حق مشروع

> على الرغم من تأجيل انعقاد مهرجان «البحر الأحمر» في دورته الأولى من الشهر العاشر إلى مطلع الشهر الثاني عشر من هذا العام، وتضارب موعده الجديد مع مهرجان القاهرة السينمائي، إلّا أنّ كل ما يصل إلينا من أخبار يُفيد بأنّ المهرجان يعد العدّة لانطلاقة كبيرة ومتميّزة وبلا أخطاء.
> منطقياً، من الأفضل أن يؤجل مهرجان في دورته الأولى على أن ينطلق في عجل. ومن دون أن أدّعي الاطلاع على ما يُحضّر من برامج ومظاهرات ومفاجآت، إلا أن هذا المنطق يقترح أنّ التأجيل له دواعيه ومبرراته وإلا لما كان له سبب وجيه.
> بالنسبة للمنافسة مع مهرجان القاهرة فإنّ المسألة تستدعي النظر. دخول أي مهرجان بإمكانيات وميزانيات كبيرة ليس تنافساً مع مهرجان بعينه بل مع المهرجانات الأخرى كافة. والمنافسة حق مشروع لمن يرغب، وسبق أن تنافست مهرجانات عربية فيما بينها: أبوظبي ضد دبي، وكلاهما ضد الدوحة، والجونة ضد القاهرة، وحتى لا ننسى وضع مهرجان مراكش سابقاً الذي رفض التنسيق مع مهرجاني دبي والقاهرة عندما دعت الحاجة إلى ذلك.
> ليس هذا للقول إنّ مهرجان القاهرة لن يجد نفسه في وضع حرج، لكن المشكلة في مهرجان القاهرة (وهو من أقدم مهرجانات العرب) لم تكن يوماً منافسة الآخرين له، بل في إدارات فشلت وأخرى نجحت إنما ليس بالقدر الكافي. ما هو مطلوب نسيان التاريخ والجغرافيا وفتح صفحة جديدة مبنية على تركيبة جديدة وأكثر جدّية في مواجهتها المشكلات الداخلية قبل الخارجية.