فاوتشي ينضم إلى إدانة «التضليل الإعلامي» حول اللقاحات

غير المطعمين يمثلون 97 % من مرضى «كوفيد ـ 19» في المستشفيات

عنبر عناية مكثفة لمرضى «كورونا» في ولاية فلوريدا (رويترز)
عنبر عناية مكثفة لمرضى «كورونا» في ولاية فلوريدا (رويترز)
TT

فاوتشي ينضم إلى إدانة «التضليل الإعلامي» حول اللقاحات

عنبر عناية مكثفة لمرضى «كورونا» في ولاية فلوريدا (رويترز)
عنبر عناية مكثفة لمرضى «كورونا» في ولاية فلوريدا (رويترز)

انتقد مستشار البيت الأبيض لشؤون (كوفيد - 19) الدكتور أنتوني فاوتشي وسائل الإعلام التي تنشر معلومات مضللة عن اللقاحات المضادة لـ«كورونا»، مؤكداً أنه «كان من المستحيل القضاء على مرض الجدري وشلل الأطفال لو وجد التضليل الحالي» حينذاك.
وجاء تصريح فاوتشي بعد ساعات من تجاذب بين جو بايدن ومجموعة «فيسبوك» التي اتهمها الرئيس الأميركي بنقل معلومات مضللة حول اللقاحات و«قتل الناس». ورفضت «فيسبوك» هذه الانتقادات مؤكدة أنها «تنقذ أرواحاً» باتخاذها تدابير تسمح لمستخدمي موقع التواصل، بحسب قولها، بوصول أفضل إلى اللقاحات.
وتحوّلت الشكوك الأولية في اللقاحات في مناطق أميركية عدة إلى مشاعر عداء، مع تضخيم الأخبار المناهضة للقاحات بنظريات مؤامرة تنشرها بشكل منتظم وسائل إعلام محافظة.
وجاءت تصريحات فاوتشي رداً على سؤال طرحه صحافي في شبكة «سي إن إن» حول ما إذا كان يعتقد «أننا كنا تمكنا من الانتصار على مرض الجدري أو القضاء على شلل الأطفال لو كانت فوكس نيوز تحذّر كل ليلة، الناس من مشاكل اللقاحات». وتبثّ قناة «فوكس نيوز» التي دعمت باستمرار الرئيس السابق دونالد ترمب، بشكل مكثّف أخباراً تشكك في اللقاحات المضادة لـ(كوفيد - 19).
وبعد حملة تلقيح أولى في كافة أنحاء البلاد، تراجعت وتيرة تفشي المرض بشكل كبير في الولايات المتحدة. وترتفع حاليا أعداد الإصابات بـ(كوفيد - 19) في الولايات التي تسجّل أدنى معدّلات تلقيح في وقت تتفشى بسرعة النسخة المتحوّرة «دلتا» الشديدة العدوى. ولم يتحقق الهدف الذي أعلنه بايدن وهو تلقيح 70 في المائة من الراشدين في الرابع من الشهر الجاري وهو يوم العيد الوطني في الولايات المتحدة.
في غضون ذلك سجلت الولايات المتحدة معدلات متزايدة من النقل إلى المستشفيات لتلقي العلاج من فيروس «كورونا» والوفيات الناجمة عن المرض، مما يضع الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم في خطر. وحذرت روشيل والينسكي مديرة المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها يوم الجمعة من أن الأيام السبعة الماضية، شهدت تزايد معدلات النقل إلى المستشفيات لتلقي العلاج من فيروس «كورونا» في الولايات المتحدة بنسبة 36 في المائة، كما زادت الوفيات الناجمة عن المرض بنسبة 26 في المائة.
وتصل نسبة الأميركيين الذين لم يتلقوا التطعيم إلى 97 في المائة من الأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفيات. وقالت والينسكي للصحافيين: «هناك رسالة واضحة نتلقاها: هذا وباء من لم يتلق التطعيم». كما دعا مسؤولو الصحة المواطنين الأميركيين إلى التوجه للحصول على اللقاح. ويتمتع الأشخاص الذين تلقوا التطعيم بالكامل سواء بتلقي جرعتين من لقاح فايزر أو موديرنا أو جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون بالحماية من الأمراض الخطيرة ومن الاضطرار إلى النقل إلى المستشفيات وكذلك من الوفاة.
وتلقى أكثر من 59 في المائة من الأميركيين البالغين جرعتي اللقاح ضد (كوفيد - 19). ولكن في بعض المناطق مثل الجنوب الريفي، تلقى عدد أقل كثيرا من المواطنين اللقاح.
من جهة أخرى، دافع الجراح الأميركي العام فيفيك مورثي عن قرار إلزام سكان لوس أنجليس وضع الكمامة داعيا مناطق البلاد الأخرى لاتباع الخطوة نفسها، كما أعرب عن «قلقه العميق» حيال التوقعات بشأن (كوفيد - 19) مع حلول الخريف. ومورثي بحكم منصبه يعد من أبرز المتحدثين الحكوميين في شؤون الصحة العامة في الولايات المتحدة، وقد ظهر على شاشات تلفزيونية عدة قبل ساعات من دخول قرار فرض الكمامة في الأماكن المغلقة في لوس أنجليس حيز التنفيذ مدافعا عنه.
وحتى الآن لم تعد أي مدينة أميركية أخرى إلى إجراء فرض وضع الكمامة في الأماكن الداخلية، لكن مورثي توقع أن يسير آخرون على هذا النحو مع ارتفاع الإصابات بمتحورة دلتا السريعة الانتشار من فيروس «كورونا».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.