التحضير لزيارة بنيت للبيت الأبيض نهاية أغسطس

رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بنيت استقبل وزير الخارجية قبرص أمس (د.ب.أ)
رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بنيت استقبل وزير الخارجية قبرص أمس (د.ب.أ)
TT

التحضير لزيارة بنيت للبيت الأبيض نهاية أغسطس

رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بنيت استقبل وزير الخارجية قبرص أمس (د.ب.أ)
رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بنيت استقبل وزير الخارجية قبرص أمس (د.ب.أ)

أكد مسؤولون بالبيت الأبيض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينت، سيزور البيت الأبيض في نهاية شهر أغسطس (آب) المقبل، مشددين على أن التاريخ الدقيق لم يتم تحديده بعد.
ويعمل المسؤولون من الجانبين على التحضير للزيارة ووضع جدول الأعمال، حيث ستكون زيارة بنيت ولقاؤه بالرئيس جو بايدن، أولى الاجتماعات المباشرة مع الرئيس الأميركي منذ أن تولى بنيت منصبه في يونيو (حزيران) الماضي. وقد تحدث الرجلان عبر الهاتف وعبر مؤتمرات الفيديو فقط.
وأشارت تسريبات صحافية إلى أن مسؤولين إسرائيليين سيزورون البيت الأبيض، الأسبوع المقبل، للتحضير للزيارة، وسيصل مستشار بنيت للسياسة الخارجية والشخص المسؤول عن العلاقات مع البيت الأبيض، شمريت مئير، إلى واشنطن، يوم الاثنين المقبل، مع إيال هولاتا، مستشار الأمن القومي الجديد والمسؤول السابق في الموساد، لعقد لقاءات مع مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، وكبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط بريت ماكغورك.
ويقول مسؤولون إسرائيليون، إن الاجتماع قد يعقد خلال النصف الثاني من شهر أغسطس. وسيكون بنيت، هو ثالث مسؤول بمنطقة الشرق الأوسط يلتقي بايدن، بعد زيارة العاهل الأردني المك عبد الله وزيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وكان بايدن قد استقبل الرئيس الإسرائيلي السابق رؤوفين ريفلين، وأعرب خلال الاجتماع عن نيته دعوة بنيت لاجتماع في البيت الأبيض، كي تستمع الإدارة الأميركية إلى رؤى ومواقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة وبحث سبل التعاون في العديد من القضايا. وشدد بايدن على دعم بلاده الثابت لإسرائيل، وقال للرئيس الإسرائيلي السابق، «أنا وفريقي نعمل بالفعل عن كثب مع الحكومة الإسرائيلية، وأتطلع لاستضافة رئيس الوزراء بينت قريباً بالبيت الأبيض».
وتبذل إدارة بايدن جهوداً للمساعدة في استقرار الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وهي تحالف غير عملي من الأحزاب التي لا تتشارك سوى القليل، باستثناء معارضتها لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. وقد اختارت الإدارة الأميركية تأجيل إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس (وهي قضية مشحونة سياسياً في إسرائيل)، إلى بعد أن تتمكن حكومة بينت من إقرار الميزانية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ومن المتوقع أن تشغل قضية إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، جانباً كبيراً من النقاشات، إضافة إلى كيفية تجنب اندلاع اشتباك مسلح جديد مع حركة «حماس» والخطط الدولية لإعادة إعمار غزة. وقد تعهد بنيت بمحاربة الدولة الفلسطينية، ويؤيد ضم 60 في المائة من الضفة الغربية من جانب واحد، ما يهدد بهشاشة الهدنة الحالية وبوضع غير مستقر في منطقة الشرق الأوسط يتعارض مع موقف الإدارة الأميركية من مساندة حل الدولتين.
ويقول المحللون إن حكومة بنيت الجديدة تدعو إلى صياغة سياسة متماسكة، حول سيناريوهات مختلفة بين إيران والقوى العالمية التي تحاول حالياً إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران. وقد علق الإيرانيون هذه المفاوضات بانتظار تولي الرئيس المكلف إبراهيم رئيسي، منصبه في شهر أغسطس. وتناقش إسرائيل الآن ما إذا كان هذا القرار يهدف إلى إفشال المفاوضات، نظراً لتصميم إيران على المضي قدماً نحو امتلاك قنبلة نووية.
ويتحرك رئيس الوزراء نفتالي بنيت، ووزير الدفاع بيني غانتس، على مسارين متوازيين الآن، محاولين تخصيص ميزانيات لاستعادة القدرة العسكرية لإسرائيل تقدر بنحو 25 مليار شيقل (7.64 مليار دولار)، لإلحاق أضرار كبيرة بالبرنامج النووي الإيراني، وهو مبلغ ضخم من الناحية الإسرائيلية. وسيحاولان أيضاً الحصول على مساعدة اقتصادية من الرئيس جو بايدن.
وعلى المسار الآخر يخطط بنيت في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين والمشرعين في الكونغرس، إلى إثارة سجل الرئيس الإيراني الجديد، الذي دبر في الماضي عمليات شنق بالجملة للسجناء في سجن كرج المركزي سيئ السمعة، كما أن للرئيس المنتخب سمعة سيئة في ملاحقة المعارضين وآيديولوجية راسخة في معاداة السامية. ويتشكك المحللون حول مدى تأثير إسرائيل، إن وجد، على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي من عدمه.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.