معرض في لندن لدمج الفنانات الأفريقيات بالتيار الفني الرئيسي

TT

معرض في لندن لدمج الفنانات الأفريقيات بالتيار الفني الرئيسي

تهدف مجموعة من 32 عملاً فنياً من المقرر أن يضمها معرض تنظمه «دار الفن الرفيع» (هاوس أوف فاين آرت) في لندن، والذي يفتح أبوابه على مدار أغسطس (آب)، إلى استعراض نطاق وقوة الفنانات الشابات المنتميات إلى أفريقيا أو من أصول أفريقية، في محاولة لدفع المزيد من أعمالهن داخل التيار الرئيسي بمجال الفن.
يحمل المعرض عنوان «أم البشرية»، وتشارك به 16 فنانة، ويقام تحت رعاية أدورا مبا، الغانية - البريطانية المتخصصة بمجال تنظيم المعارض، والتي أسست في الفترة الأخيرة «إيه دي إيه/غاليري الفن المعاصر» في أكرا. وتصف مبا المعرض بأنه «دعوة فنية موجهة لجميع الأطياف»، وأشارت إلى أنها استوحت إلهامها في سعيها لتنظيم هذا المعرض من سلسلة من المعارض التي تناولت أعمال عدد من الفنانين الأفارقة الذكور.
في هذا الصدد، قالت مبا «هناك مجموعة مذهلة من الفنانات والفنانات المعاصرات واللائي ينجزن أعمالاً فنية رائعة وينبغي على الجميع معاينة هذه الأعمال. لقد رغبت فحسب أن يرى العالم أن الفن الأفريقي أكثر من مجرد بورتريه من الرسامين الرجال».
ويعتبر هذا المعرض الخامس في سلسلة من المعارض التي ينظمها «دار الفن الرفيع» بعنوان «مختارات»، وتوجه هذه السلسلة الدعوة إلى سلسلة من الشباب القيمين من مختلف أرجاء العالم بهدف تسليط الضوء على أعمال الفنانين المفضلين لديهم.
في هذا الصدد، قالت سيمونيدا بافيسيفيتش، واحدة من مؤسسي «دار الفن الرفيع»، «نلنا شرف تنظيم غاليري ناجح في قلب ماي فير؛ الأمر الذي يوفر لهذا المعرض الجديد من نوعه منصة للتفاعل مع جمهور أوسع، ويضمن ذلك أن كل فنان وعمل فني يجري منحه مساحة العرض التي يستحقها. وبالنظر إلى النقاشات الدائرة في الوقت الراهن والتي تعد مقدمة لتغيير مهم في مسيرة تطور المجتمع، نشعر أنه من المهم أن نكون جزءً من هذه الحركة».
أما النتيجة، فعبارة عن مجموعة من الأعمال التي تعين الجمهور على إمعان النظر في حياة وأحلام وخيال النساء الأفريقيات. وتضع بعض هذه الصور المشاهد في وضع علوي يمكنه من الاطلاع على مشاهد لنساء يتولين تضفير شعور بعضهن بعضاً، أو التمدد داخل أحد حمامات السباحة. وهناك لوحات أخرى تضع النساء في وضع مباشر أمام الرائي، بل ويجد أنهن يحدقن به بينما يحتسين الشاي أو يتخذن استعداداتهن لقضاء ليلة بالخارج.
وشرحت مبا، أنه في الفن الغربي «اعتاد الناس على مشاهدة تصوير لمشاهد عادية للغاية، هذا أمر معتاد الآن. وأعتقد أن هذا ما يقدمه الفنانون هنا، ففي اللوحات تظهر النساء وهي تستجم وتسبح وتصفف شعورها. في مجملها، تبدو التجارب المعروضة تخص النساء صاحبات البشرة السمراء على وجه الخصوص، لكنها تكشف في الوقت ذاته إنهن، مثلما الحال مع جميع البشر، يعشن حياتهن على نحو طبيعي تماماً ويقمن بالكثير من الأمور العادية المألوفة».
من جانبها، قالت مبا، إنها واجهت العديد من قرارات التأجيل بسبب جائحة فيروس «كوفيد - 19» فيما يخص تنظيم المعرض، وذلك بسبب مشكلات لوجستية في نقل الأعمال الفنية والحفاظ عليها.
وأشارت إلى أنها لدى مشاهدتها مجمل الأعمال للمرة الأولى، شعرت بدهشة إزاء حقيقة أن الرسومات جاءت أكبر وأكثر جرأة عما تخيلته، مثل الحيوية والضوء الذي تتميز به لوحتي «هوم غيرلز» 1 و2 من إبداع النيجيرية داميلولا ماركوس والتي ترسم فيهما فتاتين صغيرتين تستمتعان برفقة بعضهما بعضاً، وكذلك الألوان المبهرة في لوحة «سيرينا» من إبداع الفنانة شينازا أغبور المولودة في تكساس، والتي تظهر بها سيدة عينها تميل إلى اللون الأحمر الوردي وهي تتحول بجسدها لتنظر إلى المشاهد بوميض في عينها والضفائر تدور حول وجهها وتحيط بها هالة برتقالية.
وبجوار هذه اللوحة، توجد أخرى كبيرة من إبداع أنامل الفنانة البريطانية ذات الأصول الغانية إيما بريمبا، والتي تظهر بها جدتها في فستان بأكمام تحوي تفاصيل دقيقة وتقف بجوار صورة ذاتية باهتة للفنانة ويدها محيطة بكتف جدتها. وتحمل اللوحة درجات الألوان الأسود والبني والذهبي، وتحمل عدداً من العبارات الممزقة. جدير بالذكر أن بريمبا لم تسبق لها رؤية جدتها الغانية. وأشارت إلى أن العبارات والأسئلة التي تتضمنها اللوحة ربما كانت لتطرحها على جدتها لو أنها التقتها، ومن بينها «كيف كنت تتكيفين مع الأيام الصعبة في حياتك؟».
من ناحيتها، تقر مبا حقيقة أن الفن الأفريقي المعاصر في صعود مستمر واكتسب مزيداً من الشعبية خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلى المبيعات الكبيرة التي حققها الرسام الغاني أموكو بوافو، والنيجيري المولد نجيديكا أكونيلي كروسبي الذي يقيم في لوس أنجلوس حالياً.
ومع ذلك، فإنه في الوقت الذي ترحب مبا بالاستثمارات المتدفقة على الأعمال الفنية الأفريقية، فإنها تشعر بالقلق حيال الأهداف طويلة الأمد للمشترين، خاصة وإن كانوا يسعون لدفع أسعار الأعمال الفنية نحو مستوى أعلى بكثير عما توقعه الفنان صاحب العمل.
وعن هذا، قالت «الأمر الجيد في هذه المبيعات أنها تستحوذ على قدر كبير من الاهتمام وتجري داخل مساحات بارزة مثل معارض لندن، لكن الجانب السيئ يتمثل في أن الكثير من داعمي هذه الأعمال لا يملكون أهدافاً طويلة الأمد من وراء اقتناء هذه الأعمال؛ لذا نعاين الكثير من التقلب، ويدور الهدف الرئيسي في جني أكبر قدر ممكن من المال».
وأكدت أنها ستشعر بثقة أكبر بمجرد أن تبدأ في معاينة نمو كبير في سوق المشترين المحليين. وأضافت «أشعر أنه في تلك اللحظة ستصبح السوق الفنية أكثر قوة».
جدير بالذكر في هذا الصدد، أن هناك بعض المؤشرات المبشرة بالفعل، فعلى سبيل المثال أفادت دار «سوذيبيز» في أبريل (نيسان)، بأن نسبة كبيرة من مبيعات مزاد «الفن الأفريقي الحديث والمعاصر» في عامه الرابع كانت لحساب جامعي أعمال أفارقة.
من ناحيتها، يتركز أمل مبا من وراء معرض «أم البشرية» في أن يتمكن من جعل مشاهدة الأعمال الفنية لفنانات أفريقيات شابات أمراً يفعله المرء في حياته اليومية. وأكدت أن «هذا المعرض ليس لأصحاب البشرة السمراء وليس للفنانات، وإنما معرض جماعي لمجموعة من الفنانين - هكذا أرغب أن يراه الجميع. هذا المعرض لا يحمل رسائل سياسية ولا عنصرية، وإنما نظمته لرغبتي في أن يرى الناس هذه الأعمال».
- خدمات «تريبيون ميديا»



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.