زرع قضبان إلكترونية في الدماغ لمساعدة مشلول على الكلام

زرع قضبان في دماغ رجل مشلول (نيويورك تايمز)
زرع قضبان في دماغ رجل مشلول (نيويورك تايمز)
TT

زرع قضبان إلكترونية في الدماغ لمساعدة مشلول على الكلام

زرع قضبان في دماغ رجل مشلول (نيويورك تايمز)
زرع قضبان في دماغ رجل مشلول (نيويورك تايمز)

في إنجاز لم يكن متصوراً من قبل، ترسل الأقطاب الكهربائية المزروعة في الدماغ إشارات إلى حاسوب يعرض كلماته. لم يكن الرجل يتمكن من الكلام منذ عام 2003 عندما أصيب بالشلل في سن العشرين جراء تعرضه لجلطة دماغية شديدة إثر حادث سيارة مروع.
والآن، في بادرة علمية، استغل الباحثون المناطق الخطابية في دماغه وسمحوا له بإنتاج كلمات وجمل مفهومة ببساطة بمحاولة التلفظ بها. عندما يحاول الرجل المعروف بلقب بانشو، الكلام، فإن الأقطاب الكهربائية المزروعة في دماغه ترسل الإشارات إلى حاسوب يعرضها على الشاشة، حسب صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية.
وقال الباحثون إن أول جملة يمكن التعرف عليها كانت: «عائلتي في الخارج». وقد يساعد هذا الإنجاز، الذي نُشر أول من أمس، في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين»، الكثير من المرضى الذين يعانون من حالات تحرمهم المقدرة على الكلام.
وقالت ميلاني فرايد - أوكن، أستاذة علم الأعصاب وطب الأطفال في جامعة أوريغون للعلوم والصحة، والتي لم تشارك في المشروع: «إن هذا أبعد مما كنا نتصور أننا نستطيع فعله». وقبل ثلاث سنوات، عندما وافق بانشو، الذي يبلغ من العمر الآن 38 عاماً، على العمل مع الباحثين في علم الأعصاب، لم يكونوا متأكدين ما إذا كان دماغه قد احتفظ حتى بآليات الكلام.
وقال الدكتور إدوارد تشانغ، رئيس قسم الجراحة العصبية في جامعة كاليفورنيا فرع سان فرنسيسكو، الذي قاد الأبحاث: «ربما كان ذلك الجزء من دماغه ساكناً، ولم نكن نعرف ما إذا كان سوف يستيقظ حقاً حتى يتمكن من التحدث مرة أخرى». وقام الفريق بزرع رقاقة مستطيلة من 128 قطباً كهربائياً، مصمَّمة لاكتشاف الإشارات من العمليات الحسية والحركية المرتبطة بالكلام، والمرتبطة بالفم، والشفاه، والفك، واللسان، والحنجرة. وعبر 50 جلسة على مدى 81 أسبوعاً، قاموا بتوصيل الرقاقة المزروعة بالحاسوب عن طريق كابل متصل بمنفذ في رأس بانشو، وطلبوا منه أن يحاول قول كلمات من قائمة تضم 50 كلمة شائعة ساعد في اقتراحها، بما في ذلك كلمات: «جائع»، و«موسيقى»، و«كومبيوتر». وباستمرار المحاولة، تقوم الأقطاب الكهربائية بإرسال الإشارات عبر شكل من أشكال الذكاء الصناعي الذي حاول التعرف على الكلمات المقصودة.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.