دانييلا رحمة تتفوق على مايا نعمة وتفوز بكأس «رقص النجوم»

تصويت المشاهدين حسم النتيجة.. وإليسا تحيي السهرة

دانييلا رحمة
دانييلا رحمة
TT

دانييلا رحمة تتفوق على مايا نعمة وتفوز بكأس «رقص النجوم»

دانييلا رحمة
دانييلا رحمة

تابع اللبنانيون بشغف حلقة النهائيات من برنامج «رقص النجوم» الذي أسفر عن فوز دانييلا رحمة على مايا نعمة. وجاء تصويت المشاهدين ليحسم النتيجة لصالح ملكة جمال المغتربين السابقة التي حصلت على 64 في المائة مقابل 36 في المائة لمنافستها النجمة السابقة لبرنامج «ستار أكاديمي».
وكانت حدة المنافسة قد بلغت ذروتها في الموسم الثاني من البرنامج الذي حصد أعلى نسبة مشاهدة على قناة «إم تي في»، التي أخذت على عاتقها تقديم البرنامج بنسخته العربية للسنة الثانية على التوالي.
ثلاثة أشهر مرت على بداية مشوار الـ14 مشتركا من المشاهير في هذا البرنامج، إلا أن التكهنات والتسميات للفائز باللقب بقيت حتى اللحظات الأخيرة منه ضبابية وغير واضحة إلى حين إعلان النتيجة مباشرة على الهواء لصالح دانييلا رحمة.
وكان من المفروض أن تدخل الممثلة كارول الحاج في حمى المنافسة على اللقب، إذ كانت النجمة الثالثة التي وصلت إلى التصفيات النهائية، إلا أن كسرا أصاب أحد ضلوع قفصها الصدري حال دون ذلك، مما دفعها للاعتذار عن المشاركة في الحلقة الأخيرة من «رقص النجوم». وجرى عرض تقرير مصور عن الإصابة التي طالتها، فأظهر صور الأشعة التي تؤكد ذلك، وتضمن أيضا تشخيص حالتها الصحية من قبل أحد الأطباء المختصين.
وكانت الفنانة إليسا قد أحيت سهرة حلقة النهائيات للبرنامج التي استهلتها بأغنية «أسعد واحدة»، ومن ثم ختمتها بثانية بعنوان «بعيونك». وفي الأغنيتين، شاركت إليسا في أجواء البرنامج، فتمايلت بخصرها تارة وقامت بخطوات راقصة تارة أخرى، ضمن لوحتين استعراضيتين، شارك فيهما محترفو الرقص في البرنامج المذكور.
ومن ثم، قدمت كل من المتنافستين على كأس البرنامج ثلاث رقصات مختلفة، فكانت بمثابة الامتحان الأخير الذي خضعتا له أمام أعضاء لجنة الحكم والمشاهدين معا.
وحرص القائمون على البرنامج على عرض نسب تصويت المشاهدين للمتنافستين طيلة المراحل الثلاث التي مرت بها، فكانت أحيانا تظهر تقدم دانييلا رحمة أمام منافستها مايا نعمة وأحيانا أخرى العكس، إلى حين توقفهم عن عرضها قبيل انتهاء البرنامج بنحو نصف الساعة والتي جاءت لترجح كفة الفوز للأولى، إذ حصلت فيها على 57 في المائة مقابل 42 في المائة للثانية.
الظهور الأول للمشتركتين ارتكز، وكما تتطلب شروط اللعبة تقديم لوحة راقصة من اختيارهما، كان سبق أن قدمتاها خلال الأربع عشرة حلقة الماضية. فاختارت مايا نعمة رقصة من نوع (جايف) لاقت إعجاب أعضاء لجنة الحكم المؤلفة من ربيع نحاس ودارين بينيت وميرا سماحة ومازن كيوان، بينما فضلت دانييلا رحمة إعادة تقديم لوحة راقصة لها تدخل في خانة (الرومبا)، فحصلت على تأييد أقل من اللجنة نفسها.
أما الإطلالة الثانية، فقد تطلبت منهما إعادة أداء رقصة أخرى، ولكن هذه المرة من اختيار لجنة الحكم. فقدمت مايا نعمة رقصة معروفة بالـ(كويك ستيب)، بينما اختير لدانييلا رحمة رقصة الـ(فالس).
أما الظهور الثالث والأخير لهما، فقد ختمتاه برقصة على إيقاع الـ(مامبو) بحيث ترك لهما حرية أدائها على طريقة الـ(فري ستايل)، فيسمح لهما باستخدام خطوات منوعة مستوحاة من أنواع رقص أخرى كالـ(تانغو) والـ(باسادوبلي) وغيرها.
وقبيل إعلان النتيجة، قدم مذيعا البرنامج كارلا حداد ووسام بريدي لوحة راقصة من الـ(فالس)، حازت إعجاب لجنة الحكم والحضور الذي صفق لهما حماسا.
واجتمع المشاهير الـ14 (ما عدا دانييلا ومايا) في تقديم لوحة راقصة وداعية، ذكرت المشاهد بوجوه أحبوها، إلا أن الحظ لم يحالفها لإكمال المشوار حتى النهاية، أمثال المغنين إلين خلف وإيوان وميكاييللا وبريجيت ياغي والممثلين جورج شلهوب وشادي مارون وغيرهم، بينما غابت جويل حاتم عن الحضور بعدما خرجت من البرنامج في حلقاته الأولى، فعدت أنها ظلمت.
وحرصت مايا نعمة على أن تظهر متماسكة وقوية إثر إعلان النتيجة لصالح منافستها دانييلا رحمة، رغم أنها كانت قد أصيبت بالانهيار والبكاء فور انتهائها من تقديم لوحتها الراقصة النهائية، فتمنت لها التوفيق والنجاح.
وتسلمت دانييلا رحمة كأس «رقص النجوم» من الفنانة نايا التي حازته في الموسم الماضي.
بعدها، شكرت دانييلا رحمة كل من دعمها وساهم في فوزها، مشيرة إلى أن البرنامج حببها في الرقص وإلى أنها ستمضي في ممارسة هذه الهواية في المستقبل.
وفور إعلان النتيجة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات عليها، فعدها البعض عادلة، كون دانييلا رحمة أظهرت براعة في الرقص رغم أنها غير متمرسة فيه كمنافستها مايا نعمة، المعروفة بأنها تملك مدرسة تعلم فيها الرقص وتجيد الـ(هيب هوب).
بينما رأت شريحة أخرى أن مايا نعمة، ورغم أن الحظ لم يحالفها فإنها ستبقى في عيونهم أفضل من رقص من المشاهير في البرنامج وفي موسميه الأول والثاني. وغرد زوجها وليد المسيح على صفحته الإلكترونية «فيس بوك» قائلا: «مع أنني كنت أعلم بالنتيجة منذ البداية فيا (إم تي في) أنت مطالبة اليوم بعرض تفاصيل عن التصويت وهذا من حق الناس الذين صوتوا لمايا، وإن كنت تغشين فأنت مجبرة على إعادة المال لأصحابه». وأضاف: «أنا صوت 4000 مرة هذا المساء؛ أي ما يعادل 4 آلاف دولار، لذا لا تقنعوني بالعكس»، وأنهى بالقول: «عيب (إم تي في)».
انتهى برنامج «رقص النجوم» في موسمه الثاني وتنفس اللبنانيون الصعداء، كون البرنامج تسبب لهم في أزمة خروج من المنزل مساء كل أحد من ناحية، كما تسبب من ناحية ثانية في إحداث حرب باردة بين قناة «إم تي في» التي تعرضه وقنوات محلية أخرى حرصت على أن تنافسها، فعرضت في التوقيت نفسه برنامجا أو مسلسلا ناجحا، راح ضحيته المشاهد الذي وجد صعوبة في متابعة هذا البرنامج أو ذاك بأقل أضرار ممكنة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».