«دلتا» في الكونغرس... وتحذيرات أميركية من موجة رابعة

الجمهوريون ينضمون إلى دعوات التلقيح ضد «كورونا»

فاوتشي يرد على السيناتور الجمهوري راند بول خلال جلسة استماع بالكونغرس الثلاثاء (أ.ب)
فاوتشي يرد على السيناتور الجمهوري راند بول خلال جلسة استماع بالكونغرس الثلاثاء (أ.ب)
TT

«دلتا» في الكونغرس... وتحذيرات أميركية من موجة رابعة

فاوتشي يرد على السيناتور الجمهوري راند بول خلال جلسة استماع بالكونغرس الثلاثاء (أ.ب)
فاوتشي يرد على السيناتور الجمهوري راند بول خلال جلسة استماع بالكونغرس الثلاثاء (أ.ب)

باتت الولايات المتحدة على قيد أنملة من دق ناقوس خطر «كورونا» مجدداً. فمع انتشار سلالة «دلتا» داخل الأراضي الأميركية، ورفض بعض الأميركيين تلقي اللقاح المضاد للفيروس، تفاقمت الإصابات الجديدة بأكثر من 120 في المائة الشهر الماضي، 83 في المائة منها هي إصابات بسلالة «دلتا»، بحسب ما أعلنت مديرة مركز الوقاية من الأوبئة روشيل والنسكي.
وأضافت والنسكي في جلسة استماع أمام الكونغرس، بأن نسبة الإصابات أعلى في المناطق التي تشهد نسبة لقاحات قليلة، فقالت «أصدرنا تقييماً لمتحورات (كورونا) في البلاد، وأرقامنا تشير إلى أن متحور (دلتا) يمثل 83 في المائة من الإصابات. هذه زيادة دراماتيكية، وأعلى بـ50 في المائة من أسبوع الثالث من يوليو (تموز). وفي بعض أنحاء البلاد النسبة أعلى، خاصة في المناطق التي ليس فيها نسبة عالية من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح».
تصريحات أثارت قلق السياسيين بشكل كبير، وزادت المخاوف من دخول البلاد في موجة رابعة من تفشي الفيروس وعودة الأمور إلى ما كانت عليه في العام الماضي. وزاد من هذه المخاوف إعلان البيت الأبيض ومكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن إصابة موظفين فيهما بالفيروس.
وقال مكتب بيلوسي، إن الموظف المصاب يعاني من أعراض طفيفة لأنه سبق وأن تلقى جرعتين من اللقاح المضاد لـ«كورونا»، وهو أصيب بعد مخالطة بمجموعة من النواب المحليين لولاية تكساس المصابين بالفيروس.
وأصدر مكتب طبيب الكابيتول، برايان موناهان، بياناً يؤكد فيه «إصابة عدد من موظفي الكابيتول الملقحين ونائب واحد بالفيروس في الأيام الأخيرة». وكأن هذا الإعلان لم يكن كافياً لزعزعة الأجواء في الكونغرس، حيث رفعت القيود المرتبطة بارتداء الكمامات منذ فترة، أتى تصريح آخر من مكتب طبيب الكابيتول ليشير إلى وصول سلالة «دلتا» إلى داخل المبنى. فقال موناهان «تم التحقق من فيروس سلاسة (دلتا) في العاصمة واشنطن ومبنى الكابيتول».
وفي حين لم يفرض الطبيب إجراءات جديدة لتجنب تفشي الفيروس وارتداء الكمامات مجدداً، إلا أنه سرعان ما استعاد الموظفون العاملون في المبنى كماماتهم، وبدأوا بارتدائها مجدداً، كما شهدت العيادة الطبية التابعة الكابيتول صفوفاً طويلة من الموظفين الذين قصدوها لإجراء فحص «كورونا»، وذلك بعد أن غابوا عنها لفترة بعد تلقيهم اللقاح. ولعلّ أكثر ما يؤرق نوم عدد من المشرعين هو رفض بعض زملائهم تلقي اللقاح؛ الأمر الذي يجعلهم عرضة لالتقاط متحورات جديدة ونشرها. لهذا سارع ستيف سكاليس، وهو من أحد القيادات الجمهورية البارزة في مجلس النواب، إلى تلقي اللقاح أمام عدسات الكاميرات، وذلك بعد أن تجنبه بحجة أنه أصيب «كورونا» ولا يحتاج إلى اللقاح.
لكن التحذيرات بأن من أصيب سابقاً بـ«كورونا» لا يتمتع بمناعة ضد المتحورات الجديدة دفعت بسكاليس إلى تغيير رأيه، على أمل أن يؤثر على مجموعة كبيرة من زملائه ومن الأميركيين الذين لم يتلقحوا بعد والتي وصلت نسبتهم إلى نحو 40 في المائة. وقال سكاليس إثر تلقيه اللقاح «هذا وقت جيد لتلقيه، خاصة مع تزايد الإصابات بسلالة (دلتا)».
وتشير أرقام الاستطلاعات الأخيرة، أن 66 في المائة من الأميركيين تلقوا جرعة واحدة من اللقاح، مقابل 57 في المائة من الذين تلقوا جرعتين كاملتين، وقد تراجعت نسبة الإقبال على اللقاح منذ منتصف أبريل (نيسان).
وفي ظل هذه التطورات، سارعت القيادات الجمهورية إلى حثّ الأميركيين على تلقي اللقاح. فقال كبير الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل «تلقحوا! وبسرعة! وإلا فسنعود هذا الخريف إلى الوضع الذي كنا نعيشه في العام الماضي! ونحن لا نتوق إلى ذلك أبداً» وفي تغير لافت للمواقف، انضمّت شبكة «فوكس نيوز» إلى دعوات التلقيح، فقال أحد أبرز المذيعين فيها شون هانيتي، محذراً «أنا أؤمن بعلم اللقاحات. فقدنا الكثير من الأشخاص ولا نريد المزيد من الموت». يأتي هذا فيما شهدت أروقة الكونغرس مواجهة جديدة بين كبير خبراء الأمراض المعدية انتوني فاوتشي والسيناتور الجمهوري راند بول، الذي يرفض حتى الساعة تلقي اللقاح، فقد اتهم بول فاوتشي خلال جلسة استماع بالكذب حول ضلوع الولايات المتحدة بتسرب فيروس كورونا من مختبر في الصين عبر تمويلها لبرامج في مختبر ووهان. فما كان من فاوتشي إلا وأن استشاط غضباً، فاتهم بول بالكذب قائلاً «أنت لا تعلم عمّا تتحدث، وأريد أن أقول ذلك بشكل رسمي، لا تعلم عما تتحدث».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.