ثلث الأشخاص يعانون من مرضين على الأقل عند بلوغهم منتصف العمر

يعانى 16% من الأشخاص من ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر (رويترز)
يعانى 16% من الأشخاص من ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر (رويترز)
TT

ثلث الأشخاص يعانون من مرضين على الأقل عند بلوغهم منتصف العمر

يعانى 16% من الأشخاص من ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر (رويترز)
يعانى 16% من الأشخاص من ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر (رويترز)

أشارت دراسة علمية حديثة إلى أن نحو ثلث الأشخاص يعانون من مرضين أو مشكلتين صحيتين على الأقل عند وصولهم لمنتصف العمر.
وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قام فريق الدراسة، التي نُشرت في مجلة (BMC Public Health)، بتحليل بيانات 7951 بريطانياً تتراوح أعمارهم ما بين 46 و48 عاماً.
وقام الباحثون بقياس ضغط الدم للمشاركين وأخذوا عينة دم منهم للتحقق مما إذا كانوا مصابين بمرض السكري، كما قاموا بسؤالهم عن أي مشكلات صحية أو عقلية يعانون منها وما إذا كانوا يشربون الخمر.
ووجدت الدراسة أن 34% من المشاركين يعانون من مشكلتين صحيتين على الأقل، من بينها مشكلات الظهر المزمنة، واعتلال الصحة العقلية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والربو.
فقد عانى 16% من المشاركين من ارتفاع ضغط الدم، و12% من الربو أو التهاب الشعب الهوائية، و8% من التهاب المفاصل، و5% من مرض السكري.
كما أكد الباحثون أن أولئك الذين نشأوا في أسر فقيرة كانوا أكثر عُرضة بنسبة 43% للإصابة بمشكلات صحية متعددة طويلة الأجل في أواخر الأربعينات من عمرهم مقارنةً بأولئك الأكثر ثراءً.


مقالات ذات صلة

كيف يؤثر التدخين على ضغط الدم؟

صحتك التدخين المنتظم له تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة (رويترز)

كيف يؤثر التدخين على ضغط الدم؟

أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية أن التدخين المنتظم له تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة، وخاصة على ضغط الدم. فكيف يحدث هذا؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك اقتناء القطط قد يزيد من خطر الإصابة بالفصام (إ.ب.أ)

تربية القطط قد تصيبك بالفصام

كشفت دراسة حديثة أن اقتناء القطط في المنزل قد يزيد خطر الإصابة بالفصام.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك قد يساهم نقص فيتامين «د» في ظهور أعراض الاكتئاب خصوصاً عند انخفاض هذا الفيتامين في الجسم بشكل حاد (بيكسلز)

ما أبرز 6 أعراض لنقص فيتامين «د» في الجسم؟

من الإرهاق والضعف العام إلى تقلّب المزاج والاكتئاب، ومن القلق والنعاس فتساقط الشعر وصعوبة التخلّص من الوزن الزائد، هذه أبرز أعراض نقص فيتامين «د».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك أكثر من مليونَي رجل يراجعون الطبيب سنوياً بسبب أعراض التهاب البروستاتا (رويترز)

تعرف على تأثير التهاب البروستاتا على باقي الجسم

التهاب البروستاتا هو حالة تصيب غدة البروستاتا قد يُسبب ألماً في منطقة الفخذ أو الحوض أو الأعضاء التناسلية، ويؤثر علي باقي الجسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم حشوات أسنان المستقبل... «مواد حيوية ذكية» لإنتاج عاج جديد

حشوات أسنان المستقبل... «مواد حيوية ذكية» لإنتاج عاج جديد

لطالما اعتدنا أن تكون حشوات الأسنان مجرد مادة جامدة، دورها الوحيد إغلاق الفجوة وحماية السن من غزو البكتيريا.

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)

المخرج التركي نوري جيلان: نصنع الأفلام لنفهم أنفسنا ونصحح أخطاءنا

المخرج التركي نوري بيلغي جيلان متحدثاً في محاضرة له بالقاهرة السينمائي (مهرجان القاهرة السينمائي)
المخرج التركي نوري بيلغي جيلان متحدثاً في محاضرة له بالقاهرة السينمائي (مهرجان القاهرة السينمائي)
TT

المخرج التركي نوري جيلان: نصنع الأفلام لنفهم أنفسنا ونصحح أخطاءنا

المخرج التركي نوري بيلغي جيلان متحدثاً في محاضرة له بالقاهرة السينمائي (مهرجان القاهرة السينمائي)
المخرج التركي نوري بيلغي جيلان متحدثاً في محاضرة له بالقاهرة السينمائي (مهرجان القاهرة السينمائي)

قال المخرج التركي نوري بيلغي جيلان إنه اتجه إلى التصوير الفوتوغرافي في بداية حياته لكونه يناسب شخصيته الانطوائية، إذ يمكنه ممارسته بمفرده، مشيراً إلى أن أعماله الفوتوغرافية لا تنفصل عن رؤيته السينمائية. وأكد أن صناعة السينما باتت اليوم أكثر صعوبة مما كانت عليه قبل 20 عاماً، لافتاً إلى أن أسلوبه الواقعي المتأني في أفلامه يسعى إلى اكتشاف أغوار النفس البشرية.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الـ46، الأحد، بعنوان «انعكاسات سينمائية... رحلة في عالم نوري بيلغي جيلان»، ضمن فعاليات «أيام القاهرة لصناعة السينما»، وأدارها الناقد المصري أحمد شوقي، رئيس الاتحاد الدولي للنقاد «فيبرسي».

وتحدث المخرج التركي، الذي يترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في المهرجان المقام خلال الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عن بداية رحلته، كاشفاً أنه كان شديد الانطواء، وأن شغفه بالتصوير الفوتوغرافي بدأ عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، إذ وجده نشاطاً مثالياً لا يتطلب مساعدة من أحد. ومع بلوغه الـ25، وقع في حب السينما واتجه إلى صناعة الأفلام القصيرة بمفرده، موضحاً: «كنت أصوّر من دون سيناريو مسبق، وبدأت في تصوير عائلتي، وصوّرت فيلماً يعتمد على لقطة واحدة فقط، ثم شعرت بضرورة الاستعانة بآخرين. في فيلمي الثاني كان معي 5 أشخاص، ومع الوقت اكتسبت ثقة كبيرة في نفسي».

ولا يزال جيلان يجد متعة كبيرة في التصوير الفوتوغرافي، ويشارك بأعماله في معارض دولية كما تُعرض في متاحف عالمية، وفق قوله. وأكد أن أعماله الفوتوغرافية تحمل الروح التأملية والعمق نفسيهما اللذين تتسم بهما أفلامه، معداً «الانسجام بين الصورة والفكرة يتيح للجمهور التواصل مع المشهد السينمائي بشكل تأملي».

بيلغي متحدثاً عن مشواره السينمائي (مهرجان القاهرة السينمائي)

وتحدث عن دور المخرج قائلاً: «على المخرج أن يعرف إمكاناته جيداً. أنا اليوم أتمتع بحرية أكبر في تقديم أفكاري ولا أتوقف عند حدود معيّنة، ولا ألجأ إلى كتابة أعمال أقل تعقيداً. أستمر في التعديل والتغيير في الفيلم حتى آخر لحظة». ولفت إلى أنه لم يكن يوماً متفائلاً عند كتابة أي عمل، مضيفاً: «أبدأ القصة وأنا أشعر باليأس، وأفكر كثيراً في التوقف خلال مراحل صناعة الفيلم، خصوصاً في الفترة بين اختبارات الأداء وبداية التصوير، التي قد تستغرق ثلاثة أشهر».

وأضاف: «من المهم أن نكتب وفقاً للتغييرات التي تعترينا، وأن ندرك أوهامنا ومعتقداتنا الخاطئة ونحاول تصحيحها. هذا ليس تحيزاً للذات بقدر ما هو محاولة لفهم أنفسنا. أما أنا فأفضّل الكتابة عن قصص بسيطة، وأشعر بانجذاب لهذا النوع من الأفلام». وأشار إلى أنه لا يبدأ الكتابة بأفكار مسبقة عن الشخصيات، بل ينطلق من الحالات ثم يكتب عنها، مؤكداً تقديره للحوار في أفلامه، «فهو ليس مجرد كلمات، بل عنصر أساسي في بناء القصة وتشكيل الشخصيات». كما أشار إلى أنه واجه قيوداً في بعض أفلامه، مشدداً على أن السينما ليست مجرد صور متحركة، بل «فرصة لتسجيل لحظات الحياة الدقيقة وتسليط الضوء على التجربة الإنسانية». وتابع جيلان: «لعل أسلوبي الواقعي المتأني وصوري الشعرية يسعيان إلى اكتشاف الروح الإنسانية وما يعتريها وعلاقتها بالعالم».

وعبّر جيلان عن إعجابه بالكاتب المصري الراحل توفيق الحكيم، قائلاً إنه تعرّف إلى كتاباته بالمصادفة، ووجد فيها حكمة وعمقاً مختلفين، وتعلم منها الكثير، مضيفاً أنه يتطلع إلى مشاهدة الأفلام المأخوذة عن رواياته خلال وجوده في القاهرة.

وعلى الرغم من النجاح الذي حققته أفلامه والتقدير الذي لاقته عالمياً، قال جيلان: «أعمق ما تعلمته خلال مسيرتي أنني لا أعتبر نفسي مهماً ولا أمنح نفسي قيمة كبيرة، لكن الإنسانية مهمة بالنسبة لي». وأشار إلى أن «صناعة السينما اليوم أصبحت أصعب مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عاماً، إذ يرفض المنتجون والموزعون تكاليفها العالية، كما تواجه الأفلام رفض المهرجانات والجمهور أحياناً». وأضاف أنه رغم أن إنجاز الأفلام يستغرق عامين بين التصوير ومراحل ما بعد الإنتاج، «فإنها تُباع في النهاية بنصف قيمتها الفعلية».

ويُعد نوري بيلغي جيلان (66 عاماً) أحد أبرز صناع السينما في العالم، إذ يجمع بين التصوير وكتابة السيناريو والإخراج والإنتاج. وقد درس السينما والتصوير الفوتوغرافي، وحازت أفلامه تقديراً محلياً ودولياً، حيث فاز فيلمه «بعيداً» (2002) بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان «كان»، إلى جانب 16 جائزة أخرى من مهرجانات مختلفة. كما تُوّج فيلمه «الأقاليم» (2006) بجائزة أفضل فيلم في مهرجان إسطنبول السينمائي، وحاز فيلمه «حدث ذات مرة في الأناضول» (2011) جائزة لجنة التحكيم الكبرى للمرة الثانية في مهرجان «كان» السينمائي.


جابرييل أوربونايت: فيلمي «ترميم» يعالج هشاشة الروابط العائلية

يناقش الفيلم قضايا اجتماعية حول علاقة الفرد بالأسرة (الشركة المنتجة)
يناقش الفيلم قضايا اجتماعية حول علاقة الفرد بالأسرة (الشركة المنتجة)
TT

جابرييل أوربونايت: فيلمي «ترميم» يعالج هشاشة الروابط العائلية

يناقش الفيلم قضايا اجتماعية حول علاقة الفرد بالأسرة (الشركة المنتجة)
يناقش الفيلم قضايا اجتماعية حول علاقة الفرد بالأسرة (الشركة المنتجة)

قالت المخرجة الليتوانية، جابرييل أوربونايت، إن فيلمها «ترميم» وُلد من رغبتها في الغوص في العلاقات الإنسانية التي تكون على الحافة بين الفقد والتجدد، مؤكدة أن الفكرة الأساسية للفيلم انطلقت من ملاحظة شخصية عن هشاشة الروابط العائلية حين تتعرض للاختبار، وعن الكيفية التي يمكن أن تعيد بها الأزمات رسم حدود القرب والبعد بين أفراد العائلة.

وأضافت أوربونايت لـ«الشرق الأوسط»: «جذبني إلى هذه القصة التناقض بين الخراب الخارجي والترميم الداخلي، بين ما يُهدم في العالم المادي وما يمكن ترميمه في النفس»، مشيرة إلى أن عنوان الفيلم «ترميم» لا يشير فقط إلى عملية مادية، بل هو استعارة رمزية للحياة ذاتها، وللجهد الإنساني الذي يبذله الأفراد في محاولة إعادة ترتيب شظايا ذواتهم بعد صدمة أو خسارة.

جابرييل أوربونايت (الشرق الأوسط)

وأوضحت: «هذه الثيمة لطالما كانت محور اهتمامي منذ بداياتي الفنية، سواء في أعمالي القصيرة السابقة أو في أعمالي الفوتوغرافية التي تناولت موضوعات العائلة والذاكرة والبيت»، مشيرة إلى أن الدافع الأساسي وراء الفيلم كان رغبتها في التقاط لحظة ما بعد الخسارة، «تلك المسافة الزمنية الهشة التي يمر فيها الإنسان بين الحزن ومحاولة النهوض»، على حد تعبيرها.

وتدور أحداث فيلم «ترميم» الذي يعرض للمرة الأولى ضمن المسابقة الدولية بمهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الـ46 الراهنة، حول قصة امرأة تُدعى «إيفا» تعود إلى منزل طفولتها بعد وفاة والدها، لتجد المكان غارقاً في الفوضى كما في ذكرياتها القديمة، وتحاول إعادة بناء البيت كنوع من الوفاء لوالدها.

لكن أثناء عملية الترميم تكتشف أن الجدران ليست ما يحتاج إلى الإصلاح فقط، بل العلاقات العائلية التي تصدعت بفعل الزمن والغياب. وبين محاولاتها لتنظيف المكان وإعادة ترتيبه، تنفتح دفاتر الماضي وتعود مشاعر ظنت أنها انتهت، فتجد نفسها في مواجهة ذاتها القديمة وأسئلتها المعلّقة.

وأكدت المخرجة الليتوانية أنها أرادت أن تصنع فيلماً صامتاً في روحه، مليئاً بالمساحات الفارغة، حيث يمكن للمشاهد أن يملأها بتجاربه الخاصة، مشيرة إلى أنها كانت تؤمن بأن الصمت أبلغ من الحوار في كثير من المواقف.

يشارك الفيلم بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي (الشركة المنتجة)

وقالت إن «عملية الكتابة استغرقت أكثر من عامين، بدأت خلالها بتدوين ملاحظات حول ذكريات طفولتي وتجارب أصدقائي مع الفقد، ثم بدأت بدمج هذه الخيوط في نص متماسك»، لافتة إلى أنها لم تكن تسعى إلى فيلم عن الحزن بقدر ما كانت تريد فيلماً عن التعافي، عن تلك القدرة الخفية التي يمتلكها الإنسان للبدء من جديد.

ولفتت جابرييل إلى أن اهتمامها بالعائلة لا ينبع من الحنين فقط، بل من كونها ترى فيها البنية الأولى للهوية، قائلة: «العلاقات الأسرية في أوروبا الشرقية تمر بتحولات عميقة في السنوات الأخيرة، حيث لم تعد العائلة تلك الوحدة المغلقة كما كانت، بل أصبحت ساحة لتقاطع الهويات الجديدة بين الأجيال».

وأوضحت أن اختيارها للممثلة الرئيسية كان من أهم المراحل في الإعداد للفيلم؛ إذ احتاجت إلى وجه قادر على التعبير بالصمت أكثر من الكلام، واختارت في النهاية الممثلة الليتوانية إينغا ميكوتي التي رأت فيها «مزيجاً من القوة والهشاشة في آن واحد»، على حد تعبيرها. مشيرة إلى أن «أداءها القائم على الاقتصاد في الحركة والنظرات منح الشخصية عمقها الحقيقي».

وأوضحت المخرجة الليتوانية أن العمل مع الممثلين تم بطريقة تقوم على الارتجال الموجَّه، حيث كانت تمنحهم المساحة للتعبير الحر ضمن إطار المشهد، دون أن تفرض عليهم تفاصيل دقيقة؛ لأن الفيلم يعتمد على الصدق العاطفي لا على الحوار النصي، لافتة إلى أنها كانت تطلب منهم أن يعيشوا داخل المكان كأنهم بالفعل يرممون بيتاً عاشوا فيه طيلة حياتهم، ليأتي الأداء حقيقياً.

وعن التحديات التقنية التي واجهتها أثناء التصوير، قالت إن «ضيق المساحة داخل المنزل (موقع التصوير الأساسي) جعل من تحريك الكاميرا عملية معقدة، لكنها في الوقت ذاته فرضت نوعاً من الحميمية البصرية؛ إذ أجبرتهم القيود على الاقتراب أكثر من الشخصيات ومن تفاصيل الوجوه والأيدي»، مشيرة إلى أن الطقس كان عاملاً حاسماً أيضاً؛ إذ أرادت ضوءاً شتوياً باهتاً يعبّر عن الحالة الداخلية للفيلم، فكان الفريق ينتظر ساعات محددة من النهار لتصوير المشاهد.

استغرق الفيلم كتابة لمدة عامين (الشركة المنتجة)

وأوضحت أن الفيلم تم تصويره في منطقة «كاوناس» التاريخية، وهي مدينة تحمل الكثير من الذاكرة الجماعية لليتوانيين، معتبرة أن اختيار المكان لم يكن مصادفة؛ لأن البيوت هناك ما زالت تحتفظ بآثار الماضي، تماماً كالشخصيات التي تحاول ترميم حاضرها، واتسق مع إرادتها في أن ينعكس عبر المكان أيضاً التناقض بين ما يرمم وما يُنسى، وبين التاريخ الشخصي والجماعي.

وقالت إن «الجانب البصري للفيلم كان له أهمية مركزية، فدراستي التصوير الفوتوغرافي قبل الإخراج جعلني أولي الصورة نفس الأهمية التي أوليها للسرد»، لافتة إلى أنها عملت عن قرب مع مدير التصوير ماريوس باكيس لبناء لغة بصرية تقوم على التفاصيل الصغيرة، مثل حركة الغبار في الضوء، وصوت الخشب المتشقق، وإيقاع التنفس، لتصبح هذه العناصر جزءاً من البنية الدرامية لا مجرد عناصر تقنية.

وأضافت أن الموسيقى في الفيلم كانت شبه غائبة، واكتفت باستخدام أصوات البيئة كأداة درامية، معتبرة أن غياب الموسيقى التقليدية ساعد المشاهد على التوغل في الحالة الشعورية للشخصيات دون توجيه عاطفي مباشر، فصوت المطرقة أو ارتطام الريح بالنوافذ كان - في نظرها - موسيقى من نوع آخر.

وأكدت جابرييل أن «ترميم» ليس فيلماً عن امرأة واحدة، بل عن جيل كامل يعيش ما بعد انهيار الأحلام الجماعية، «جيل يحاول أن يجد توازنه بين الماضي والمستقبل، بين ما يمكن إصلاحه وما يجب تجاوزه»، وفق قولها. مؤكدة أن «هذا البعد الإنساني هو ما جعل الفيلم يجد صداه لدى الجمهور في العروض الأولى؛ إذ شعر كثيرون بأنه يتحدث عنهم شخصياً، حتى وإن كانت القصة في بلد بعيد».

وقالت المخرجة الليتوانية إن «العالم بعد الأزمات المتتالية، سواء كانت صحية أو اقتصادية أو اجتماعية، يحتاج إلى هذا النوع من السينما التي تعيدنا إلى الأسئلة الجوهرية: ماذا يمكن إنقاذه؟ وما الذي يستحق أن نبدأ بناءه من جديد؟».


الأميركي شورتريدج: إقامتي في السعودية مصدر إلهام… ومشاريعها فريدة

TT

الأميركي شورتريدج: إقامتي في السعودية مصدر إلهام… ومشاريعها فريدة

الأميركي شورتريدج أشاد بكرم ضيافة المجتمع السعودي (الشرق الأوسط)
الأميركي شورتريدج أشاد بكرم ضيافة المجتمع السعودي (الشرق الأوسط)

يعد بينتون شورتريدج وهو أميركي يعمل مديراً فنياً متخصصاً بمشاريع المتنزهات الترفيهية إقامته في السعودية «مصدر إلهام كبيراً»، ويؤمن بأنها منحته الفرصة للعمل في مشاريع طموحة لم يتم تنفيذها في أي مكان آخر في العالم، نظراً لما تتميز به مشاريع ترفيهية فريدة من نوعها، معرباً عن فخره بكونه جزءاً من رحلة تطوير صناعة الترفيه في البلاد.

وفي مقطع فيديو يستعرض شورتريدج جولته في «حي جاكس» بالرياض وتجربة 3 سنوات من الإقامة في السعودية مكّنته من التعرف على ثقافة المجتمع المحلي والتفاعل معها؛ ما انعكس على منظوريْه الشخصي والمهني، مشيراً إلى إشرافه على عدد من المشاريع البارزة.

يقول شورتريدج: «إقامتي في السعودية كانت مصدر إلهام كبيراً لي من خلال رؤية الشغف والطموح لدى الناس في تنفيذ (رؤية المملكة 2030)»، مضيفاً: «كانت فرصة فريدة أن أكون بين هؤلاء الأشخاص الطموحين والمساعدة فعلياً في تحقيق تلك الأحلام»، متابعاً: «لقد أقمت في السعودية لمدة 3 سنوات (سنة واحدة في أبها وسنتان في الرياض) وخلفيتي الأكاديمية في الهندسة الميكانيكية، وتخصصي هو تطبيق هذا المجال في مشاريع المتنزهات الترفيهية على وجه الخصوص».

يصف شورتريدج منطقة أبها (جنوب غربي السعودية) بأنها واحدة من أجمل الأماكن التي عاش فيها على الإطلاق: «كانت سلسلة جبال السودة المفضلة لديَّ هناك، أحببت الطبيعة حقاً والهدوء والسلام يعم المنطقة».

وعن أبرز ما وجده في العادات السعودية والتقاليد يقول: «أعتقد أن في السعودية ما لفت انتباهي هو كرم الضيافة لدى السكان؛ فالناس هنا منفتحون ومرحبون للغاية، وقد شعرت بالترحيب منذ اليوم الأول لي هنا».

يرجع شورتريدج اختياره الإقامة في السعودية إلى الفرصة المتاحة للعمل على مشاريع ترفيهية فريدة من نوعها في بيئة ثقافية غنية، مؤكداً: «لقد منحني العمل في المملكة العربية السعودية الفرصة للعمل في مشاريع طموحة لم يتم تنفيذها في أي مكان آخر في العالم، والعمل مع أشخاص يقدرون ما يفعلونه فعلاً، ومنفتحين ومهتمين ببلدهم بصدق».

كما رأى أن عمله في السعودية منحه فرصة خاصة جداً بالنسبة إليه، ليكون جزءاً من تطوير صناعة الترفيه، لافتاً النظر إلى أن المشاريع التي يتم بناؤها في المملكة لم ير الناس مثلها من قبل.

لم يخف شورتريدج إعجابه بالفعاليات الترفيهية في المملكة، حيث قال: «هناك عدد كبير من الفعاليات الموسيقية المتنوعة التي يمكن حضورها ضمن أنواع مختلفة»، وأضاف: «أنا حقاً أستمتع بالموسيقى الحية، وهذا دائماً ما يكون ممتعاً بالنسبة لي، وأعتقد أنهم سيستمتعون بها كثيراً».

الأميركي شورتريدج أشاد بكرم ضيافة المجتمع السعودي (الشرق الأوسط)

وأشاد بالأعمال الفنية التي يضمها المتحف السعودي للفن المعاصر (ساموكا) الواقع في حي جاكس بمحافظة الدرعية، وقال: «نحن في جاكس، الحي الإبداعي في الرياض وتحديداً في (ساموكا) المتحف السعودي للفن المعاصر هذه المنطقة بأكملها مليئة بأعمال فنية من فنانين مختلفين، وأنا أستمتع حقاً بالمشاهدة، كيف يعبر الشعب السعودي عن نفسه من خلال هذه الوسيلة؟».

وبينما يكرر بأن تجربته في السعودية «رائعة» يقول شورتريدج: «لقد غيرت بالتأكيد من منظوري، وغيرت من شخصيتي... أيضاً لقد تعلمت كثيراً عن البلاد، وأنا ممتن للغاية للفترة التي قضيتها هنا».

عاجل ولي العهد يغادر اليوم إلى الولايات المتحدة بناء على توجيه خادم الحرمين واستجابة لدعوة الرئيس الأميركي (الديوان الملكي السعودي)