البنتاغون يوافق على استقبال 2500 أفغاني في قاعدة بولاية فيرجينيا

TT

البنتاغون يوافق على استقبال 2500 أفغاني في قاعدة بولاية فيرجينيا

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها وافقت على طلب وزارة الخارجية الأميركية بتوفير موقع مؤقت في قاعدة «فورت لي» العسكرية بولاية فيرجينيا، لإيواء ما يقرب من 2500 مواطن أفغاني كجزء من برنامج «عملية الحلفاء اللاجئين». وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في مؤتمره الصحافي اليومي، إن الوزارة أوصت بناء على هذا الطلب الاولي، باستخدام القاعدة، «كمنشأة مضيفة مؤقتة»، تسمح لوزارة الخارجية القيام بأعمال التأشيرات الخاصة الضرورية لهؤلاء الأشخاص بشكل آمن. وأضاف كيربي أنه خلال 20 عاماً من وجود القوات الأميركية في أفغانستان، قدم المواطنون الأفغان المساعدة للعمليات العسكرية الأميركية في هذا البلد، ومع إنهاء العمليات بحلول نهاية أغسطس (آب)، وضعت الحكومة الأميركية خططاً لنقل هؤلاء المدنيين وعائلاتهم إلى مواقع أخرى. وأضاف كيربي: «هذه المجموعة الأولية من المتقدمين للحصول على تأشيرة هجرة خاصة، سيكونون قادرين، خلال وجودهم في قاعدة (فورت لي) على إكمال الخطوات النهائية للحصول على التأشيرة الخاصة (إس أي في) بأمان، مثل الفحص الطبي النهائي والمتطلبات الإدارية النهائية». وقال إن «حركة النقل الأولية هذه، ستعيد مرة أخرى تأكيد التزام أميركا تجاه أولئك الذين ساعدونا والذين ندين لهم بالكثير». وقال إن هذه المجموعة الأولية من الأفغان، تضم نحو 700 مواطن شاركوا في مساعدة الجيش الأميركي و1800 من أفراد أسرهم، هم في المراحل الأخيرة من العملية، ومن المتوقع أن يبقوا في القاعدة لبضعة أيام فقط قبل إعادة توطينهم في مكان آخر في الولايات المتحدة. وسيوفر الجيش الطعام والسكن لكل من الأفراد والعائلات وأماكن الصلاة، والرعاية الطبية إذا لزم الأمر، خصوصاً أن القاعدة مجهزة ولا تحتاج إلى عمليات بناء خاصة أو إضافية. وأكد كيربي أن جميع القادمين إلى الولايات المتحدة سيخضعون للفحص الطبي قبل ركوب الطائرات إلى الولايات المتحدة، وسيخضعون بالفعل لعملية فحص أمني متعلقة ببرنامج التأشيرة الخاص. وأشار كيربي إلى أنه في الوقت الحالي، لا توجد طلبات لتوفير مساحة أكبر في إطار برنامج عملية الحلفاء للاجئين، لكنه أكد أنه في حال وردت طلبات إضافية فالوزارة جاهزة لتلبيتها في أماكن أخرى أيضاً، داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أعلن في وقت سابق أن الوزارة طلبت من البنتاغون توفير مكان لإيواء المجموعة الأولى من الأفغان، وأن البنتاغون وافق على تخصيص القاعدة العسكرية في فيرجينيا. وأكد البيت الأبيض الأسبوع الماضي، أن «السلطات الأميركية ستطلق خلال يوليو (تموز) الحالي رحلات جوية خاصة لإجلاء المواطنين الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة كمترجمين أو في مناصب أخرى». وأعلنت الولايات المتحدة، في 30 أبريل (نيسان) الماضي، بدء عملية انسحاب القوات الأميركية من أراضي أفغانستان وفقاً لخطة الرئيس، جو بايدن. ومع اقتراب هذه العملية من نهايتها، حيث تم إنجاز ما يقرب من 95 في المائة منها، كثفت حركة «طالبان» المتشددة حملة عسكرية واسعة على مواقع القوات الحكومية في جبهات عدة بالبلاد.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من تصريحات حركة «طالبان» التي رفضت فيها تولي تركيا أمن مطار كابل، أعلن البنتاغون أنه أنجز غالبية نقاط الاتفاق مع أنقرة لتولي أمن المطار، وأن الطرفين باتا في المراحل الأخيرة من هذا الاتفاق. ولم يكشف البنتاغون طبيعة النقاط العالقة بعد. غير أن أوساطاً سياسية في واشنطن قالت إن التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تشير إلى محاولته الحصول على تنازلات أميركية بخصوص ملفات سياسية أخرى، خصوصاً بعد مطالبته واشنطن بالحصول منها على «دعم دبلوماسي ولوجيستي»، فاتحاً سجالاً سياسياً جديداً حول القسم التركي من جزيرة قبرص، وحقوق تركيا في التنقيب عن الغاز في الجرف البحري حولها.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.