نتنياهو يغادر مقر رئيس الوزراء مع تراجع قوته في حزبه

الإسرائيليون اعتبروا المكان رمزاً للفساد السلطوي

احتجاجات إسرائيلية ضد نتنياهو قرب مقر إقامته الرسمية الشهر الماضي (رويترز)
احتجاجات إسرائيلية ضد نتنياهو قرب مقر إقامته الرسمية الشهر الماضي (رويترز)
TT

نتنياهو يغادر مقر رئيس الوزراء مع تراجع قوته في حزبه

احتجاجات إسرائيلية ضد نتنياهو قرب مقر إقامته الرسمية الشهر الماضي (رويترز)
احتجاجات إسرائيلية ضد نتنياهو قرب مقر إقامته الرسمية الشهر الماضي (رويترز)

غادر رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، مقر رؤساء حكومة إسرائيل، فجر أمس الأحد، بعد حوالي السنتين من الصراع السياسي للبقاء فيه بأي ثمن. ومع مشاهدة الشاحنات وهي تنقل أثاثه وأغراضه، بدأ يظهر التصدع داخل حزبه والتراجع في مكانته. وتحدثت أوساط في قيادة الحزب عن ضرورة أن يترك الحزب ويتيح لقيادات جديدة أن تصحح أوضاعه وتعيده إلى السلطة.
وكان نتنياهو قد حاول المماطلة في مغادرة مقر الرؤساء، خوفا من هذه الأجواء السلبية ضده. وقد تفاوض مع رئيس الوزراء المنتخب، نفتالي بنيت، على موعد المغادرة واتفقا على تأجيله شهرا كاملا، مع العلم بأن رؤساء الحكومات يغادرون بعد أسبوع لا أكثر. وتحدد الموعد في العاشر من الشهر الجاري، غير أن نتنياهو بقي في المقر حتى الدقيقة الأخيرة من هذا الموعد، ولم يغادر إلا بعد انتصاف الليل. وتم شحن آخر حاجيات نتنياهو وعائلته، ظهر أمس الأحد.
ويعتبر هذا المسكن المحصن رمزا للحكم بشكل عام، لكنه في زمن نتنياهو تحول إلى رمز للفساد السلطوي، وفي السنتين الأخيرتين تظاهر قبالته وفي الشوارع المحيطة به آلاف الأشخاص أسبوعيا من المعارضين لحكمه. واعتبر الإسرائيليون هذا المقر رمزا للفساد السلطوي، منذ حكم أرئيل شارون، الذي اتهم بقضايا فساد ولم يحاكم عليها شخصيا، وحوكم بدلا منه نجله عومري شارون، ثم رئيس الوزراء إيهود أولمرت، الذي أدين بتهمة الفساد وأمضى في السجن 22 شهرا. ثم جاء نتنياهو، الذي يحاكم بثلاث تهم فساد خطيرة، هي تلقي الرشى والاحتيال وخيانة الأمانة.
ومن المقرر أن يباشر المقاولون، هذا الأسبوع، أعمال ترميم جذرية في المقر، بعضها لغرض الترتيب والتجديد والتجميل وبعضها لأغراض أمنية فرضها جهاز الأمن العام (الشاباك)، لتعزيز سبل الحماية. وقدرت تكاليف هذه الأعمال بحوالي 8 ملايين دولار. وأوضح ناطق بلسان المخابرات بأن هذه الترميمات مقررة منذ أكثر من سنة، لكنها لم تخرج إلى حيز التنفيذ لأن نتنياهو لم يسمح بها، واشترط أولا أن تجري ترميمات في الفيللا الخاصة التي يمتلكها في مدينة قيسارية الساحلية في الشمال. من جهته، قرر رئيس الوزراء الحالي، نفتالي بنيت، أن يبقى وعائلته في بيتهم الأصلي في مدينة رعنانا، التي تقع شمالي شرقي تل أبيب. وأن يستخدم المقر فقط للقاء مسؤولين كبار والتواجد فيه خلال مناسبات رسمية، ولا ينام فيه سوى في الليالي التي يكون عليه فيها ضغط عمل، مرة أو مرتين في الأسبوع.
يذكر أن خروج نتنياهو من مقر رئاسة الحكومة يعتبر في حزب الليكود موعدا مفصليا. فقد بدأ الأعضاء يستوعبون بأنهم خسروا الحكم فعلا وأن قائدهم لم يعد رئيسا للحكومة، بل بات يشكل عائقا أمام عودة الحزب إلى الحكم. وباشر بعض القادة الموالين له يتململون ويشكون من أنه بات عبئا على الحزب. ونشرت صحيفة «معريب»، أمس، نتائج استطلاع حول شعبية قادة حزب الليكود، فتبين أن شعبية نتنياهو تتراجع، إذ حصل على تأييد 11 في المائة فقط من المستطلعة آراؤهم. وجاء في المرتبة الثانية وراءه، نير بركات، الذي حصل على 9 في المائة. وحصل كبار الوزراء الذين كانوا مقربين من نتنياهو على أصوات قليلة جدا، مثل ميري ريجف 4 في المائة ويوفال شتاينتس 3 في المائة، ويسرائيل كاتس وتساحي هنغبي وأوفير أكونيس على 2 في المائة لكل منهم.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.