أظهرت دراسة هي الأولى من نوعها، أن الأشخاص المصابين بتليف الكبد الذين يتلقون لقاحات الرنا مرسال (mRNA)، يكتسبون حماية مهمة ضد النتائج الأكثر خطورة مثل المرض الشديد الذي يتطلب دخول المستشفى أو الوفاة، ومع ذلك، فإن هذه اللقاحات توفر حماية أقل ضد عدوى الإصابة لدى هذه الفئة من السكان، وتستغرق وقتاً أطول حتى تصبح سارية المفعول.
وقبل هذا البحث، الذي نشر في 13 يوليو (تموز) بدورية الجمعية الطبية الأميركية (جاما)، كان مقدار الحماية التي توفرها اللقاحات للأشخاص المصابين بتليف الكبد غير معروف، استبعدت التجارب السريرية للقاحات معظم المصابين بتليف الكبد والحالات المزمنة الأخرى.
وفي محاولة لسد النقص المعرفي في هذا الاتجاه، سعى المؤلف الرئيسي بينو جون، الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة ميامي ميلر الأميركية وزملاؤه إلى دراسة تأثير اللقاحات على هذه الفئة، وتكهنوا قبل الدراسة بأن خلل التنظيم المناعي لتليف الكبد يمكن أن يغير استجابة اللقاح.
ويقول الدكتور جون في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ميامي ميلر بالتزامن مع نشر الدراسة، إن دراستهم تكشف أن «التطعيم في هذه الفئة يرتبط بفعالية 65 في المائة بعد جرعة واحدة وفعالية 78 في المائة تقريباً في تقليل عدوى كوفيد بعد الجرعة الثانية»
ويضيف «ربما تكون الحماية التي يوفرها اللقاح أقل من تلك التي لدى السكان الأصحاء، قد يستمرون في الإصابة بالعدوى، ولكن مرضى تليف الكبد الذين تم تطعيمهم من غير المرجح أن يموتوا أو يدخلوا المستشفى بسبب كوفيد - 19».
وشملت الدراسة 4 آلاف و74 مريضاً، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، حيث قارن الباحثون خلال الدراسة العدوى والنتائج بين 20 ألفا و37 شخصاً يعانون من تليف الكبد على مستوى أميركا وتلقوا جرعة واحدة من لقاحات الرنا مرسال (فايزر) أو (موديرنا)، مع عدد مماثل من المرضى الذين لم يتم تطعيمهم. وتم إعطاء اللقاحات بين 18 ديسمبر (كانون الأول) 2020 و17 مارس (آذار) 2021، ومن المثير للاهتمام، أنه لم يكن هناك فرق بين المجموعات الملقحة وغير الملقحة في أول 28 يوماً بعد الجرعة الأولى.
ويقول الدكتور جون: «يبدأ الاختلاف في الظهور بعد 28 يوماً، وذلك عندما تبدأ في رؤية حالات إصابة أقل في مجموعة اللقاحات والمزيد في المجموعة غير الملقحة، وهذا يعني ضرورة قيام الأطباء بتحذير مرضى تليف الكبد من أن الحماية المناعية سيحدث فيها تأخير».
وإضافة لهذه النتيجة، ارتبط التطعيم بانخفاض بنسبة 100 في المائة في حالات دخول المستشفى أو الوفاة بسبب فيروس كورونا بعد 28 يوماً من التطعيم، حيث لم يمت أي شخص بسبب المرض في المجموعة التي تم تلقيحها مقارنة بوفاتين في المجموعة غير الملقحة، ولكن هناك حاجة إلى متابعة أطول لدراسة نتائج الوفاة في هذه المجموعة من السكان.
وكان هناك اتجاه نحو انخفاض حماية اللقاح لدى الأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد اللا تعويضي (الأشخاص الذين يعانون من مشاكل بالكبد تجعله لا يعمل بشكل صحيح)، مقارنة بأولئك الذين يعانون من تليف الكبد المعوض مع وظائف الكبد الجيدة. ومع ذلك، كان عدد المرضى الذين لم يتم تعويضهم منخفضاً، وتحتاج النتائج إلى مزيد من الدراسة.
اللقاح يوفر حماية محدودة من «كورونا» لمرضى الكبد
اللقاح يوفر حماية محدودة من «كورونا» لمرضى الكبد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة