ليبيا: تزايد وفيات «كورونا» والحكومة تسعى لتوفير الأكسجين

جانب من عملية التلقيح ضد «كورونا» في طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
جانب من عملية التلقيح ضد «كورونا» في طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
TT

ليبيا: تزايد وفيات «كورونا» والحكومة تسعى لتوفير الأكسجين

جانب من عملية التلقيح ضد «كورونا» في طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
جانب من عملية التلقيح ضد «كورونا» في طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)

أظهرت البيانات الرسمية في ليبيا ارتفاعاً ملحوظاً، أمس، في أعداد الوفيات مقارنة بالأيام الماضية، في وقت تسعى حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لمحاصرة أزمة نقص الأكسجين المسال في مراكز العزل، خصوصاً غربي البلاد، باستيراده من مصر.
وسجلت المختبرات المرجعية في ليبيا وجود 2914 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» في تراجع ملحوظ عما سبق، لكنها كشفت عن ارتفاع في أعداد الوفيات بلغت 40 حالة جديدة في يوم واحد. غير أن الدكتور يوسف غنية، استشاري أمراض الباطنة والعناية الفائقة في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة، قال في تصريحات نقلتها فضائية «2018» الليبية، إن «الأرقام المُعلن عنها لمدى تفشي (كورونا) في ليبيا لا تمثل الواقع، وإنما الأرقام الحقيقية أكبر مما يُعلن؛ كما أن هناك مناطق لا تصل منها أي أرقام، على سبيل المثال الجزء الشرقي من البلاد».
واستغرب الاستشاري الليبي من حديث السلطات الطبية في ليبيا عن أن «الوضع الوبائي في المنطقة الشرقية تحت السيطرة»، واصفاً الأجواء في عموم البلاد بـ«الكارثية». ومن وقت إلى آخر، يعلن مسؤول أو سياسي ليبي عن إصابته بالفيروس، وقبل يومين أعلن الشيخ محمد المبشر رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة، عن إصابته بالفيروس هو وعائلته.
وللحد من انتشار وتيرة الوباء بين المدن، ألزمت وزارة المواصلات الليبية المواطنين المسافرين على خطوط الطيران الداخلية بإجراء مسحة سريعة، أو فحص «بي.سي.آر» للكشف عن فيروس «كورونا». وقالت شركة الخطوط الأفريقية، في بيان مساء أول من أمس، إن رئيس مصلحة الطيران المدني وجّه خطاباً إلى مديري شركات الطيران والمطارات بهذا الشأن، وجاء فيه أن القرار يسري على الرحلات الداخلية في جميع المطارات الليبية ابتداء من مطلع أغسطس (آب).
وأضاف أنه «نظراً لما تمر به بلادنا الحبيبة من انتشار واسع لجائحة (كورونا) وظهور السلالة الهندية وبناء على ما تم الاتفاق عليه بين الجهات ذات الصلة بشأن اتخاذ التدابير اللازمة للحد من انتشار الفيروس، تقرر فرض (الاختبار السريع) أو اختبار (PCR) خلال 48 ساعة من أخذ العينة على جميع ركاب الرحلات الداخلية.
وتسعى حكومة الدبيبة للسيطرة على أزمة نقص الأكسجين في مراكز العزل بالمنطقة الغربية التي تعاني من تفاقم الوضع الوبائي. وأعلنت وزارة الصحة أنها تسلمت 100 ألف لتر من نظيرتها المصرية بشكل عاجل على أن تتوالى دخول باقي الشحنات بشكل يومي ورفع معدلها خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أنه سيتم توجيهها فوراً إلى المناطق التي تعاني من نقص الأكسجين.
وأعلنت بلدية زليتن بالساحل الغربي، تسلم بنية مصنع أكسجين بمساعدة رجال أعمال بالبلدية، مشيرة إلى أنه جارٍ تركيبها بمركز زليتن الطبي ليبدأ الشغل اليوم. ومن المتوقع، بحسب المسؤولين في البلدية، أن يلبي المصنع جزءاً من احتياجات الأكسجين بغرف العناية بقسم العزل.
وفي السياق ذاته، أعلنت بلدية غريان (غرب البلاد) أنه سيتم تشغيل مصنع الأكسجين بالمدينة قريباً، مشيرة إلى أن الفرق الفنية تعمل على صيانة وتركيب أحد المحركات بمصنع الأكسجين بالمجمع الميكانيكي (الرابطة - غريان).


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.