إسرائيل تسيّر أولى الرحلات الجوية المباشرة إلى المغرب

صورة لطائرة شركة «يسرائير» قبل إقلاعها من مطار بن غوريون في تل أبيب متوجهة إلى مدينة مراكش المغربية
صورة لطائرة شركة «يسرائير» قبل إقلاعها من مطار بن غوريون في تل أبيب متوجهة إلى مدينة مراكش المغربية
TT

إسرائيل تسيّر أولى الرحلات الجوية المباشرة إلى المغرب

صورة لطائرة شركة «يسرائير» قبل إقلاعها من مطار بن غوريون في تل أبيب متوجهة إلى مدينة مراكش المغربية
صورة لطائرة شركة «يسرائير» قبل إقلاعها من مطار بن غوريون في تل أبيب متوجهة إلى مدينة مراكش المغربية

سيرت شركتا الطيران الإسرائيليتان «يسرائير» و«إل عال»، الأحد، أولى رحلاتهما الجوية المباشرة بين الدولة العبرية والمغرب منذ إعلان اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العام الماضي برعاية أميركية.
وقالت المتحدثة باسم شركة «يسرائير تالي ليبوفيتش» لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الرحلة التجارية أقلعت من تل أبيب الساحلية إلى مراكش وعلى متنها مائة مسافر. وأضافت أن من المقرر تسيير رحلتين إلى ثلاث أسبوعياً.
وفي وقت لاحق الأحد، أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية «إل عال» تدشين رحلاتها المباشرة إلى مراكش والتخطيط لتسيير خمس رحلات أسبوعية تشمل الدار البيضاء أيضاً.
ونقل بيان للشركة عن وزير السياحة الإسرائيلي يوئيل روزبوزوف، قوله في حفل إطلاق رحلات الشركة الذي حضره رئيس مكتب الاتصال المغربي لدى إسرائيل عبد الرحيم بيوض، إن خدمة الطيران هذه «ستعزز التعاون التجاري والسياحي والاقتصادي بين البلدين.

كان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، صرح الأسبوع الماضي بنيته زيارة المغرب لاحقاً عقب تسيير أول رحلة.
والعام الماضي، أعلن المغرب إلى جانب كل من الإمارات والبحرين والسودان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
نُظمت أول رحلة مباشرة بين تل أبيب والرباط أقلت دبلوماسيين إسرائيليين في ديسمبر (كانون الأول) 2020، وقعت على أثرها اتفاقات ثنائية ركزت على إدارة المياه وإعفاء الدبلوماسيين من التأشيرات والروابط الجوية المباشرة.
وفي تصريح سابق، قالت شركة الطيران الإسرائيلية الثانية إن سعر تذكرة الذهاب والإياب إلى مراكش، العاصمة السياحية المغربية، ستبلغ 580 دولاراً تقريباً.
ويعد المغرب موطناً لأكبر جالية يهودية في شمال أفريقيا مع تعداد يبلغ 3000 شخص. ويعيش حوالي 700 ألف يهودي من أصل مغربي في إسرائيل.
وكان للرباط مكتب للتواصل في تل أبيب، وذلك قبل أن تنقطع العلاقات إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية ما بين عامي 2000 و2005.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.