تنديد حقوقي بتعرّض مهاجرين لـ«انتهاكات مروّعة» في ليبيا

TT
20

تنديد حقوقي بتعرّض مهاجرين لـ«انتهاكات مروّعة» في ليبيا

كشفت تقرير حقوقي، أمس، النقاب عن تعرض عدد من المهاجرات المحتجزات في معسكرات الاعتقال الليبية للعنف الجنسي المروع على أيدي الحراس، وإجبارهن على ممارسة الجنس، مقابل الحصول على المياه النظيفة والطعام.
ويشير التقرير، الذي ركز على المهاجرين الذين تم اعتراضهم في البحر الأبيض المتوسط ونُقلوا إلى ليبيا ما بين عامي 2020 و2021، إلى تدهور الأوضاع في المعسكرات، على الرغم من وضعها في الآونة الأخيرة تحت سيطرة وزارة الداخلية الليبية.
ونقلت منظمة العفو الدولية عن بعض النساء الحوامل داخل المعسكرات، أن الحراس دأبوا على اغتصابهن، بينما قال الرجال، إنهم أُجبروا على ارتداء الملابس الداخلية فقط في محاولة لإذلالهم. في حين وصف آخرون، بينهم صبية، تعرضهم للتحرش والدفع وإساءة المعاملة.
وفي تقرير بعنوان «لن يبحث عنك أحد: المعادون قسراً من البحر إلى الاحتجاز التعسّفي في ليبيا»، قالت المنظمة الحقوقية، إنّها جمعت أدلّة «تسلّط الضوء على العواقب الرهيبة لتعاون أوروبا المستمرّ مع ليبيا بشأن مراقبة الهجرة والحدود». وأوضحت، أنّه «منذ أواخر 2020، شرّع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، وهو إدارة تابعة لوزارة الداخلية، الانتهاكات من خلال دمج مركزي احتجاز جديدين في بنيته، حيث اختفى المئات من اللاجئين والمهاجرين قسراً في السنوات السابقة على أيدي الميليشيات».
وشدّد التقرير على أنّ «الانتهاكات المرتكبة طوال عقد من الزمن بحقّ اللاجئين والمهاجرين استمرّت بلا انقطاع في مراكز الاحتجاز الليبية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 202، رغم الوعود المتكررة بمعالجتها».
وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنّ «هذا التقرير المروّع يلقي ضوءاً جديداً على معاناة الأشخاص، الذين اعتُرض سبيلهم في البحر وأُعيدوا إلى ليبيا، حيث يتم اقتيادهم فوراً إلى الاحتجاز التعسفي، ويتعرّضون على نحو ممنهج للتعذيب، والعنف الجنسي، والعمالة القسرية، وغيرها من أشكال الاستغلال، مع الإفلات التامّ للجناة من العقاب».


مقالات ذات صلة

أكثر من 180 مفقوداً في انقلاب قاربين للمهاجرين قبالة اليمن

العالم العربي قارب مهاجرين قبالة سواحل اليمن (أرشيفية-بي بي سي)

أكثر من 180 مفقوداً في انقلاب قاربين للمهاجرين قبالة اليمن

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 180 مهاجراً فُقدوا ويُخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم، بعد انقلاب قاربين في أجواء بحرية مضطربة قبالة سواحل اليمن، الخميس.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
آسيا القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين والعودة في حركة «طالبان» مولوي عبد الكبير (أقصى اليمين) يلتقي السفير الإيراني علي رضا بكدلي (الثالث من اليسار)... (الصورة صادرة عن وزارة شؤون اللاجئين والعودة في حركة «طالبان» الأفغانية على موقع «إكس»)

«طالبان» تحث باكستان وإيران على التمهل في إعادة الأفغان

دعت حركة «طالبان» الأفغانية، الخميس، جارتيها باكستان وإيران إلى التحلي بالصبر تجاه اللاجئين الأفغان، واتباع إجراءات منظمة لعودتهم.

«الشرق الأوسط» (بيشاور - إسلام آباد )
شمال افريقيا مهاجرون أفارقة بالعاصمة الموريتانية (أ.ب)

موريتانيا تشن حملة اعتقالات واسعة لترحيل المهاجرين السريين

تشن السلطات الأمنية الموريتانية حملة اعتقالات واسعة، تستهدف المهاجرين الأفارقة غير النظاميين.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
شمال افريقيا أكثر من 30 مهاجراً بينهم طفلان عالقون منذ ثلاثة أيام على منصة نفط قبالة سواحل تونس (رويترز)

منظمة: أكثر من 30 مهاجراً عالقون على منصة نفط قبالة سواحل تونس

قالت منظمة «سي ووتش» الخيرية، اليوم الاثنين، إن أكثر من 30 مهاجراً بينهم طفلان عالقون منذ ثلاثة أيام على منصة نفط قبالة سواحل تونس وفي حاجة ماسة إلى المساعدة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
الولايات المتحدة​ موقع المخيم الجديد الذي تخطط إدارة ترمب لإيواء آلاف المهاجرين غير النظاميين فيه بالقاعدة البحرية الأميركية بخليج غوانتانامو في كوبا (نيويورك تايمز)

ماذا نعرف عن المهمة السرية لنقل المهاجرين إلى خليج غوانتانامو

لم تقدم إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلا معلومات قليلة عن الفنزويليين الذين نُقلوا من تكساس إلى «غوانتانامو» بالقاعدة العسكرية الأميركية هناك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.