الجيش اليمني يتصدى لهجمات انقلابية في البيضاء ومأرب

جانب من دمار خلفه هجوم حوثي على منزل مدني في محافظة مأرب (تويتر)
جانب من دمار خلفه هجوم حوثي على منزل مدني في محافظة مأرب (تويتر)
TT

الجيش اليمني يتصدى لهجمات انقلابية في البيضاء ومأرب

جانب من دمار خلفه هجوم حوثي على منزل مدني في محافظة مأرب (تويتر)
جانب من دمار خلفه هجوم حوثي على منزل مدني في محافظة مأرب (تويتر)

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تصديا أمس (الأربعاء) لهجمات حوثية مكثفة في جبهات محافظتي البيضاء ومأرب بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، وأن المواجهات أدت إلى مقتل وجرح وأسر العشرات من عناصر الميليشيات المدعومة من إيران.
وضمن مساعي الجماعة الانقلابية لتوسيع رقعة المواجهات ومحاولة الالتفاف على مأرب استقدمت المئات من عناصرها ودفعت بهم إلى مديرية ناطع شرق محافظة البيضاء في محاولة للتوغل إلى محافظة شبوة، غير أن القوات الحكومية تصدت للهجوم، وفق مصادر ميدانية.
وقالت مصادر ميدانية إن الميليشيات شنت هجومين من محورين في مديرية ناطع وصولا إلى منطقة «الجريبات - آل عواض» في حين رد الجيش الوطني على الهجمات واستعاد عددا من المواقع وأسر نحو 12 حوثيا.
وكانت قوات الجيش اليمني حررت مناطق مديرية ناطع ومديرية نعمان في 2018 وصولا إلى حدود مديرية الملاجم في منطقة فضحة.
إلى ذلك أفادت المصادر بأن قوات الجيش وجهت ضربات موجعة للميليشيات في مديريات جنوب مأرب وغربها، حيث دمرت المدفعية في جبهة صرواح غربا مركزا حوثيا للاتصالات والتحكم بالطيران المسير، في حين تتواصل المعارك جنوبا باتجاه مديرية ماهلية انطلاقا من مديرية رحبة المحررة.
في غضون ذلك توعد وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي وقادة الجيش باستمرار المعارك في مواجهة الميليشيات الحوثية خلال زيارات لهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات مأرب.
ونقل الإعلام العسكري عن المقدشي أنه «أشاد بالمعنويات والكفاءة القتالية العالية التي يتمتع بها عناصر القوات المسلحة ورجال المقاومة وما يحملونه من إصرار وعزيمة صلبة للقيام بواجباتهم الوطنية دفاعا عن الثورة والجمهورية والثوابت الراسخة والتصدي للميليشيات الحوثية والمخططات التمددية الفارسية».
بحسب الموقع الرسمي للجيش أكد المقدشي أن «القوات المسلحة المسنودة بدعم ورعاية القيادة والتفاف وثقة الشعب ستظل ملتزمة بالعهد والقسم وماضية نحو تحرير واستعادة كل تراب الوطن وتحقيق كامل الأهداف المنشودة التي يتوق إليها اليمنيون وصولاً إلى المستقبل الآمن والسلام الدائم المستند إلى المرجعيات الجمهورية».
وأضاف أن «صلابة وإخلاص الأبطال وصدق ولائهم ستفشل كل الأطماع الفارسية وعليها يقع الرهان في دفن مخططات ميليشيا الإرهاب وداعمتها الإيرانية التي رمت بكل قدراتها وقواتها وتجاربها في المعارك الأخيرة متوهمة بأن طريق التمدد ستكون سهلة غير واعية بأن الأبطال يقفون لها بالمرصاد وأن الشعب اليمني بات أكثر تمسكا بجمهوريته وهويته وثوابته».
في السياق نفسه، أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني استهداف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مدرسة الثورة في جبل مراد جنوب محافظة مأرب بصاروخ باليستي.
وأوضح الإرياني أن استهداف ميليشيا الحوثي للمدرسة استمرار لمسلسل تدمير البنية التحتية من مدارس ومعاهد وجامعات ومراكز صحية وطرق وجسور في مختلف المحافظات اليمنية.
وقال «ما تقوم به ميليشيا الحوثي الإرهابية من استهداف ممنهج للقرى ومنازل المواطنين والبنى التحتية في مديريات محافظة مأرب، هي أعمال انتقامية بعد فشلها في تحقيق أي إنجاز عسكري، والهزائم النكراء التي منيت بها مؤخرا في جبهات المديرية على أيدي أبطال الجيش والمقاومة وقبيلة مراد».
ودعا الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي لإدانة هذا الاستهداف الحوثي الممنهج للأعيان المدنية والبنى التحتية بأسلحة إيرانية في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، والعمل على إدراج ميليشيا الحوثي وقيادتها ضمن قوائم الإرهاب الدولية، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
ومنذ فبراير (شباط) الماضي تشن الميليشيات الحوثية هجمات برية متواصلة باتجاه مأرب وهي المحافظة الغنية بالنفط والغاز في مسعى للسيطرة عليها بالتزامن مع قصف جوي بالصواريخ والطائرات المسيرة، غير أنها لم تحقق أي تقدم.
وأخيرا أطلق الجيش الوطني والمقاومة القبلية جنوب المحافظة عملية واسعة بإسناد من تحالف دعم الشرعية وهو ما أجبر الميليشيات على الاندحار من مديرية رحبة، على أمل أن يواصل الجيش تقدمه إلى تخوم محافظة البيضاء من الجهة الشمالية.


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
TT

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)

أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك تطلع حكومته للتفاعل الإيجابي مع التكتل السياسي الحزبي الجديد للقوى اليمنية الذي أُشهر من العاصمة المؤقتة عدن، وقال إن الحرب الحوثية الاقتصادية باتت أشد أثراً على معيشة اليمنيين من الصراع العسكري.

وكانت الأحزاب والقوى اليمنية قد أشهرت، الثلاثاء، تكتلاً حزبياً واسعاً في عدن هدفه العريض استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على الجمهورية وفق دولة اتحادية.

بن مبارك تعهد بالاستمرار في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في حكومته (سبأ)

وقال بن مبارك: «ننظر لهذا التكتل على أنه صوت جديد، ورؤية متجددة، وأداة للتغيير البناء وجهد بارز في السياق الوطني يضاف للجهود التي تسعى لرص الصفوف وتهيئة السبل لإنقاذ اليمن من براثن ميليشيا الحوثي».

وأضاف أن حكومته «تتطلع وبانفتاح كامل للتفاعل إيجابياً» مع هذا التكتل الحزبي وبما يقود لتوحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتحقيق السلام.

وشدد رئيس الوزراء اليمني على ضرورة تكاتف الجهود في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز السيادة، وبناء يمن اتحادي موحد وقوي، وقال: «ندرك جميعاً التحديات، ونعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكن بإيماننا العميق بقضيتنا وبإرادة أبناء شعبنا، يمكننا أن نصنع الفارق».

حرب الاقتصاد

استعرض رئيس الحكومة اليمنية الحرب الاقتصادية الحوثية وقال إن آثارها التدميرية «تتجاوز الآثار الناتجة عن الصراع العسكري»، مشيراً إلى أنها أضرت بحياة المواطنين وسبل عيشهم، واستنزفت موارد البلاد، وتسببت بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية.

ورأى بن مبارك أن ذلك «يتطلب توحيد الصفوف ودعم مؤسسات الدولة، لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني والتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون أعباء كبيرة».

جانب من حفل إشهار التكتل الجديد للقوى والأحزاب اليمنية (سبأ)

وقال: «الحرب الاقتصادية المستمرة التي تشنها ميليشيات الحوثي، إلى جانب استهدافها المنشآت النفطية، أثرت بشكل كبير على استقرار الاقتصاد اليمني وأسهمت في التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية، وتقويض قدرة الحكومة على الحفاظ على استقرار العملة، ونتيجة لذلك، واجه الريال اليمني انخفاضاً كبيراً في قيمته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين في جميع أنحاء البلاد».

وأكد بن مبارك أن إعادة تصدير النفط ورفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة حق من حقوق الشعب يجب العمل على انتزاعه وعدم السماح للحوثيين باستمرار عرقلة الاستفادة من هذا المورد الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني.

وأوضح أن حكومته تمضي «بكل جدية وتصميم» لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة، وإرساء ثقافة النزاهة واحترام القانون، وأنها ستقوم باتخاذ خطوات عملية لتقوية الأجهزة الرقابية وتفعيل آليات المحاسبة.

تكتل واسع

كانت القوى اليمنية قد أشهرت من عدن «التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» عقب سلسلة لقاءات تشاورية، توصلت إلى إعلان التكتل الجديد الذي يضم نحو 22 حزباً ومكوناً سياسياً وإقرار لائحته التنظيمية.

وتم التوافق على أن تكون رئاسة التكتل في دورته الأولى لحزب «المؤتمر الشعبي»، حيث سمى الحزب أحمد عبيد بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للتكتل في هذه الدورة.

وبحسب بيان الإشهار، يلتزم التكتل بالدستور والقوانين النافذة، والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعدالة والمواطنة المتساوية، إضافة إلى التوافق والشراكة والشفافية والتسامح.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر (سبأ)

كما يضع التكتل برنامجاً سياسياً لتحقيق عدد من الأهداف؛ بينها استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب وحل القضية الجنوبية بوصفها قضية رئيسية ومفتاحاً لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام.

ويؤكد برنامج عمل التكتل على دعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على التراب الوطني كافة، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد بيان الإشهار أن هذا التكتل باعثه الأساسي هو تعزيز الاصطفاف الوطني من أجل إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة، وأنه ليس موجهاً ضد أحد من شركاء العمل السياسي.