طبيب عربي يقود مكافحة «كورونا» في إسرائيل

سيدة مسنة تتلقى جرعة منشطة من لقاح «كورونا» في نتانيا بإسرائيل (رويترز)
سيدة مسنة تتلقى جرعة منشطة من لقاح «كورونا» في نتانيا بإسرائيل (رويترز)
TT

طبيب عربي يقود مكافحة «كورونا» في إسرائيل

سيدة مسنة تتلقى جرعة منشطة من لقاح «كورونا» في نتانيا بإسرائيل (رويترز)
سيدة مسنة تتلقى جرعة منشطة من لقاح «كورونا» في نتانيا بإسرائيل (رويترز)

قررت الحكومة الإسرائيلية تعيين طبيب عربي كبير، هو البروفسور سلمان زرقا (55 عاماً)، مديراً عاماً وقائداً أول لطاقم مكافحة فيروس «كورونا»، خلفاً للبروفسور نحمان أش، الذي عُين مؤخراً مديراً عاماً لوزارة الصحة.
وأعلن القرار وزير الصحة الإسرائيلي، نيتسان هوروفيتس، مشيراً إلى أن التعيين حظي بتأييد رئيس الحكومة نفتالي بنيت والوزراء بالإجماع. وأكد أن الاعتبار الأول لهذا التعيين هو مهنية الطبيب زرقا ورصيده الثري في العمل والنجاحات التي حققها في منصبه مدير عام لمستشفى «زيف» الحكومي في صفد خلال السنوات السبع الماضية وغيره من المناصب. لكنه يأخذ بالاعتبار أيضاً أن الأطباء العرب في إسرائيل (نحو 25 في المائة)، يشكلون ركناً من أركان الخدمات الطبية الناجحة وذات الاحترام والتقدير في العالم أجمع.
والبروفسور زرقا هو ابن الطائفة العربية الدرزية، وكان قد عين عضواً في لجنة الخبراء المرافقة لمنسق كورونا في الحكومة. وإلى جانب عمله مديراً للمستشفى، يعمل محاضراً في كلية الطب في صفد التابعة لجامعة بار إيلان، ومحاضراً في كلية العلوم الاجتماعية والصحية وفي قسم الطب العسكري في الجامعة العبرية في القدس. ويحمل شهادة الماجستير في علم الأوبئة والصحة العامة من الجامعة العبرية، وخرّيج كلية الأمن القومي. وهو متخصص في الصحة العامة والإدارة العامة. وقد خدم زرقا في الجيش الإسرائيلي برتبة عقيد. شغل زرقا منصب قائد مركز الخدمات الطبية في الجيش الإسرائيلي، وكان قد أقام وأشرف على مستشفى عسكري ميداني في الجولان السوري المحتل عند نشوب الحرب في سوريا، واستقبال إسرائيل بضعة ألوف من الجرحى من مؤيدي النظام والمعارضة.
وقال الوزير هوروفيتس إن «الأسابيع الأخيرة أوضحت لنا جيّداً أن أزمة كورونا سترافقنا لمدة طويلة. وما يقوم به طاقم مكافحة كورونا هو أمر ضروري للمحافظة على الصحة العامة. ولا يساورني أدنى شكّ بأن الخبرة والمهنية التي يتمتع بهما البروفسور زرقا ستكونان خير مساهمة لنا جميعاً في وزارة الصحة والدولة. نحن ومدير عام وزارة الصحة، البروفسور أش، والجهات المختصة، سوف نستمر في قيادة سياسة مهنية، مدروسة ومركّزة نضع خلالها المصلحة العامة وصحة كل فرد في الدولة نصب أعيننا».
من جهته، قال زرقا: «سأعمل من خلال التعاون التام مع الخبراء وأصحاب المناصب السياسية. فأزمة كورونا ليست أمراً طبياً فحسب، وهذا موضوع معقد يتعلق بالأمن القومي لدولة إسرائيل. علينا أن نأخذ بالحسبان الاعتبارات والتداعيات كافة خلال التعامل مع الفيروس».
يذكر أن إسرائيل تمر بموجة ثالثة لانتشار كورونا بطفراتها الجديدة. وقد أقدمت على خطوات تعيد كثيراً من إجراءات الوقاية التي تحررت منها في الشهور الماضية. وأفادت معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية، أمس (الخميس)، بتسجيل 765 إصابة جديدة بفيروس كورونا، بعد إجراء 56075 فحصاً. وهذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي تسجل فيه أكثر من 750 إصابة «كورونا». ووفقاً للمعطيات، فإن هناك 5372 مريضاً مؤكداً بالفيروس. ويرقد في المستشفيات 54 مريضاً في حالة خطيرة، يخضع 16 مريضاً بينهم لأجهزة تنفس اصطناعي. وقد توفي 3 مرضى في الـ24 ساعة الأخيرة، لتبلغ حصيلة الوفيات 6443 منذ بداية الجائحة. وعلى خلفية هذا التقرير، قال رئيس الوزراء بنيت: «إننا في ذروة وباء عالمي لطفرة دلتا، وقريباً سيكون العالم كله أحمر».


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».