نقابة «الممثلين» المصرية تعلن رفضها لـ«تشويه الفن» ونشر «الفكر الظلامي»

بعد الضجة التي أحدثتها تصريحات حلا شيحة

الفنانة المصرية حلا شيحة مرتدية الحجاب برفقة زوجها معز مسعود (إنستغرام)
الفنانة المصرية حلا شيحة مرتدية الحجاب برفقة زوجها معز مسعود (إنستغرام)
TT

نقابة «الممثلين» المصرية تعلن رفضها لـ«تشويه الفن» ونشر «الفكر الظلامي»

الفنانة المصرية حلا شيحة مرتدية الحجاب برفقة زوجها معز مسعود (إنستغرام)
الفنانة المصرية حلا شيحة مرتدية الحجاب برفقة زوجها معز مسعود (إنستغرام)

دخلت نقابة المهن التمثيلية المصرية على خط أزمة الفنانة حلا شيحة التي أعلنت في وقت سابق تبرؤها من كليب أغنية فيلم «مش أنا» بطولة الفنان تامر حسني، وأحدثت تصريحات شيحة ضجة واسعة في مصر وانقساماً حاداً بين جمهور «السوشيال ميديا» خلال الساعات الماضية، خصوصاً بعد هجوم عدد من الفنانين عليها، واتهامها بـ«تشويه الفن»، و«عدم الاتزان».
وأصدر مجلس إدارة نقابة الممثلين برئاسة الدكتور أشرف زكي، اليوم (الجمعة)، بياناً قال فيه: «يعلن مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية رفضه التام لكل محاولات العودة بنا للوراء بنشر الفكر الظلامي الذي عانى منه المجتمع المصري، طوال عقود سواء عبر الصفحات العامة بالوسائط الإلكترونية أو الصفحات الخاصة لمن يعتزلون الفن تحت غطاء التوبة كأن الموهبة التي منحها الله المبدعين خطيئة».
وشددت النقابة على أنها «لن تقف ساكنة أمام محاولات تشويه الفن والإبداع الذي يعد أحد المؤشرات الثقافية وتطور الرؤية في المجتمعات المتحضرة»، وأكدت دعمها الكامل للإبداع والمبدعين في جميع الفنون بشكل عام، والمهن التمثيلية بشكل خاص»، مشيرة إلى أن «خروج البعض من دائرة الفن وعودتهم المتكررة له إنما تعبر عن تذبذب فكري ورؤية ربما تحكمها مصالح شخصية وهي حالات نادرة ولا تعبر إلا عن ذاتها».
وطالب مجلس النقابة بمقاطعة «صفحات الذين يريدون أن يعودوا بالرؤية الثقافية للمربع صفر في رجعية جديدة لا تستهدف سوی مصالح خاصة على حساب المصلحة العامة لهذا الوطن الذي لا ولن يبتلع طعم التشدد الذي أفضى للعنف والفوضى».
فيما خرج المنتج والداعية معز مسعود، عن صمته أمس، موجهاً رسالة مساندة لزوجته حلا شيحة خلال أزمتها الأخيرة، قائلاً: «إلى زوجتي الغالية حلا، قادر أفهم انزعاجك نتيجة مرور وقت كبير على تصوير الفيلم بسبب كورونا، وأن حياتك تغيرت، وأستطيع فهم انزعاجك من التركيز على بعض المشاهد وتجميعها رغم الوعد الشفهي بتجنب ذلك من صناع العمل، هذا الكلام لم يكن عن إلغاء الكليب ولكن ألا يكون التركيز على مشاهد معينة مثل المعروضة، خصوصاً مع عرض الكليب في توقيت له قدسية كبيرة بالنسبة لنا، ولو كنا نعرف أن الوعد ليس كافياً لحل المشكلة، كنّا سلكنا حلولاً أخرى».
وأضاف أن «الناس لا تأخذ بالها من تفاصيل كثيرة، على غرار الوقت الطويل والأحداث الكثيرة التي تحدث في حياة الذين يتحدث البعض عنهم بأريحية وبأحكام متسرعة»، مؤكداً أنهما «يخوضان رحلة للبحث عن الحق والخير والجمال... رحلة اعتزاز بالثقافة والهوية... نموذج قوي لرفض التطرف على الناحيتين... الناحية المكسوفة من هويتها وتقلّد الغرب من غير حكمة أو علم أو عزة، والناحية الأخرى المسجونة في قوالب مميتة للفكر والفنون»، لافتاً إلى أنه «مهما كان الألم والحيرة والمزايدات، فإن الشجعان أمثالك هن مَن يراجعن أنفسهن ويعترفن بأخطائهن ويصلحونها».
وكانت حلا قد نشرت رسالة مطولة عبر حسابها الرسمي بموقع «إنستغرام»، أبدت فيها استياءها من طرح كليب «بحبك» في هذا التوقيت، وكذلك اعتراضاً على وجود مشاهد لم يعجبها تجميعها بالصورة التي ظهرت عليها في الكليب.
وقالت: «أنا فوجئت بعرض تامر حسني كليباً يجمع فيه مشاهد متفرقة من الفيلم خصوصاً بعد آخر منشور نشرته ووضحت فيه أنا إيه».
فيلم «مش أنا» بطولة تامر حسني، وحلا شيحة، وماجد الكدواني، ومحمد عبد الرحمن، وسوسن بدر، وإياد نصار، وشيرين، ومن تأليف تامر حسني وإخراج سارة وفيق، وهو أول تجربة إنتاجية لحسام حسني، شقيق تامر، بالاشتراك مع شركة «سينرجي».
وفي فبراير (شباط) الماضي، تم الإعلان عن زواج شيحة من الداعية والمنتج المصري معز مسعود، بعد زواجه من الفنانة المصرية شيري عادل، وما لبث أن تزامن مع هذه الزيجة انحسار للظهور الفني لحلا شيحة، وصولاً لعدم حضورها العرض الخاص للفيلم الذي قامت ببطولته قبيل زواجها بمسعود، وتبعه تصريحها الذي يشي بعدم احتفائها بالدور، ويُلوح باعتزالها من جديد.
يُذكر أن حلا شيحة اختفت تماماً عن الأضواء خلال مدة زواجها من الكندي يوسف هاريسون، والتي دامت نحو 12 عاماً، ارتدت خلالها النقاب وأنجبت 4 أبناء، قبل عودتها لمصر مجدداً، والعودة للفن عبر مسلسل «زلزال» عام 2019.
ويشهد فيلم «مش أنا» عودة حلا شيحة إلى السينما بعد نحو 15 عاماً من الغياب بعد فيلم «كامل الأوصاف» مع الفنان الراحل عامر منيب.



روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.