هرتسوغ يبشر بعودة العلاقات مع الأردن إلى سابق عهدها

صورة التقطت في مارس 2018 تظهر امتداد قناة الملك عبد الله بالقرب من بلدة الشونة الشمالية الحدودية الأردنية (إ ف ب)
صورة التقطت في مارس 2018 تظهر امتداد قناة الملك عبد الله بالقرب من بلدة الشونة الشمالية الحدودية الأردنية (إ ف ب)
TT

هرتسوغ يبشر بعودة العلاقات مع الأردن إلى سابق عهدها

صورة التقطت في مارس 2018 تظهر امتداد قناة الملك عبد الله بالقرب من بلدة الشونة الشمالية الحدودية الأردنية (إ ف ب)
صورة التقطت في مارس 2018 تظهر امتداد قناة الملك عبد الله بالقرب من بلدة الشونة الشمالية الحدودية الأردنية (إ ف ب)

في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الإسرائيلي، يتسحاك هرتسوغ، عن عودة العلاقات الإسرائيلية الأردنية إلى سابق عهدها، «علاقات تعاون وتنسيق استراتيجي حميمة»، خرج أحد قادة حزب الليكود اليميني المعارض، جلعاد شارون، بهجوم على الحكومة لتوقيعها اتفاقا لتزويد الأردن بـ50 مليون متر مكعب إضافية من المياه.
وكان هرتسوغ قد تحدث إلى العاهل الأردني، الليلة الماضية، هنأه خلالها الملك عبد الله الثاني، بتسلمه منصب الرئاسة. وحسب مصدر مقرب منه، فإن المكالمة بينهما كانت ودية وإيجابية للغاية، وأن الملك عبد الله أبلغه بأن العلاقات عادت بين البلدين إلى سابق عهدها، إذ أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، نية صريحة بتحسين العلاقات التي تدهورت في زمن سلفه بنيامين نتنياهو. وأن هرتسوغ قال بالمقابل، إنه سيسعى لتعميق وتعزيز هذه العلاقات وتطعيمها بتطوير عدة مجالات تعاون في فروع اقتصادية وسياحية عدة، بما يعود بالفائدة على شعبي البلدين وشعوب المنطقة بأسرها.
وكانت وكالة الأنباء الأردنية، قد أفادت بأن الملك عبد الله أكد للرئيس الجديد هرتسوغ ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل الدولتين، قائلا إن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المكالمة جاءت بعد تطورين مهمين في العلاقات بين المملكة والحكومة الجديدة. فقد تم الكشف، في نهاية الأسبوع، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيت زار عمان قبل أسبوعين، واجتمع مع الملك الأردني، واتفقا على أن تستجيب إسرائيل لطلب الأردن بزيادة كميات المياه التي تزودها بـ50 مليون متر مكعب إضافية. وكان هذا أول لقاء بين الملك ورئيس وزراء إسرائيلي منذ خمس سنوات. وبحسب مراقبين فإن اللقاء كان بمثابة شرارة لعودة المياه إلى مجاريها بين البلدين، واستئناف الحوار بعد فترة اتسمت بالتوتر الشديد بلغ حد القطيعة بين الملك عبد الله ونتنياهو. وبحسب مقرب من بنيت فإنه بادر إلى تبليغ الملك بنفسه، عن استعداده للمصادقة على الصفقة التي تنص على زيادة حصة توزيع المياه للأردن. ولإبداء الجدية في هذه النوايا، تم التوقيع على اتفاق رسمي بهذا الشأن خلال لقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، في الأسبوع الماضي. وبموجب الاتفاق، تتم زيادة التصدير من الأردن إلى الضفة الغربية إلى حوالي 700 مليون دولار في السنة بدل من حوالي 160 مليون دولار في السنة، منها 470 مليون دولار بموجب معايير التجارة الفلسطينية والباقي يتماشى مع التجارة الإسرائيلية. وفيما يتعلق بموضوع المياه، اتفقا على أن تبيع إسرائيل للأردن 50 مليون متر مكعب إضافية من المياه، على أن تستكمل الفرق المهنية التفاصيل النهائية في الأيام المقبلة.
ورد اليمين المعارض في تل أبيب على هذه الأنباء بغضب مكشوف. وتولى جلعاد شارون، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، زمام قيادة الحملة ضد اتفاق المياه هذا. فقد صرح، أمس الأحد، بأن «هذا اتفاق أهبل، لأنه يمنح المياه مجانا». وتجاهل شارون حقيقة أن الأردن سيدفع 40 سنتا أميركيا لقاء كل متر مكعب من المياه، أي أربعة أضعاف الثمن الذي يدفعه في المعتاد.
لكنه قال: «في الشرق الأوسط لا توجد وجبات مجانية. وكان يجب على بنيت أن يطلب بالمقابل استعادة الأراضي التي أخذها الأردن بموجب اتفاقية السلام بين البلدين، أو أن يطلب من الأردن وقف انتقاداته وعدائه للحكومة الإسرائيلية على سياستها إزاء الفلسطينيين في المحافل الدولية». وتابع القول: «بنيت يبيع مياهنا لكي يحظى بلقاء في القصر الملكي يعزز به مكانته الدولية ومركزه في الحكم».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.