تواجه الصيدليات الإيرانية أزمة أدوية، وعزا مسؤول صحي معني بإنتاج الأدوية المشكلة إلى «سوء الإدارة» وتدخلات من خارج القطاع، فيما كشف عضو في الغرفة التجارية أن المشكلة تكمن في خفض حصة مستوردي الأودية من العملة الأجنبية المدعومة بأسعار حكومية.
وقال رئيس نقابة الصيدليات العليا مهدي زارعي، لوكالة «إيسنا» الحكومية، أمس، إن إيران تواجه نقصاً في بعض الأدوية بسبب غياب «الإدارة الصحيحة»، مشيراً إلى أن التدخلات في توزيع وإنتاج واستيراد الأدوية يفاقم مشكلة النقص.
ولفت المسؤول الإيراني إلى أن حجم نقص الأودية يشمل المرضى العاديين. وقال «نواجه ندرة في سوق أدوية حتى بالنسبة لمرضى العيادات الخارجية»، مضيفاً أن «عدم توفر الأدوية في الوقت المناسب يسبب مشكلات للمرضى».
وعزا المسؤول الإيراني المشكلة إلى سوء الإدارة وتدخلات خارجة عن منظمة الغذاء والأودية الإيرانية في مراحل إنتاج وتوزيع واستيراد الأدوية، رغم تأكيده على وجود الأرضية المناسبة للإنتاج وتوزيع الأدوية في البلاد.
وفضلاً عن شركات تابعة لمنظمة الغذاء والأدوية الإيرانية، تنشط هيئات كبيرة تابعة للمرشد الإيراني علي خامنئي، في إنتاج الأدوية، إضافة إلى نشاط شركات تابعة لـ«الحرس الثوري».
ودعا زارعي الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي والبرلمان الإيراني إلى تشريع قوانين ووضع سياسات خاصة تساعد في تعزيز دور منظمة الغذاء والأدوية. وأوصى كذلك بمنع مديري المنظمة من تولي مسؤوليات في مجال صناعة الأدوية لأربع سنوات بعد ترك مناصبهم في المنظمة، وذلك للحيلولة «دون تضارب المصالح».
أما رئيس نقابة مستوردي الأدوية، ناصر رياحي، فقد كشف عن تعقيد ظروف إنتاج الأدوية وتوفير ما تحتاجه البلاد من أدوية، بسبب خفض حصة الدولار المدعوم من الحكومة خلال العام الحالي.
وقال رياحي لوكالة «إيسنا» الحكومية، إن الحكومة خفضت حصة الدولار الذي يبلغ سعر 4200 تومان، بينما تراوح سعره منذ بداية هذا العام بين 21000 إلى 25000 تومان منذ بداية العام الإيراني الذي بدأ بعيد النوروز في 20 من مارس (آذار).
وقال رياحي، «من نوروز هذا العام وحتى قبل ذلك بأسابيع اقتربت حصة العملة المخصصة لاستيراد الأدوية أو المواد الخام لإنتاج الأدوية، من الصفر»، موضحاً في الوقت نفسه أن استيراد الأدوية والمواد الخام خلال هذه الفترة جاء بناء على التزام المستوردين للشركات الأجنبية بتسوية الحسابات في المستقبل. وتابع: «عملية تخصيص العملة صعبة للغاية لدرجة أن هذه الأدوية المواد الخام كانت مقيدة».
وحذر المسؤول الإيراني من أن مخزون بعض المواد «بلغ مستوى الخطر». وأشار إلى حاجة إيران لاستيراد بعض المواد الخام من الصين والهند، وقال «للأسف لدينا مشكلة في توفير العمل، بسبب عدم بيع النفط أو عدم تسديد العقود ذات الصلة».
وتعد الأدوية من المجالات التي تثير اهتمام تجار الأسواق السوداء في طهران. وينتقد المراقبون الصحيون نظام توزيع الأدوية في البلاد، ونشاط شركات موازية لشركات وزارة الصحة. وخلال الشهور الماضية، أثارت تقارير عن بيع لقاح وأدوية خاصة بجائحة «كورونا» جدلاً واسعاً في الصحف الإيرانية. وتناقلت مواقع إيرانية تقارير عن توفر لقاح «فايزر».
وطالما انتقدت إيران العقوبات الأميركية بسبب نقص الأدوية في أعقاب فرض عقوبات مالية ومنعها من التحويلات المالية، رغم أن واشنطن نفت منع إيران من الوصول إلى سوق الأودية، وسمحت بفتح قناة سويسرية للسلع الإنسانية.
أزمة أدوية في إيران بسبب «سوء الإدارة» و«نقص الدولار»
أزمة أدوية في إيران بسبب «سوء الإدارة» و«نقص الدولار»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة