حكومة الدبيبة تحتوي اشتباكات مسلحة في غرب ليبيا

استمرار الترحيب المحلي والدولي بفتح الطريق الساحلي

جانب من احتفال أقيم ببوابة «الخمسين» احتفالاً بفتح الطريق الساحلي (وزارة الداخلية)
جانب من احتفال أقيم ببوابة «الخمسين» احتفالاً بفتح الطريق الساحلي (وزارة الداخلية)
TT
20

حكومة الدبيبة تحتوي اشتباكات مسلحة في غرب ليبيا

جانب من احتفال أقيم ببوابة «الخمسين» احتفالاً بفتح الطريق الساحلي (وزارة الداخلية)
جانب من احتفال أقيم ببوابة «الخمسين» احتفالاً بفتح الطريق الساحلي (وزارة الداخلية)

أعلنت السلطات في العاصمة الليبية طرابلس أنها احتوت اشتباكات مسلحة اندلعت مساء أول من أمس في مدينة الزاوية، غرب البلاد، في وقت تتواصل فيه ردود الأفعال المحلية والدولية المرحبة بإعادة فتح الطريق الساحلي الحيوي، بين مدينتي سرت ومصراتة بعد إغلاق دام نحو عامين.
وتوقع المجلس الرئاسي، برئاسة محمد المنفي، أن يكون لفتح الطريق «الأثر الإيجابي على وحدة التراب الليبي، وتماسك النسيج الاجتماعي، والمساعدة على إجراء الانتخابات في أجواء إيجابية. وقال في بيان مساء أول من أمس إن هذه الخطوة «ستسهم في تخفيف معاناة الليبيين، والتعجيل بتحقيق تطلعاتهم في التعبير، وتوحيد مؤسسات الدولة، وبالأخص المؤسسة العسكرية». مثمنا الجهود التي بذلتها بعثة الأمم المتحدة، واللجنة العسكرية المشتركة «5+5» «للوصول إلى هذه اللحظة التاريخية، التي انتظرها الليبيون بفارغ الصبر»، وتعهد بـ«السير بخطى حثيثة نحو الإيفاء بكافة الاستحقاقات».
بدوره، قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، الذي تلقى دعوة رسمية من رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي لزيارة روما، إن ما وصفه بالإنجاز والحدث الإيجابي نحو (المصالحة الوطنية) ستتبعه إنجازات متتالية في مجال المصالحة، وكذلك التنمية والتطوير والإعمار، مشيرا إلى أن فتح الطريق سيرفع معاناة السفر عبر طرق صحراوية غاية في الصعوبة، أثرت على المواطنين من النواحي الاقتصادية والأمنية والصحية والاجتماعية.
في سياق قريب، شددت «لجنة الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب الليبي على «ضرورة إنجاز بقية بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم، خاصة ما يتعلق بتبادل المحتجزين وإخراج «المرتزقة»، واتخاذ التدابير المتفق عليها بما يضمن استمرار تدفق النفط وعدم العبث به.
وطالبت اللجنة، المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، بالشروع فورا في توحيد المؤسسة العسكرية، وفقا لأحكام القانون، وتحديد صلاحيات المستويات القيادية بالجيش، واتخاذ الإجراءات الرادعة تجاه العسكريين الذين يتدخلون في الشؤون السياسية. وحثت على اتخاذ الجهات الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار «التدابير والعقوبات اللازمة ضد كل من تسول له نفسه خرق بنود الاتفاق».
في المقابل، طالب المجلس الأعلى للدولة في بيان الجهات المعنية بالحكومة بالإسراع في تأمين الطريق، وتسجيل أي خروقات قد تحدث بها ومعاقبة فاعليها.
ورحب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بفتح الطريق رسمياً، واعتبره «تطوراً مهماً طال انتظار الشعب الليبي له». وجدد دعوته أمس لجميع الأطراف المعنية بالإسراع في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والعمل معاً على تنفيذ خارطة الطريق، التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي، وإجراء الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
من جانبه، أكد السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أمس، على الحاجة إلى تضافر الجهود لضمان رحيل القوات الأجنبية، وإعادة توحيد المؤسسات، وتمهيد الطريق للانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها. وقال إنه ناقش هاتفيا مع رئيس الكونغرس التباوي، عيسى عبد المجيد منصور، المشاكل الاقتصادية لمنطقة الجنوب، والتحديات التي تواجه الاستقرار والأمن فيها. ونقل عن منصور قلقه بشأن التمثيل الانتخابي العادل للأقليات العرقية والقومية، بينما جدّد نورلاند التأكيد على دعم بلاده لما وصفه بهذا المبدأ المهم.
بدورها، قالت السفارة البريطانية إنه يجب يكون فتح الطريق خطوة أولى للتخفيف من معاناة ملايين الليبيين، والتنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب القوات الأجنبية من داخل ليبيا، بينما اعتبرت إيطاليا في بيان لوزارة خارجيتها، أن فتح الطريق، يمثل تطوراً مهماً نحو إعادة توحيد البلاد، وجددت التزامها بدعم ليبيا على مسار استقرار وتعزيز المؤسسات.
في سياق ذلك، قالت الخارجية الفرنسية إن فتح الطريق مجددا يمثل خطوة حاسمة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وبالنسبة إلى مسار الانتقال السياسي في ليبيا.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».