هواتف للوزراء الفرنسيين أقل عرضة لتجسس التطبيق الإسرائيلي

ماكرون متحدثاُ في بابيتي عاصمة بولينيزيا الفرنسية (أ.ف.ب)
ماكرون متحدثاُ في بابيتي عاصمة بولينيزيا الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

هواتف للوزراء الفرنسيين أقل عرضة لتجسس التطبيق الإسرائيلي

ماكرون متحدثاُ في بابيتي عاصمة بولينيزيا الفرنسية (أ.ف.ب)
ماكرون متحدثاُ في بابيتي عاصمة بولينيزيا الفرنسية (أ.ف.ب)

فقرة واحدة من سطرين كرّسها البيان الرسمي الصادر عن وزارة الدفاع الفرنسية للقاء الذي جمع الوزيرة فلورانس بارلي ونظيرها الإسرائيلي بيني غانتس، مساء أول من أمس، في مقر الوزارة، وجاء فيها أن بارلي «تناولت موضوع شركة (إن إس أو) الإسرائيلية المنتجة لتطبيق (بيغاسوس) للتنصُّت على الهواتف الجوالة»، ونقلت إليه التوضيحات التي تنتظرها فرنسا حالياً «بشأن هاتف الرئيس الفرنسي وعدد كبير من المسؤولين، التي ترتبط بها الثقة والاحترام المتبادل بين بلدينا».
وأشار البيان الفرنسي، في فقرة أخرى، إلى أن الطرفين تناولا مسائل الأمن في الشرق الأوسط والخليج العربي - الفارسي «وفق النص الوزاري»، إضافة إلى منطقة البحر المتوسط.
وللتخفيف من حراجة اللقاء الذي تم في أجواء من الشكوك بين باريس وتل أبيب، فإن وزارة الدفاع حرصت على التأكيد أن اللقاء، وهو الأول من نوعه بين الوزيرين، تم الاتفاق بشأنه خلال اتصال هاتفي، في أوائل مارس (آذار) الماضي.
وبالمقابل، فإن الطرف الإسرائيلي أفاد بأن غانتس أبلغ بارلي أن هاتف الرئيس ماكرون لم يتمّ التنصّت عليه. ولطمأنة باريس التي أثارت هذه الفضيحة في الحكومة والرأي العام والطبقة السياسية، ودفعت ماكرون إلى تخصيص اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع لدراسة تداعياتها واتخاذ التدابير اللازمة، أكد غانتس أن إسرائيل «تأخذ الأمور بجدية».
وجاء في بيان وزارة الدفاع، أن الحكومة الإسرائيلية «لا تعطي تراخيص تصدير المنتجات السيبرانية إلا للدول، ولغرض محاربة الإرهاب والجريمة».
وما يهمّ باريس بالدرجة الأولى هو أن تطلع تماماً على درجة علم السلطات الإسرائيلية باستخدامات تطبيق «بيغاسوس»، وبكلام آخر، معرفة ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية على معرفة بالتجسُّس على هواتف كبار المسؤولين الفرنسيين، وعلى رأسهم ماكرون. وتضم اللائحة، إلى الرئيس الفرنسي، رئيس الحكومة السابق إدوار فيليب، و14 وزيراً، بينهم وزير الخارجية. واللافت أن رقم هاتف وزيرة الدفاع فلورانس بارلي، لم يكن من بين الأرقام الخاضعة للمراقبة.
يجمع المراقبون الفرنسيون على وصف هذه الفضيحة بـ«الحساسة»، لأنها تتناول العلاقات مع دولتين تعتبرهما باريس من أقرب المقربين إليها، وهما إسرائيل والمغرب. لذا، فإن التقارير الإعلامية تفيد بأن الإليزيه طلب من أعضاء الحكومة الامتناع عن التعليق على هذه المسألة، وحصر التصريح بشأنها في الناطق باسم الحكومة، غبريال أتال، الذي يتقن التهرب من الإجابة عن الأسئلة الحساسة، وهو يحتمي، كلما طُرِح سؤال بخصوص الفضيحة المذكورة، بالقول إن الأجهزة الفرنسية المعنية «تتحقق» من الأمر.
وحجة أتال أن تحقيقاً قضائياً فُتِح في هذه المسألة، وبالتالي لا يستطيع التعليق عليها، إضافة إلى تحقيق تقني. وقال أتال: «إذا تبينت صحة هذه المعلومات، فإننا سوف نستخلص منها جميع النتائج، ولكن يتعين أولاً إثبات أنها حصلت فعلاً».
وأوكلت الحكومة التحقيق الفني الذي تريده معمقاً ودقيقاً، إلى «الوكالة الوطنية لأمن أجهزة الاتصال»، التابعة لجهاز الإدارة العامة للأمن الداخلي الذي يديره السفير برنار أيميه. والأخير خدم سفيراً في عدة بلدان، منها الجزائر ولبنان وتركيا، قبل أن يعينه ماكرون مديراً عاماً للجهاز المذكور.
وبعد مرور تسعة أيام على كشف أمر الفضيحة والأطراف المتورطة بها، لم يصدر عن هذه الوكالة أي تقرير، فيما يرى الخبراء أن التعرف على التجسس على جهاز هاتفي لا يتطلب هذا المدى الزمني.
وخلال وجوده في باريس، التقى وزير الدفاع الإسرائيلي، أيميه. وأفادت معلومات أمس بأن الوزراء الفرنسيين تسلموا هواتف جديدة تعمل بنظام «أندرويد»، وهي أقل تعرضاً للتنصت، لكنها محصورة بالتواصل الهاتفي، وغير مؤهلة لتحميل التطبيقات، أو حتى لإرسال الرسائل النصية.
عقب الاجتماع الوزاري، أول من أمس، الذي رأسه ماكرون من الطائرة التي كانت تقلّه على طريق العودة إلى باريس من جولته الآسيوية، كان موضوع التنصت حاضراً مجدداً، الأمر الذي يعكس مدى الأهمية التي يوليها لهذه المسألة الحساسة. ونقلت صحيفة «لوموند» في عددها، يوم أمس، عن وزير فرنسي لم تسمّه، تبريره للتكتم الفرنسي، بأن الدولتين المعنيتين (أي إسرائيل والمغرب) «صديقتان لفرنسا، التي تحتاج إليهما في مسألة التعاون في محاربة الإرهاب والقضاء والشرطة».
وكانت الرباط قد نفت نفياً مطلقاً أي دور لها، كما سارعت إلى التنديد بمن يربط اسمها بالفضيحة، وهددت كل مَن يُقدِم على ذلك بالملاحقة القضائية أمام المحاكم الفرنسية. لكن مجموعة شكاوى قدمها صحافيون وناشطون وردت أرقام هواتفهم في القوائم التي كشف عنها، ما يعني أن المسألة ستبقى عالقة ومتداولة سياسياً وإعلامياً.
بالمقابل، يبدو اليوم، على المستوى الرسمي، أن الطرفين، الفرنسي والإسرائيلي، راغبان في لملمة أهداب هذه القضية، وليست زيارة غانتس إلى باريس إلا من باب استرضاء الجانب الفرنسي، بالتأكيد على أن الحكومة الإسرائيلية تعالج الأمور بجدية. وسبق لغانتس أن أشار إلى تشكيل لجنة نيابية للتحقيق، إضافة إلى التحقيقات الإدارية العادية، وإلى قيام ممثلين عن الحكومة، بزيارة مقر شركة «إن إس أو». إنها فضيحة «مزعجة» بلا أدنى شك لباريس، ولكنها تريد قلب الصفحة سريعاً، بعد أن تتأكد من أن الطرف الإسرائيلي اتخذ الإجراءات اللازمة حتى لا يتكرر مثلها في المستقبل.


مقالات ذات صلة

هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

تكنولوجيا هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

أحد أكثر الهواتف الذكية المتينة ومتعددة الاستخدامات في السوق

غريغ إيلمان (واشنطن)
تكنولوجيا امرأة تستخدم جوالها داخل متجر لشركة «أبل» في بكين (رويترز)

الطلب الشديد على رقائق الذاكرة قد يرفع أسعار الجوالات الذكية... ما القصة؟

مع استهلاك مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من رقائق الذاكرة المستخدمة في صناعة الإلكترونيات قد يواجه المستهلكون ارتفاعاً بأسعار منتجات تكنولوجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

يستهدف هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت» Nothing Phone 3a Lite جيل الشباب والطلاب بسبب تصميمه الجريء ومواصفاته التصويرية المتقدمة.

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا فصل أجهزة الشحن يوفر في استهلاك الطاقة (بيكسلز)

هل يجب فصل الشواحن عند الانتهاء من استخدامها؟

يزداد عدد الشواحن الموصولة بالكهرباء في المنازل اليوم سواءً للجوالات أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو كاميرات المراقبة وغيرها

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك راكب ينظر إلى هاتفه الذكي أثناء جلوسه داخل حافلة في موسكو (أ.ب)

يسببها الاستخدام المفرط للهواتف... ماذا نعرف عن «الرقبة النصية»؟

أصبحت الهواتف جزءًا لا يتجزأ من حياة معظم الناس، مع ذلك، إذا لم نكن حذرين، فقد تبدأ هذه الأجهزة الصغيرة التي نقضي وقتاً طويلاً عليها بالتسبب في آلام الرقبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حرائق الغابات تدمر 40 منزلاً وتقتل رجل إطفاء في أستراليا

أحد أفراد خدمة إطفاء الحرائق الريفية في نيو ساوث ويلز يحمل خرطوم مياه بعد أن دمر حريق غابات منازلَ على طول طريق جلينروك في كوليونغ (أ.ب)
أحد أفراد خدمة إطفاء الحرائق الريفية في نيو ساوث ويلز يحمل خرطوم مياه بعد أن دمر حريق غابات منازلَ على طول طريق جلينروك في كوليونغ (أ.ب)
TT

حرائق الغابات تدمر 40 منزلاً وتقتل رجل إطفاء في أستراليا

أحد أفراد خدمة إطفاء الحرائق الريفية في نيو ساوث ويلز يحمل خرطوم مياه بعد أن دمر حريق غابات منازلَ على طول طريق جلينروك في كوليونغ (أ.ب)
أحد أفراد خدمة إطفاء الحرائق الريفية في نيو ساوث ويلز يحمل خرطوم مياه بعد أن دمر حريق غابات منازلَ على طول طريق جلينروك في كوليونغ (أ.ب)

تُوفي رجل إطفاء وهو يكافح حرائق دمَّرت نحو 40 منزلاً في ولايتين أستراليتين، حسبما قال مسؤولون، اليوم (الاثنين).

وقال مفوض خدمة الإطفاء الريفية ترينت كيرتين، إن الرجل البالغ من العمر 59 عاماً أُصيب جراء سقوط شجرة عليه ليل الأحد، في أثناء مكافحة حريق غابات بالقرب من بلدة بولهاديله في ولاية نيو ساوث ويلز، والذي أتى على 3500 هكتار (8650 فداناً) من الغابات ودمَّر أربعة منازل خلال عطلة نهاية الأسبوع.

أنقاض مبانٍ وسيارة مشتعلة بعد أن دمر حريق غابات منازل في كولوونغ (أ.ب)

ولم يتسنَّ إنعاش الرجل. وقال كيرتين إن رجال الإطفاء يتوقعون أن يكافحوا الحريق لأيام، حسبما أفادت به وكالة «أسوشييتد برس».

وكان هناك 52 حريق غابات مشتعلاً في جميع أنحاء نيو ساوث ويلز، اليوم (الاثنين)، وظل تسعة منها خارج السيطرة. وقال كيرتين إن ما مجموعه 20 منزلاً دُمرت خلال يوم الأحد في تلك الولاية.

رجال الإطفاء يتأكدون من عدم وجود أي ألسنة لهب متبقية بعد أن دمَّر حريق غابات منازلَ في كولوونغ بأستراليا (أ.ب)

وفي ولاية تسمانيا الجزيرة، قال المسؤول الحكومي المحلي ديك شو، لهيئة الإذاعة الأسترالية، إن 19 منزلاً دُمرت بسبب حريق غابات أمس (الأحد)، في مجتمع دولفين ساندز الساحلي.

وقال شو إنه تم احتواء الحريق بحلول اليوم (الاثنين)، لكنّ الطريق المؤدي إلى المجتمع ظل مغلقاً ولم يكن من الآمن بعد للسكان العودة إلى منازلهم.


روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
TT

روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، أن الطريق نحو التوصل إلى تسوية للصراع الأوكراني ليست سهلة؛ ولذلك فالمفاوضات بين بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف «تأخذ وقتاً طويلاً».

ونقل تلفزيون «آر تي» عن أوشاكوف قوله إن روسيا والولايات المتحدة تعملان على تنسيق النقاط الصعبة التي يجب أن تحدد شكل ومصدر وثيقة مستقبلية بشأن أوكرانيا.

لكن أوشاكوف شدد على أن العمل على صياغة الاقتراحات والنصوص للوثيقة المتعلقة بأوكرانيا ما زال في مراحله المبكرة.

وحذّر مساعد بوتين من مصادرة أي أصول روسية، قائلاً إن أي مصادرة محتملة للأصول الروسية سيتحملها أفراد محددون ودول بأكملها.

على النقيض، قال كيث كيلوغ المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، الأحد، إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب هناك «قريب جداً»، وإنه يعتمد على حل قضيتين رئيسيتين عالقتين؛ هما مستقبل منطقة دونباس، ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية.

وقال كيلوغ، الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل، في «منتدى ريغان للدفاع الوطني» إن الجهود المبذولة لحل الصراع في «الأمتار العشرة النهائية»، التي وصفها بأنها «دائماً الأصعب».

وأضاف كيلوغ أن القضيتين الرئيسيتين العالقتين تتعلقان بالأراضي، وهما مستقبل دونباس في المقام الأول، ومستقبل محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي الكبرى في أوروبا، وتقع حالياً تحت السيطرة الروسية.

وأكد: «إذا حللنا هاتين المسألتين، فأعتقد أن بقية الأمور ستسير على ما يرام... كدنا نصل إلى النهاية». وتابع: «اقتربنا حقاً».


تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
TT

تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)

ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم (الجمعة)، أن سفينة على بعد 15 ميلاً بحرياً غربي اليمن أبلغت عن تبادل لإطلاق النار بعد رصدها نحو 15 قارباً صغيراً على مقربة منها.

وأضافت السفينة أنها لا تزال في حالة تأهب قصوى وأن القوارب غادرت الموقع.

وأفاد ربان السفينة بأن الطاقم بخير، وأنها تواصل رحلتها إلى ميناء التوقف التالي.

وتشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل. وقالت الجماعة إن هجماتها للتضامن مع الفلسطينيين.