«البنت القوية» تعيد وائل كفوري إلى المزاج الفَرِح: التجديد ليس جُرماً

{كليب} صيفي تغيب عنه المرأة

الفنان اللبناني وائل كفوري
الفنان اللبناني وائل كفوري
TT

«البنت القوية» تعيد وائل كفوري إلى المزاج الفَرِح: التجديد ليس جُرماً

الفنان اللبناني وائل كفوري
الفنان اللبناني وائل كفوري

التجديد خطير، محفوف بانقسام الرأي. نوعٌ يوافق ونوعٌ يعارض، وثالث يتقلّب بين الضدّين محتاراً في أمره. والتجديد يشترط الجرأة، وإلا انتفى من أصله. له قاعدة مهمة: الاستعداد لمواجهة أصوات تقارن الماضي الراسخ بصفته «التاريخ العريق»، بالحاضر المُستجد بصفته نقيضه. ذلك كله مع موجة ترحُّم وتحسُّر يقودها رافضون، مقابل سيل مديح بقيادة معجبين. أغنية وائل كفوري الجديدة، «البنت القوية»، تحيل على التساؤل: هل الفنان نمط واحد؟ هل التغيير جرم؟ لماذا تحظى القوالب الجاهزة بالتأييد ويُلاحق الاختلاف بتهمة تراجع المستوى؟
شاق التقبُّل أحياناً، فالأعماق البشرية تميل نحو المألوف، مفضّلة الاسترخاء على الرمال، لا مقارعة اندفاع الموج نحو الصخر. يقدّم الشاعر والملحن سليم عساف لوائل كفوري أغنية بسيطة، فرِحة، سريعة الحفظ. يكتب كلماتها ويلحّنها (توزيع عمر صباغ)، كأنّها انسكاب الماء المنعش بعد الاستلقاء تحت شمس تموز (يوليو). نوعها لا يُحمّل أكبر من حجمه. ومن المبالغة حشرها في الزاوية عقاباً لها على بساطتها. «فريش» و«كوول»؛ ومهلاً أيها الصيف، لا بأس بأن تكون «Hit» بصوت الملك، فتُفرح الهاربين من الحريق.
لكنّ تقبُّل جديد وائل كفوري، «الإيجابي» تحديداً، لا يفصله كثيرون عن تردّدات «سلوكه» الشخصي، وما يتسرّب منه ويطال سمعته. يمتصّ الغناء الكئيب بعضَ ما يعجز الغناء «السعيد» عن امتصاصه، حين يتعلق الأمر بفنان تطارده أخبار بيته. فالأغنية المرِحة، تُفتّح العيون عليه وتصوّب نحوه أسهماً مغطّسة بالسم. تنال «البنت القوية» لدغات، لا بسبب الغناء نفسه، بل لأنّ المغنّي مسكونٌ بالأقاويل. يصعب للبعض التغاضي عن تسريبات زوجته السابقة، فيستعيدها في كل مفترق. لا تنجو أغنيته الجديدة من أصابع توجّه اللوم إليه كـ«رجل يعيش حياته»، استباقاً لعتب قد يلحق بساطتها و«خفّتها». تبقى الحقائق داخل المنازل، والقصة الواحدة لها مُخبّران، صدف هنا أنّ أحدهما صامت والآخر على عكسه.
يجتمع أصدقاء ومقرّبون في مزرعة كفوري بزحلة (البقاع اللبناني)، فيولد فيديو كليب مليء بروح الصيف. يَبيضُّ بعض الشَعر، و«الشيبة هيبة»، تكثّف وسامة الشخصية، فيُلحِقها باللباس الأبيض والكنبة البيضاء، كشيء من توق النفس إلى الهدوء. يغنّي «البنت القوية» في غياب أنثوي تام. جمعة «رجالية» بصحبة الكلب، رمز الوفاء، وكفوري يعترف: «إذا إنتِ فليتي، يعني انخرب بيتي، شو بعمل بحالي، مش معروف».
تتمنّى المرأة رجلاً يدلي أمامها بـ«اعترافات خطيرة»، ولو وردت على إيقاعات أغنية «سهلة». كأن يقول: «هالبنت القوية شو غيّرت فيي». وثمة من يعلّق: «تجعلنا الأغنية نشتهي الحب!». يُرقّص شابٌ حبّة أناناس ويرفعها عالياً، أمام كفوري المُتأمِّل أصناف الفاكهة، قبل ذوبانها في أكواب، واستعدادها لتخفيف الحرّ. ما هو الصيف؟ للبعض نعيم، ولآخرين هو الجحيم. هنا نداء الحياة، غنِّ وافرح وانتعش. عش أيامك «خارج المألوف». دع الأغنية تحملك إليها، كما تحمل نسمة لحظة برودة حين تلفح وجه مُتعرِّق.
تتجلّى الـ«Summer Vibes» في الأجواء؛ إنّه الصيف يا سادة، فرحِّبوا بطعم البطيخ وخليط النكهات. جزر وخيار وكفوري يحضّرها للشباب، مع مكعّبات ثلج لطيب الطعم. يأتيكم فنان ينقلكم من مزاج إلى مزاج. هذا كل شيء. تشعر برغبة في أن تمضي بدورك أوقاتاً رائعة. وتخرج لبرهة من بين الأنياب، فتغنّي من دون اكتراث للإحباط، كأنك سعيد حقاً، والحياة أيضاً وُجدت من أجلك.
أين المرأة المنشودة في الأغنية؟ أي جدل مقصود من كليب للرجال فقط؟ يغيب اسم المخرج، وكفوري ملك الجوّ، يغنّي لـ«ضيوفه»، يقدّم المشروب البارد لهم، وفي النهاية يلتقطون معه الصور. الحبيبة القوية غائبة. أو متوارية في الخيال والرغبات. يناديها الحبيب المُبتسم، ويستدعي من أجلها الشمس والطبيعة والهواء وحوض السباحة. ثم يرقص رقصة المنتصر في الحب. غنج ودلع و«سِلفي» وكفوري بالأبيض خلفي.
يأتي ذلك بعد أغنية «كلنا مننجر»، المنتشرة بجنون بين الناس. وقد يُقال إنه أثقل على الأمزجة بالكآبة، وأغرق جمهوره بالآهات. منذ مدة وهو أسير الأحزان، يفلش عذاباته في أغنياته ويتجهّم. الآن، يطل بسعادة مَن يتحلّى بجناحين فيستريح على غيمة. في الحالتين، صوته جبار. في الأنين والحنين؛ في الفرح والمرح. يقتحم الـ«ترند» بفعل الصوت القادر على حسم جولات. بالموّال والطبقات العالية؛ بالسلاسة وطعم الفراولة.
يعيد سليم عساف في الكتابة واللحن، وائل كفوري إلى دور الفنان في الترفيه والتخفيف. الحياة ليست دائماً دروساً صعبة تحاول تفسير تعقيداتها. الأمور أحياناً بسيطة، لا تتطلّب أكثر من «خلطة». شيء من هذا وشيء من ذاك، فتكتمل المحاولة. ليس صحيحاً أنّ الفصول لا تُنجب أغنيات. إنّها تفعل. «البنت القوية» ابنة الصيف، من أوّلها إلى آخرها. بفيديو كليب أو من دونه. بطيخها الأحمر شهي، يُبلل الأفواه العطشى؛ وجزرها جاهز للعصر، يمنح الأبدان لون الذهب إن تعرّضت لتوهّج الشمس.
أكثر من مليون مشاهدة على «يوتيوب» بأقل من 24 ساعة على إطلاقها. الناس بحاجة إلى الفرح، هو أيضاً مفقود في لبنان. كالفاكهة في الكليب وقد باتت أضغاث أحلام.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.