قتلى بقصف من قوات النظام جنوب إدلب

تركيا ترفض فتح معابر إضافية للسوريين

سوريون يحملون مصاباً بعد قصف من قوات النظام جنوب إدلب أمس (أ.ف.ب)
سوريون يحملون مصاباً بعد قصف من قوات النظام جنوب إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

قتلى بقصف من قوات النظام جنوب إدلب

سوريون يحملون مصاباً بعد قصف من قوات النظام جنوب إدلب أمس (أ.ف.ب)
سوريون يحملون مصاباً بعد قصف من قوات النظام جنوب إدلب أمس (أ.ف.ب)

أعلن أمس سقوط قتلى وجرحى بقصف من قوات النظام السوري على جنوب إدلب شمال غربي البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «وثق ارتفاع حصيلة القتلى إلى 6، وهم: ثلاثة أطفال وسيدة ومواطن ومتطوع في (الدفاع المدني)، وذلك جراء استهداف قوات النظام والميليشيات التابعة لها وللروس صباح السبت، بصاروخ موجه روسي الصنع، مناطق في قرية سرجة بريف إدلب الجنوبي، وأتبعته بصاروخ موجه آخر على المكان ذاته أثناء توجه فرق الإنقاذ إلى المكان، كما أسفر الاستهداف عن إصابة 7 آخرين من بينهم مدنيون ومتطوعون في الدفاع المدني».
كان قال إن قوات النظام والميليشيات التابعة لها وللروس «استهدفت بصاروخ موجه روسي الصنع، مناطق في قرية سرجة بريف إدلب الجنوبي، وأتبعته بصاروخ موجه آخر على المكان ذاته أثناء توجه فرق الإنقاذ إلى المكان. كما قصفت قوات النظام مناطق في بينين وفليفل والفطيرة جنوب إدلب، ومناطق أخرى في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، يأتي ذلك في ظل قيام (الرئيس) بشار الأسد بأداء القسم الدستوري لولاية جديدة له في الرئاسة».
ونقلت وسائل إعلام تركية عن مديري معابر باب السلامة وجرابلس وتل أبيض أن الجانب التركي رفض فتح باب الحجز لفترة إضافية لاستيعاب المزيد من الراغبين في قضاء إجازة العيد مع ذويهم.
وسمحت تركيا لعدد محدد من السوريين المقيمين على أراضيها، من حملة بطاقة الحماية المؤقتة، بالدخول إلى الشمال السوري خلال فترة عيد الأضحى، بعد عام من توقفها بسبب إجراءات الحد من تفشي فيروس كورونا.
ومنذ 5 يوليو (تموز) الحالي وحتى مساء الجمعة، عبر من تركيا إلى سوريا لقضاء إجازة العيد نحو 36 ألفاً من معبر باب الهوى، و19294 شخصاً من معبر باب السلامة، و12964 من معبر جرابلس، بينما دخل من معبر تل أبيض 11841 شخصاً.
في سياق آخر، أصيب مدنيان في تفجير عبوة ناسفة مزروعة بسيارة في مدينة الباب بريف محافظة حلب شمال سوريا.
وأسفر الانفجار عن إصابة مدنيين اثنين، نقلا إلى المستشفى، كما لحقت أضرار بالمنطقة المجاورة للموقع. واتهمت سلطات المدينة التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها عناصر «قسد» بالوقوف وراء التفجير. وأعلنت تركيا رفضها لبيان مشترك لهيئات تابعة للأمم المتحدة بشأن قطعها المياه عن شمال شرقي سوريا من محطة مياه علوك الواقعة في محافظة الحسكة. بينما رفضت تركيا إعادة تفعيل رابط الحجز الإلكتروني الخاص بالسوريين على أراضيها الراغبين بقضاء إجازة عيد الأضحى في بلادهم.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن ما ورد في بيان لهيئات أممية صدر الخميس الماضي بشأن محطة علوك، يتضمن أخطاء مادية ومعلومات منقوصة ومضللة.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بيلجيتش، إن تركيا على اتصال منتظم مع الأمم المتحدة فيما يتعلق بالوضع الإنساني في سوريا، مشيراً إلى أن البيان المشترك للهيئات الأممية، الذي نشره المنسق المقيم للأمم المتحدة منسق الشؤون الإنسانية في دمشق، ومنسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، والمدير الإقليمي لليونيسف للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، «يحتوي على أخطاء مادية ومعلومات غير كاملة ومضللة».
ولفت بيلجيتش في بيان، ليل الجمعة - السبت، إلى أن محطة مياه علوك تقع بالقرب من مدينة رأس العين في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وتعمل بالكهرباء، فيما يقع المصدر الوحيد للكهرباء لمنطقتي رأس العين وتل أبيض (خاضعتان لسيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها) في الجنوب، متهماً النظام السوري وتحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بإعاقة وصول الكهرباء إلى محطة علوك والمنطقة، عمداً، وأن هذا الانقطاع يجعل توفير المياه من المحطة مستحيلاً، ويعقد الظروف الإنسانية بالمنطقة.
وأضاف أن الكهرباء منقطعة عن منطقتي رأس العين وتل أبيض منذ 18 أبريل (نيسان) الماضي، وعن محطة مياه علوك منذ 26 يونيو (حزيران) الماضي، إلى جانب مواصلة النظام السوري بشكل تعسفي منع إمداد منطقة الباب بمحافظة حلب (الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها) بمياه الشرب والمياه المخصصة للزراعة.
وسبق أن نفت مصادر أمنية تركية في ديسمبر الماضي ما ذكره النظام السوري بشأن قطع أنقرة المياه عن محطة مياه علوك، التي تلبي احتياجات محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، معتبرة أن النظام يحاول تضليل الرأي العام الدولي عبر إخفائه الحقائق. ولفتت إلى أن الاحتياجات المائية لمنطقة الحسكة يتم تلبيتها من خلال 12 بئراً من أصل 30 بئراً في محطة مياه علوك.
وأكدت المصادر أنه من أجل توفير المياه يجب تشغيل 6 مضخات تعمل بكامل طاقتها، مشيرة إلى أنه يتم تشغيل 3 مضخات فقط بسبب انخفاض الطاقة الكهربائية. وفي أغسطس (آب) 2020، نفى مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، مزاعم قطع تركيا المياه عن شمال شرقي سوريا، مؤكداً أنها عارية تماماً عن الصحة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.