لبنان: قوى «14 آذار» تطلق «مجلسها الوطني» في الذكرى العاشرة لتأسيسها غدًا

منسقها العام: خطوة سياسية عابرة للطوائف لإبراز صورة العيش المشترك

لبنان: قوى «14 آذار» تطلق «مجلسها الوطني» في الذكرى العاشرة لتأسيسها غدًا
TT

لبنان: قوى «14 آذار» تطلق «مجلسها الوطني» في الذكرى العاشرة لتأسيسها غدًا

لبنان: قوى «14 آذار» تطلق «مجلسها الوطني» في الذكرى العاشرة لتأسيسها غدًا

تطلق قوى «14 آذار» في ذكرى تأسيسها العاشرة التي تصادف يوم غد السبت، «مجلسا وطنيا»، في خطوة يعول عليها المعنيون لتشكل دفعا باتجاه عمل هذه القوى ودورها، بعد مرور 10 سنوات تخللتها أحداث سياسية وأمنية محلية وإقليمية.
وفي هذا الإطار، يؤكد منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار»، فارس سعيد، أن تأسيس المجلس الوطني ليس خطوة ذات طبيعة إدارية تضاف إلى الأمانة العامة لقوى «14 آذار»، إنما ذات طبيعة سياسية معنوية استشارية مرنة عابرة للطوائف متحررة من القيود الطائفية.
وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إنه سيكون مساحة للحوار تضم قيادات رأي وسياسيين في لبنان وبلاد الانتشار، وللتأكيد على صورة التنوع التي لطالما طبعت قوى «14 آذار» بعدما دخل العالم في استقطاب مذهبي لا مثيل له.
وأضاف: «ومن أجل إعادة إبراز صورة العيش المشترك للبنان والتأكيد على الوحدة الوطنية ستعيد «14 آذار» المؤتمنة على هذه الصورة انتسابها لأصولها أمام الرأي العام اللبناني والعربي والدولي»، لافتا إلى أن «المطلوب هو العودة إلى روح انتفاضة الشعب اللبناني التي انطلقت في عام 2005 غداة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وجمعت اللبنانيين من مختلف طوائفهم وتوجهاتهم».
ويشير سعيد إلى أن الذكرى العاشرة لتأسيس قوى «14 آذار»، ستكون مناسبة لإطلاق هذه الوثيقة السياسية التي تهدف إلى إعادة إبراز صورة لبنان المتنوع وإعادة توحيد البلاد، مضيفا: «على قوى (14 آذار) أن تتحمل مسؤوليتها في ظل الأزمة التي نعيشها اليوم في لبنان، والتي هي نتيجة الأزمات العربية والقوقعة الطائفية».
وتعليقا على عتب بعض أنصار «14 آذار» على قيادات هذه القوى لإقدامها على تنازلات كانت برأي آخرين ضرورية لحماية لبنان والسلم الأهلي، لا يخفي سعيد أن «قيادات (14 آذار) ارتكبوا أخطاء كبيرة، لكنهم أيضا قدموا إنجازات كبيرة»، مؤكدا لموقع «14 آذار» أن «غياب محاسبة هذه القوى يعني فقدانها قيمتها الديمقراطية والسلمية، وتحصل المحاسبة إذا قدمنا أيضا المساهمة في تصحيح الخلل من خلال الالتصاق أكثر فأكثر بمبادئ (14 آذار»، وإجبار من لا يريد ذلك على أن يكون ضمن هذه المساحة».
وكانت الأمانة العامة قد بحثت في اجتماعها، أول من أمس، في التحضيرات الجارية للمؤتمر العاشر لذكرى انطلاقة قوى «14 آذار»، الذي سيُعقد في مجمع البيال في وسط بيروت.
وقال عضو الأمانة العامة نوفل ضو لـ«الشرق الأوسط»: «الاحتفال لن يكون شعبيا بل أشبه بمؤتمر يضم 400 شخصية من قيادات وفعاليات وناشطين سيتم خلاله إطلاق المجلس الوطني لقوى (14 آذار) كإطار تفاعلي جديد بين القيادات والرأي العام، على أن يُعقد أول اجتماع له بعد الانتهاء من الإجراءات التحضيرية خلال شهرين».
وأوضح ضو أنه سيتم خلال المؤتمر المرتقب يوم غد السبت الإعلان أيضا عن «ورقة سياسية تعكس رؤية قوى (14 آذار) للواقع السياسي المأزوم الحالي، وطرح أفكار للخروج منه، مع تحديد قراءة موحدة لهذه القوى حول طريقة التعاطي مع المرحلة المقبلة».
وأكد ضو أن «حزب الكتائب، وبخلاف ما أشيع، سيشارك بالمؤتمر كما بالمجلس الوطني لنثبت وحدة هذه القوى بوجه كل تعقيدات المرحلة وتحدياتها».
وتعرف «14 آذار» في مسودة الوثيقة «المجلس الوطني» بأنه إطار تشاوري واسع يجمع عددا من الذين يؤمنون بمبادئ ثورة الأرز التي انطلقت في 14 مارس (آذار) 2005، ويضم عددا كبيرا من السياسيين الحزبيين والمستقلين ونخبة من القوى الفاعلة في المجتمع وقادة الرأي في لبنان ودول الانتشار، إضافة إلى نواب ووزراء «14 آذار» الحاليين والسابقين وحلفائهم وممثلين عن أحزاب «14 آذار» وعدد من الشخصيات المستقلة التي واكبت وتواكب حركة «14 آذار» وممثلين عن قوى المجتمع المدني من نقابات وجمعيات ومنظمات طلابية وممثلين عن الانتشار اللبناني.
أما عضوية المجلس فهي تتوزع بين الحزبيين والمستقلين، فيما تكون مدة ولاية المجلس سنتين.
أما مهامه فترتكز على مراقبة سير العمل في مؤسسات هذه القوى ورفع التوصيات بهذا الشأن.
ويعقد مؤتمر سنوي كل عام يتم فيه إقرار وثيقة سياسية تحدد التوجهات الأساسية لقوى «14 آذار» على قاعدة ورقة سياسية يعدها المجلس ويناقشها مع أعضائه ومع سائر المكونات السياسية لقوى 14 آذار، كما ينظم المحاضرات والمؤتمرات وورش العمل.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.