثال لتحيل القبة إلى مصيدة لكل من ينجذب لداخلها المزخرف المذهب. هل هو قفص ذهبي؟ الغارم ذكر في إحدى المقابلات أن فكرة المصيدة جاءت من محاولاته في الطفولة بناء مصايد للطيور عبر قلب سلة على وجهها، بينما ينثر بعض الحبوب خارج السلة وداخلها ليجد الطير الباحث عن الطعام نفسه محبوساً داخل مصيدة.
يشكل عمل «قبة الكابيتول» نسخة مصغرة طبق الأصل من القبة الأصلية في واشنطن، بطول 13 قدماً ومدعومة بنسخة مصغرة من تمثال توماس كروفورد للإلهة المسلحة «الحرية». تم تزيين الجانب السفلي من قبة غارم بزخارف إسلامية معقدة، مصنوعة يدوياً في المغرب، بحيث يقدم زواجاً مرتباً من التصميم الكلاسيكي الجديد الغربي والهندسة الإسلامية.
«قبة الكابيتول» لا شك من أكثر الأعمال السعودية إيحاءً وتعليقاً على الواقع العالمي والعربي، وتعرض اليوم للبيع لصالح مبادرة «الفن للشفاء» (Healing Arts) التي تدعم جهود مكافحة «كوفيد - 19» من خلال الفنون. تم إطلاق المبادرة في عام 2020 من قبل «CULTURUNNERS» بالشراكة مع المجلس العالمي للشعوب التابع للأمم المتحدة ومؤسسة منظمة الصحة العالمية، كجزء من مبادرة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة، UN75.
يضم المزاد إلى جانب عمل الغارم أعمالاً لفنانين عالميين أمثال سلفادور دالي والأميركي جيف كونز وروي ليخنشتاين ومارك كوين من بريطانيا وأنيش كابور من الهند وغيرهم.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.