«أسرار العضديات» يجمع 34 فناناً ضمن مشهد سريالي في جدة

«الفني السعودي» دشن النسخة الثامنة من «معرض 21.39»

إقبال واسع على المعرض من مختلف الجنسيات (الشرق الأوسط)
إقبال واسع على المعرض من مختلف الجنسيات (الشرق الأوسط)
TT

«أسرار العضديات» يجمع 34 فناناً ضمن مشهد سريالي في جدة

إقبال واسع على المعرض من مختلف الجنسيات (الشرق الأوسط)
إقبال واسع على المعرض من مختلف الجنسيات (الشرق الأوسط)

«أسرار العضديات»، معرض يجمع بين الفنون المحلية والعالمية والسماوية في مسح آسر للمشهد الفني السعودي، ليكتمل بحوارات بين الثقافات والنجوم.
المعرض الذي دشنه المجلس الفني السعودي في نسخة ثامنة من «معرض 21.39»، يجمع بين علم الخرائط وعلم الفلك من منظور استعاري.
والعضدية، جهاز رؤية بسيط مخصص لقياس الارتفاعات، مكون من قضيب مثبت يتأرجح في المستوى الرأسي وموازاته مع جسم سماوي.
أشار المنسق الفني للمعرض، فابيان دانيسي، إلى أنّ معرض العام الحالي، يلمح للمؤشرات الموجودة على الإسطرلاب، التي تساعدنا في مراقبة الأشياء البعيدة وتحديد الاتجاهات. وحدّدت العضديات القديمة الأعمال الفنية المشاركة الثلاثة والثلاثين على أنّها متحدة في رحلة شعرية تفتح خيالنا وغرائزنا وعقولنا على مجموعة من الأبعاد والأنظمة، أرضية كانت أو غير ذلك.
وأضاف دانيسي قائلاً «في ثقافتنا العالمية والرقمية، حيث يخلق الإنترنت طرقاً غير مسبوقة للتنقل عبر البيانات والشاشات، تدعو أسرار العضديات إلى إقامة معرض كتجربة مادية ترتبط فيها الأعمال الفنية المميزة ببعضها بعضاً». وتابع «هناك صورة مزدوجة، إذا كان من الممكن فهم الأعمال الفنية على أنّها أدوات ملاحية، فيمكن عندئذٍ اعتبار المعرض مجموعة نجمية... يوضح هذا التحول في الرمزية، من أداة المراقب إلى موضوع الملاحظة مما قد يساعدنا على فهم الإبداعات الفنية كشيء مختلف تماماً».
وتناغم معظم الفنانين المشاركين مع توجهات المعرض بأسلوب مرح وسرياليّ، في خلق طريقة لتخيل روابط وعلاقات جديدة بين البشرية والأرض. ويشمل المعرض عدداً من الفعاليات مثل عرض لصور الأقمار الصناعية وورش العمل والحوارات الفنية، بالإضافة إلى ما يقدمه الموقع الإلكتروني من ألعابٍ تعليمية وقصص الخيال العلمي.
وسيكرس الحدث بأكمله طاقته لمواصلة تطوير وجهات النظر التربوية في جميع أنحاء السعودية، بالإضافة إلى تنوع المقاربات الثقافية.
ويشارك في معرض العام الحالي، أكثر من 34 فناناً من السعودية وخارجها. وأوضحت ندى شيخ ياسين، المدير العام للمجلس الفني السعودي، أن المجلس سعى على مدى عقود حتى الآن، إلى أن تكون مدينة جدة في طليعة المشهد الفني المعاصر في المملكة وصاحبة مركز الريادة في تطوير الحراك الفني السعودي والخليجي والعالمي.
وأضافت ياسين «يتميز برنامج العام الحالي بعدد من الأنشطة على مستوى المدينة تشمل المعارض، وورش العمل التعليمية، وجلسات الحوار، والنقاش الفني والأدبي، فضلاً عن الأحداث الثقافية الأخرى في أماكن مختلفة ومع مجموعة من الشركاء».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».