تستحوذ اللحوم الطرية للضأن، خصوصاً التي تمت تغذيتها بأعشاب المرعي، على إقبال كثيرين عند الرغبة في تناول اللحوم الحمراء. وذلك لكونها لحوماً حمراء لذيذة الطعم، وغنية بأنواع البروتينات «العالية الجودة» والفيتامينات والمعادن، وذات ألياف عضلية يسهل على أجزاء الجهاز الهضمي التعامل معها خلال عمليات الهضم والمزج بعصارات المعدة والمرارة والأمعاء الدقيقة، ما يوفر الشعور بالراحة بُعيد تناولها.
ومن نتائج عدد من الدراسات العلمية لباحثين أوروبيين فإن تناول لحم الضأن ضمن ما يُعرف بـ«نمط التغذية للمناطق المُطلة على البحر الأبيض المتوسط» Mediterranean Diet، يُمكن أن يكون خياراً صحياً وعملياً لتغذية الجسم.
ويبقى أن الاعتدال في التناول، والطهي بالطرق الصحية، هما صمام الأمان عند الحديث عن تناول لحم الضأن (كخيار جيد من بين أنواع اللحوم الحمراء) ضمن وجبات الطعام الصحية، وعدم تسبب الإفراط في تناول اللحوم الحمراء بالإصابة بالأمراض.
فوائد صحية
والفوائد الصحية والقيمة الغذائية للحوم الضأن تأتي عند الحرص في طريقة تناولها على عدد من الجوانب، والتي من أهمها:
- انتقاء تناول لحوم الضأن الذي تغذت على أعشاب المراعي في البراري.
- الاهتمام بوسائل سلامة النظافة الغذائية في مختلف مراحل الإنتاج.
- الاعتدال في الكمية المتناولة أسبوعياً.
- تناول اللحم الهبر Lean Meat بإزالة طبقات الشحوم الدهنية الملاصقة للحم.
- الطهو الصحي باختيار طرق الطهو التي تضمن نضج كامل أجزاء اللحم دون التسبب بتكوين مركبات كيميائية ضارة بالجسم.
وعند النظر في القيمة الغذائية لقطع لحم الضأن «الهبر والمشوي»، فإن في كمية ثلاث أونصات 85 غراماً من لحم الفخذ تحتوي على نحو 160 كالورى من السعرات الحرارية، ومن لحم سلسلة الظهر حوالي 170 كالوري، ومن منطقة الكتف نحو 245 كالوري، ومن لحم «الموزات» نحو 150 كالوري. بينما تحتوي نفس الكمية من الضلوع المشوية مع الشحم، «الريش»، على نحو 300 كالوري. ومن «كبد الضأن» تحتوي نفس الكمية على 200 كالوري، ولكنها أيضاً تحتوي على كمية أعلى، بمقدار الضعف، من الكولسترول مقارنة باللحم الهبر من أي أجزاء الضأن.
وبشيء من التفصيل، فإن قطع اللحم الهبر من الكتف أعلى احتواء على البروتينات والدهون. وقطع لحم «موزات» الساق والذراع تحتوي تقريباً على ربع كمية الدهون الموجودة في لحم خاصرة سلسلة الظهر أو بقية الفخذ والكتف، وغنية أكثر بألياف كولاجين ومنخفضة المحتوى بالكولسترول نسبياً. والبروتينات والدهون في لحم الفخذ ولحم سلسلة الظهر مقدارها متوسط.
وفي جانب «المغذيات الدقيقة»، تحوي كمية بوزن 3 أونصات (85 غراماً) من لحوم الضأن التي تغذت في المرعى الطبيعي بشكل تقريبي على نسبة 40 في المائة من احتياج الجسم اليومي لمعدن السيلينيوم، و35 في المائة من فيتامين بي - 12، و35 في المائة من فيتامين بي - 3، و30 في المائة من معدن الزنك، و25 في المائة من معدن الفوسفور، و20 في المائة من معدن الحديد، و15 في المائة من معدن النحاس، و12 في المائة من معدن الكالسيوم. هذا بالإضافة إلى احتواء لحم الضأن على كميات جيدة من عدد من المركبات الكيميائية الحيوية المفيدة للجسم، مثل مركب كرياتين Creatine (مركب أساسي كمصدر للطاقة في العضلات)، ومركب تاورين Taurine (حمض أميني مضاد للأكسدة)، ومركب غلوتاثايون Glutathione (مركب مضاد للأكسدة)، ومواد بايوتينومواد كولين (مركبات تسهم في خفض معدلات تراكم مواد هوموسيستين التي لها دور سلبي في ارتفاع احتمالات حصول تصلب الشرايين القلبية والدماغية).
تقليل الدهون
ولتقليل تناول الدهون والكولسترول، فإن ثمة عدة خطوات صحية. ومنها:
الحرص على الاعتدال في تناول لحم الضأن بالأساس.
إزالة طبقات الشحم للحصول على اللحم الهبر.
أن يكون الطهو دون إضافة للمزيد من السمن الحيواني أو الزيوت النباتية المهدرجة صناعياً.
إزالة طبقة دسم الدهون المتكونة على سطح مرق اللحم المسلوق عند الفراغ من طهوه.
الحرص على تناول لحوم الضأن التي تغذت في المرعى.
وشحوم لحم الضأن، كما تشير نتائج دراسات مجموعة من الباحثين الأستراليين، تختلف فيما بين الضأن الصغير (الذي عمره ما دون سنة) والذي تغذى على أعشاب المرعى، عن شحوم الضأن الأكبر سناً أو الذي لم يتغذى بالرعي اليومي. وأفادت نتائج تحليلهم مكونات الشحوم بأن الدهون المشبعة في لحم صغار ضأن المرعى تشكل نسبة الثُلث فقط، والبقية هي دهون صحية غير مشبعة. وأيضاً تحتوي على كميات أعلى من دهون أوميغا - 3 وأوميغا - 6 الصحية. وتعلل تلك الدراسات هذا الجانب الصحي بتأثير عاملين، الأول هو المكونات الغذائية في الأعشاب الطبيعية التي توفر للضأن مصادر غنية للتغذية الطبيعية. والآخر، هو فائدة نشاط حركة الضأن في التنقل والبحث عن غذائه الطبيعي بشكل يومي والتعرض لأشعة الشمس، بما يُسهم في بناء جسم الضأن بطريقة صحية ويزيل عنه تراكم كميات كبيرة من الدهون المشبعة الضار تناولها من قبل الإنسان.