عناصر «حماس» تقتل شاباً لم يمتثل للأوامر في حاجز أمني

الفصائل الفلسطينية ترفض اتهامات بالتسبب في انفجار سوق الزاوية

مشهد الدمار لانفجار غامض وقع بشقة في غزة الخميس الماضي (د.ب.أ)
مشهد الدمار لانفجار غامض وقع بشقة في غزة الخميس الماضي (د.ب.أ)
TT

عناصر «حماس» تقتل شاباً لم يمتثل للأوامر في حاجز أمني

مشهد الدمار لانفجار غامض وقع بشقة في غزة الخميس الماضي (د.ب.أ)
مشهد الدمار لانفجار غامض وقع بشقة في غزة الخميس الماضي (د.ب.أ)

قتلت عناصر أمنية تابعة لحركة «حماس» مواطناً فلسطينياً على حاجز أمني شرق مدينة غزة، قالت إنه لم يمتثل للأوامر بالتوقف. ويأتي الحادث بعد أيام قليلة من مقتل مواطن آخر وجرح 10 في انفجار في شقة وسط سوق شعبية في غزة. وطالبت مؤسسات حقوقية بفتح تحقيق جاد وشفاف في هذه الحوادث.
وأطلق مسلحون ينتمون لـ«كتائب القسام»، وهي الذراع المسلحة لـ«حماس»، النار على ثلاثة مواطنين كانوا يستقلون مركبة مدنية قرب حي التفاح، شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة آخرين بجروح.
وأكدت داخلية «حماس»، في بيان أصدرته أمس، حيثيات مقتل المواطن واعتقال آخرين، وقالت إنه «في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، دخلت مركبة مُسرعة باتجاه أحد حواجز (أمن القسام)، في المنطقة الحدودية الشرقية لحي التفاح، شرقي مدينة غزة، ولاحظ أفراد الحاجز حركة مريبة للمركبة، فأشاروا لسائقها بالتوقف، لكنه رفض واستمر بالسير بسرعة كبيرة. وتم إطلاق طلقتين اثنتين باتجاه المركبة، لكنها لم تتوقف، ولاذت بالفرار. وبعد ذلك تبين إصابة أحد الأشخاص بداخلها، الذي توفي فيما بعد متأثراً بجراحه بعد نقله لمستشفى الشفاء».
وأضافت أنه «تم التحفظ على شخصين آخرين كانا داخل المركبة».
وقالت الداخلية إنها فتحت تحقيقاً فورياً في الحادث للوقوف على تفاصيله كافة. وجاء مقتل الشاب حسن محمد أبو زايد (27 عاماً) بعد أيام قليلة من مقتل مواطن آخر وجرح 10 في انفجار في شقة وسط سوق شعبية في غزة. وطالبت مؤسسات حقوقية بفتح تحقيق جاد وشفاف في هذه الحوادث.
وأصدرت «شبكة المنظمات الأهلية» بياناً، أمس، طالبت فيه بضرورة إجراء تحقيق جاد وشفاف في الانفجار الذي وقع في سوق الزاوية بمدينة غزة، وشددت على ضرورة الإسراع في تقديم كل أشكال المساعدة والإسناد للمتضررين، مؤكدة على ضرورة إعلان نتائج التحقيق، ووضع إجراءات جدية من أجل عدم تكرار مثل هذه الانفجارات، وتعويض الضحايا والمتضررين في هذا الحادث.
وقتل مواطن وأُصيب عدد آخر، الخميس، في انفجار غامض في سوق الزاوية بمدينة غزة.
وجاء بيان المنظمات بعد جدل أحدثه بيان لـ«المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» قال فيه إن الانفجار الذي وقع في منزل مأهول في حي سكني مكتظ في منطقة سوق الزاوية، وسط مدينة غزة، نجم، وفق التحقيقات الأولية، عن انفجار عبوات ناسفة كبيرة الحجم كانت داخل المنزل، علماً بأن محيط المنزل الذي وقع فيه الانفجار هو مكان مكتظ بالمنازل السكنية والمحال التجارية، وسط أكبر وأشهر سوق شعبية في قطاع غزة، وجاء في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، ولو تأخر ساعة واحدة لتفاقمت أرقام القتلى والجرحى.
وأكد المركز أن استخدام الأماكن المدنية لتخزين أو صناعة المتفجرات يعد مخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني، سيما اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949، والبروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف، كما يعد هذا الأمر انتهاكاً للحق في الحياة، وفق ما نصت عليه المادة (6) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الملزم لفلسطين.
واعتبر المركز أن تكرار مثل هذه الحوادث يشكل تهديداً مستمراً للحق في الحياة وتعريض حياة المدنيين بشكل لا يمكن قبوله أو تبريره.
وأضاف البيان أن «المركز، إذ يأسف لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين جراء هذا الانفجار، فإنه يعبّر عن تضامنه معهم ومع ذويهم، ويؤكد أنه أول من حذر من خطورة قيام أفراد ينتمون لفصائل عسكرية بتخزين، أو الاحتفاظ بمواد متفجرة في أماكن سكنية مدنية».
وأشار المركز، في بيانه، إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبقها وقوع العديد من الحوادث المماثلة خلال السنوات الماضية، أودت بحياة العشرات من المواطنين وتدمير ممتلكات ومنازل، كان أبرزها حادثة مخيم البريج في عام 2008، حيث وقع انفجار ضخم في منزل أحد كوادر فصيل عسكري، ما أسفر عن مقتله وزوجته وثلاثة من أطفاله، كما قتل أيضاً ثلاثة مدنيين من الجيران، بينهم طفلان، وأصيب نحو 60 مدنياً، بينهم 23 امرأة و20 طفلاً».
وطالب المركز الجهات المختصة باتخاذ تدابير أكثر صرامة، بما في ذلك حظر تخزين المواد المتفجرة داخل المناطق المأهولة، لتجنب تكرار مثل هذه المآسي.
وعلى الفور، رفضت الفصائل المسلحة في غزة بيان «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان»، كما هاجمته مواقع ومحللون تابعون للفصائل.
وقالت الفصائل إن بيان المركز «يحمل اتهاماً واضحاً لفصائل المقاومة بتعريض حياة المدنيين للخطر، وذلك على خلفية الحادث الأليم في سوق الزاوية».
وأضافت الفصائل، في بيان لها، أن «هذا البيان، وما يحمله من مدلولات سيئة، لا يختلف عن التصريحات التي تُجرم المقاومة وتُبرر جرائم الاحتلال بحق شعبنا ومقدساتنا».
وتابعت أن «هذا البيان يفتقد أدنى درجات المسؤولية من خلال استباقه الإعلان عن نتائج التحقيقات التي تجريها الجهات الحكومية المختصة»، مطالبة «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» بالتراجع عن البيان «والاعتذار لشعبنا عن هذا الزيف والبهتان».



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.