أسهم «السلاح السائب» المتوافر بكثرة في ليبيا بوقوع عديد الكوارث في مدن عدة على مدار السنوات العشر الماضية؛ فمهمته المُكرسة للحرب وصد هجوم (الأعداء) لم تمنع يوماً من استخدامه بكل أنواعه وأصنافه في اللهو والمزاح، أو حتى في المناسبات الاجتماعية تعبيراً عن البهجة والسعادة، بغض النظر عما يخلفه من خسائر وأزمات.
واحدة من هذه الفواجع شهدتها منطقة الليثي في مدينة بنغازي (شرق البلاد) مساء أول من أمس، عندما سقطت قذيفتي «آر بي جي» أمام مبنى مصرف الوحدة، فأودت بحياة الفنان الليبي هيثم درباش، وتبين لأجهزة الشرطة التي عاينت الموقع أنّ القذيفتين أطلقتا من أحد الأفراح المقامة في الليثي؛ مما أشعل موجة من الغضب والحزن في عموم البلاد.
وطالب أصدقاء الراحل الأجهزة الأمنية بوضع حد لانتشار ظاهرة إطلاق القذائف والرصاص في الأفراح، في حين قال جمال شلوف، رئيس مؤسسة «سلفيوم» للدراسات والأبحاث، أنتظر من مجلس النواب تشريعاً يجرّم إطلاق الرصاص العشوائي في المناسبات باعتبار من يقدِم على ذلك مرتكباً لجناية الشروع في القتل وما يترتب عليها من جريمة القتل العمد في حال سقوط قتلى.
واستدرك شلوف «أمّا من يُطلق قذائف عشوائية فأعتقد أنّه يجب على البرلمان إضافته إلى قائمة مرتكبي جرائم الإرهاب، وليس مجرد شروع في قتل فقط».
واعتاد الليبيون على مثل هذه القذائف في الأفراح وسقوط مصابين، لكنّها المرة الأكثر فجاعة؛ إذ قُتل مواطن ليبي وهو الفنان الكوميدي درباش، وتسببت شظية في بتر ساق شقيقه، بالإضافة إلى إصابة أربعة مواطنين آخرين بجروح متفرقة ممن كانوا ينتظرون أمام المصرف للحصول على سيولة نقدية لنفقات عيد الأضحى.
وعقب ساعات قليلة من وقوع الجريمة، أعلنت مديرية أمن بنغازي إلقاء القبض على صاحب حفل الزفاف ومطلق القذيفتين. وقالت وزارة الداخلية في حكومة «الوحدة الوطنية»، إنّ «الجاني سيُحال إلى النيابة العامة، لمحاسبته وفقاً للوائح والقوانين المعمول بها في الدولة الليبية».
وولد درباش في عام 1980، لعائلة فنية، فوالده المخرج إبريك درباش، وترك الراحل قرابة 30 عملاً مسرحياً، وتسعة مسلسلات، وعشرات الأعمال الإذاعية ذات الطابع الكوميدي.
إطلاق قذائف «آر بي جي» في الأفراح الليبية
إطلاق قذائف «آر بي جي» في الأفراح الليبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة