جيوفاني سيميوني: نجاح مسيرتي الكروية بسبب قدراتي وليس لأنني نجل دييغو

نجم كالياري يتحدث عن رغبته في اللعب تحت قيادة والده بأتلتيكو مدريد وحلمه في اللعب بدوري الأبطال

TT

جيوفاني سيميوني: نجاح مسيرتي الكروية بسبب قدراتي وليس لأنني نجل دييغو

من بين جميع لاعبي كرة القدم الذين كانوا يتابعون الخطط التي كانت تسعى لإقامة بطولة دوري السوبر الأوروبي على حساب بطولة دوري أبطال أوروبا، ربما كان النجم الأرجنتيني الشاب جيوفاني سيميوني هو اللاعب الذي يولي أكبر قدر من الاهتمام بهذا الأمر، متسائلاً عما إذا كان ذلك يعني نهاية الحلم الذي يدفعه دائماً إلى الأمام، أم لا. لم يلعب سيميوني أي مباراة في دوري أبطال أوروبا حتى الآن، لكن الهدف الأساسي الذي يسعى لتحقيقه هو المشاركة في هذه البطولة الأقوى بالقارة العجوز.
يقول المهاجم الشاب لنادي كالياري الإيطالي: «كنت في الثالثة عشرة من عمري عندما رسمت أول وشم على جسدي. كان من المفترض أن يكون عمرك 18 عاماً حتى تقوم بذلك، لكنني كنت معجباً للغاية بدوري أبطال أوروبا لدرجة أنني رسمت شعار تلك البطولة على جسدي وعمري 13 عاماً. وسألتني والدتي عن السبب وراء ذلك، فقلت لها إنني فعلت ذلك لأنني عندما سألعب في دوري أبطال أوروبا وأحرز فيها أول أهدافي سوف أميل بشفتي على هذا الوشم وأقبله. لقد كنت في الثالثة عشرة من عمري، لكنني كنت أحلم دائماً باللعب في أوروبا».
وبالنسبة لجميع لاعبي كرة القدم الشباب في الأرجنتين، فإن هذه الرغبة ليست غريبة على الإطلاق. وخلال هذه المقابلة الصحافية التي امتدت لـ90 دقيقة مع سيميوني، تشعر بأنه مختلف كثيراً عن باقي اللاعبين، ليس في كرة القدم فحسب، ولكن في كثير من الأشياء الأخرى، فهو يفهم الكثير في علم التنجيم والتاريخ والهندسة المعمارية والتأمل، وغير ذلك. وعلاوة على ذلك، فإنه يثق كثيراً في قدراته.
يقول سيميوني: «لا يكفي أن تعرف الكثير عن كرة القدم وتجهل باقي الأمور، فهذا الأمر لن يجعلك تذهب بعيداً». ومع ذلك فإن كرة القدم هي حياته أيضاً، ويقول عن ذلك: «أول شيء أتذكره وأنا طفل صغير هو وجودي على أرض الملعب، وتعرضي للضرب بالكوع في وجهي وسقوط إحدى أسناني، وكانت هذه أول سن أفقدها. كنت في الخامسة من عمري تقريباً. كنت مستلقياً على الأرض وركض أبي وأمي يبحثان عن السن». ويضيف وهو يبتسم ابتسامة عريضة: «لقد وجدوها في نهاية المطاف!».
وكان الأب الذي يركض بحثاً عن هذه السن هو النجم الأرجنتيني الكبير دييغو سيميوني الملقب بـ«تشولو». وكانت هذه المباراة في إيطاليا، حيث كان سيميوني الأب يلعب مع نادي لاتسيو، لكن في غضون عامين انتقلت العائلة مرة أخرى وعادت إلى إسبانيا في الولاية الثانية لسيميوني مع أتلتيكو مدريد، ولم يكن ملعب التدريب يبعد سوى 100 متر عن الملاعب الترابية التي كان يلعب عليها جيوفاني سيميوني مع نادي «رايو ماخاداهوندا» الإسباني.
يقول جيوفاني: «ما زلت أحتفظ بصورة هذا الفريق في بوينس آيرس. كنت أريد أن ألعب في خط الوسط مثل والدي، لكنه رفض وطلب مني أن ألعب في المقدمة؛ أسدد الكرة بكل قوة. كان حراس المرمى صغاراً وكان المرمى واسعاً، وكان يصرخ فيّ دائماً ويقول: سدد، سدد!»، ويضيف: «عدنا إلى الأرجنتين، لكنني كنت أفكر دائماً في العودة إلى أوروبا. لقد ولدت في بوينس آيرس، لكنني كنت أشعر كأنني أوروبي. ومع مرور الوقت، أدركت أن الأرجنتين هي وطني، لكنني كنت أشعر في داخلي بأن أوروبا قريبة للغاية من قلبي. الأمر لا يتعلق فقط بكرة القدم، لكن الحياة التي عشتها هناك جعلتني أوروبياً وأميركياً جنوبياً معاً».
وينتمي جيوفاني لأسرة كروية تماماً، فشقيقه الأصغر، جوليانو، يلعب في فريق الرديف لنادي أتلتيكو مدريد، في حين يلعب شقيقه الآخر، جيانلوكا، في نادي إيبيزا الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة. يتذكر جيوفاني أنه عندما كان صغيراً كان يرى كثيراً من قطع الورق الصغيرة المبعثرة في جميع أنحاء المنزل التي كُتبت عليها ملاحظات تكتيكية. ويمكنه أن يرى والده وهو يدفع الأطباق حول مائدة العشاء، ويقول عن ذلك: «أدور حوله وهو يحرك نظارته ويقرأ تلك الأوراق، وأقول له إن هناك تطبيقاً على الهاتف الجوال يمكن أن يغنيه عن ذلك، وأقول له إنه ليس جيداً في التكنولوجيا».
كما كان جيوفاني يذهب مع والده ويشاهد الحصص التدريبية ويتعلم من اللاعبين. ويقول: «كان هناك لاعبون مميزون مثل الكولومبي تيو غوتيريس، والكرواتي ماندزوكيتش، والإسباني فيا، والأوروغوياني أبرو، لكن اللاعب الذي أبهرني حقاً هو الكولومبي راداميل فالكاو. لقد كنت دائماً أسأل والدي عنه وأراقب ما يفعله وكيف يربط حذاءه، وكيف يقوم بكل شيء، حتى أصغر الأشياء».
وكان جيوفاني يشق طريقه بخطى ثابتة، حتى لو كان البعض يرى أن والده هو من يفعل كل شيء وأنه لم يكن ليصل إلى هذا لو لم يكن نجل دييغو سيميوني. يقول جيوفاني: «عندما وصلت إلى دوري الدرجة الأولى في الأرجنتين، بدأوا ينادونني بـ(تشوليتو أو تشولو الصغير) أو (ابن سيميوني). وكنت اتخذت موقفاً دفاعياً للغاية حيال ذلك، وكنت أقول لهم إنني لست تشولو الصغير، لكنني جيوفاني سيميوني لا أكثر. لقد حاولت أن أظهر لهم أنني ألعب لأنني أمتلك قدرات جيدة وليس لأنني نجل سيميوني، ولأنني أسجل الأهداف وأريد أن أحترف في أوروبا. في البداية، كانت هذه الأمور تضع كثيراً من الضغوط على كاهلي».
ويضيف: «يكون الأمر صعباً على الآباء أيضاً، ويكون هناك شعور بالتوتر لأنه ينتابهم شعور بأن أبناءهم لا يمكن أن يصلوا إلى المستوى الذي كانوا هم عليه. لقد سجلت أهدافاً وانتقلت للعب مع الفريق الأول، لكنني كنت أشعر بأن هذا غير كافٍ». ويتابع: «هناك سياق اجتماعي مختلف أيضاً. في فرق الشباب بنادي ريفر بليت، كنت ألعب بجوار أطفال ليس لديهم ما يكفي من الطعام، وكان الفرق بيني وبينهم كبيراً. حاولت أن أثبت أنني مجرد طفل آخر مثلهم وأحاول أن ألعب كرة القدم بشكل جيد مثلهم، لكن ذلك كان صعباً. في البداية، لم يتقبلني هؤلاء اللاعبون بسبب هويتي، وكانوا يسألونني عن السبب الذي يجعلني ألعب كرة القدم ما دام لدي نقود! لقد كان كثير منهم يلعب من أجل الحصول على الأموال لمساعدة عائلته. أما أنا فكنت ألعب كرة القدم لأن هذه هي اللعبة التي أعشقها. صحيح أنهم كانوا يعشقون كرة القدم أيضاً، لكنهم كانت لديهم عائلة ينفقون عليها ووكلاء أعمال وأناس آخرون يطلبون منهم المال دائماً».
يقول جيوفاني: «ينتهي الأمر بالبعض إلى الاعتقاد بأنهم يلعبون فقط من أجل المال، لذلك ينتهي بهم الأمر باللعب في دوري الدرجة الأولى فقط. ويعود السبب في ذلك إلى أنهم نشأوا كأطفال وهم يسمعون الجميع من حولهم يتحدثون عن المال. لقد كانوا يلعبون في ظل ضغوط كبيرة وكانت هناك مطالب كثيرة منهم، لكنني لم أكن أواجه هذه الضغوط في حقيقة الأمر».
ويضيف: «كنت ألعب كرة القدم لأنني أستمتع بها، ولم أشعر حقاً بأنه يتعين علي توفير أي التزامات حتى قدومي إلى أوروبا وأنا في الثانية والعشرين من عمري. عندما كنت طفلاً، لم أكن أدرك ما كنت أفعله. عندما كنت ألعب في نادي رايو الإسباني وأنا في التاسعة من عمري، سجلت 30 هدفاً في 20 مباراة وقال الناس إن هذا أمر لا يصدق، لكن لم يكن لدي أي فكرة عما يحدث. وفي ريفر بليت، عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، جاء جدي ليشاهدني وأنا ألعب، وقال لي إنه أخبر والدي منذ فترة طويلة بأنني أمتلك القدرات التي تمكنني من اللعب في دوري الدرجة الأولى. عندما كبرت وتذكرت تلك الفترة أدركت أنها كانت خطوة مهمة نحو أن أصبح لاعب كرة قدم محترفاً، لكنني في ذلك الوقت كنت أستمتع بما أقوم به فقط ولا أفكر في أي شيء آخر، خصوصاً أنني لم أكن قد حققت هدفي الأساسي وهو اللعب في أوروبا».
انتقل جيوفاني إلى نادي جنوا، ومنه إلى فيورنتينا ثم كالياري، وسجل 50 هدفاً في الدوري الإيطالي الممتاز. لا يعني ذلك أنه كانت لديه خطة واضحة للسير على هذه الطريق، ويعترف بأن كرة القدم الإيطالية لم تكن تناسب قدراته الطبيعية، ويقول: «كرة القدم الإيطالية تهتم بأدق التفاصيل الخططية والتكتيكية، فإذا تحرك لاعب، يتعين على اللاعب الآخر أن يتحرك بطريقة معينة وفقاً لذلك، فالأمور تسير مثل لعبة الشطرنج. وكان يتعين عليّ أيضاً أن أتعلم القيام بواجباتي الدفاعية، رغم أنني ألعب مهاجماً. كنت دائماً أقول لنفسي إنني سألعب في إيطاليا لمدة عام واحد ثم أذهب إلى مكان آخر لألعب بشكل مختلف. وفي كل عام أقول الشيء نفسه، لكن الأمر استمر لخمس سنوات الآن!».
ويضيف: «لم أخطط لذلك، لكن الحياة تأخذنا إلى طريق مختلفة. وتحدث الأشياء لأن القدر والطاقة يأخذانك إلى مكان ما». وعندما سألته عن الخطوة التالية، وما إذا كان يفكر في اللعب لأتليتكو مدريد أو في إنجلترا، رد قائلاً: «يتعين عليك أن تكون مستعداً لكل ما يأتي، فمن ينجو هو من يتكيف مع الأمور الصعبة وليس من يضع الخطط للمستقبل! لكني أود بالطبع اللعب في أتلتيكو مدريد أو في إنجلترا. إنني دائماً ما أقول لوالدي إن أفضل كرة قدم الآن هي كرة القدم الإنجليزية. وأعتقد أيضاً أنها المكان الذي يمكنني حقاً أن أظهر قدراتي الحقيقية فيه، فهو دوري جذاب للغاية وأرغب في تجربة اللعب هناك، وربما يكون مناسباً تماماً لقدراتي وإمكاناتي».
ويتابع: «والدي لم يطلب مني أبداً أن أتجه إلى مجال آخر غير كرة القدم، ولم يقل لي يوماً افعل هذا أو لا تفعل ذلك، فهو يعطيني الحرية دائماً. عندما كنت طفلاً، كان والدي هو مثلي الأعلى، فكل طفل يريد أن يكون مثل والده، وأنا أعشق كرة القدم.
كرة القدم تجعلك تتخلى عن كثير من الأشياء الأخرى، لكن إذا كنت تحبها، فسوف تترك أي شيء من أجلها». لكن ما الأشياء التي يهتم بها جيوفاني بعيداً عن كرة القدم؟ يقول النجم الأرجنتيني الشاب: «لقد درست تدريب اللياقة البدنية، لكن هناك كثيراً من الأشياء الأخرى غير ذلك. أحب دراسة النجوم، وأحب التاريخ والقراءة والأفلام الوثائقية والسير الذاتية وعلم النفس. من الجيد أن تكون لديك أشياء أخرى، فأنا أحب الصيد والمشي والتأمل. وأنا لست اللاعب الوحيد الذي يفعل ذلك، فهناك لاعبون آخرون يهتمون بمثل هذه الأشياء».
ويضيف: «هذا لا يعني أن هذه الأشياء تشتت تركيزي بعيداً عن كرة القدم. يسألني الناس عما إذا كنت أمارس التأمل من أجل كرة القدم، وأقول لهم لا، ليس هذا هو الهدف من التأمل، لكن التأمل يساعدني أيضاً على التألق في كرة القدم، لكنني أمارسه في المقام الأول لأنه يجعلني أشعر بأنني بحالة جيدة. عندما يمر بعض زملائي بفترات سيئة فإنهم يتصلون بي ويسألونني كيف أمارس التأمل، وكيف يساعدني على أن أشعر بتحسن؟».
ويتابع: «كرة القدم تمر بسرعة، وليست كرة القدم وحدها، لكن الحياة بشكل عام. هناك 24 ساعة في اليوم وهذا الوقت يمضي بعيداً دون أن نستغله أو نشعر به، فقد تمسك الهاتف لتجد نصف ساعة قد مرت. تخيل ما الذي يمكن أن أفعله عندما أتوقف عن اللعب! عندما أنتهي من التدريبات اليومية يخرج العامل المسؤول عن جميع متعلقات اللاعبين ويسألني عما إذا كنت سأذهب، فأقول له لا سأبقى هنا فهذا هو المكان الذي أشعر فيه بالمتعة وهو المكان الذي أريد أن أكون به دائماً. لم يتبقَّ في مسيرتي الكروية سوى عشر سنوات فقط، لأنني عندما سأصل إلى الخامسة والثلاثين من عمري سأتوقف عن اللعب، لذلك دعوني أستمتع باللعب الآن!».
وبعيداً عن اللعب في الدوري الإنجليزي، أكد جيوفاني سيميوني أنه يريد الانتقال إلى فريق أتلتيكو مدريد أكثر من أي مكان آخر. وقال سيميوني: «لا أريد سوى أتلتيكو مدريد، دائماً كانت رغبتي تتمثل في اللعب هناك». وأضاف مهاجم كالياري: «نعم والدي يدربهم، لكن حتى لو لم يكن مدرباً لهم، كنت سأتمنى الانتقال إلى أتلتيكو أيضاً، لأن اللعب هناك كان حلم الطفولة بالنسبة لي». وتابع سيميوني: «بالطبع أتمنى أن ألعب تحت قيادة والدي في يوم ما، رغم أنني أدرك أنه من الصعب أن أنتقل إلى فريق يدربه والدي».
وحول تمثيل المنتخب الأرجنتيني قال المهاجم البالغ من العمر 25 عاماً: «مستعد أن أدفع حياتي مقابل اللعب للأرجنتين مجدداً، إنه أول شىء يداعب ذهني في كل مرة أدخل بها إلى أرض الملعب».
ولعب جيوفاني سيميوني خمس مباريات دولية بقميص المنتخب الأرجنتيني. ورد جيوفاني على سؤال بشأن إمكانية تولي والده تدريب المنتخب الأرجنتيني قائلاً: «دائماً ما يقول لي إن هذا ليس هو الوقت المناسب، لكني كلاعب أود أن أراه مدرباً للمنتخب الوطني».


مقالات ذات صلة

ماذا لو درب دي لافوينتي ريال مدريد؟

رياضة عالمية لويس دي لا فوينتي مدرب منتخب إسبانيا (إ.ب.أ)

ماذا لو درب دي لافوينتي ريال مدريد؟

إن الجدل المتزايد حول كارلو أنشيلوتي يجعلنا نعتقد أن مستقبله غير مؤكد حقاً.

مهند علي (الرياض)
ليون غوريتسكا (يمين) شارك أساسياً بعد غياب (أ.ب)

كومباني: غوريتسكا نموذج للاعبي بايرن

يرى فينسنت كومباني، المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ، أن ليون غوريتسكا قدوة لكل اللاعبين الذين لا يوجدون ضمن الخيارات الأساسية للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عربية من مباراة الأهلي والاتحاد السكندري (الأهلي)

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

فشل فريق الأهلي في الحفاظ على تقدمه بهدف نظيف أمام الاتحاد السكندري، وتعادل معه 1/1 في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة الثالثة من الدوري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية روبن أموريم المدرب الجديد لمانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: أنا «الحالم» القادر على إعادة أمجاد يونايتد!

قال المدرب البرتغالي روبن أموريم إنه الرجل المناسب لإعادة مانشستر يونايتد أخيراً إلى مجده السابق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس مهاجم باير ليفركوزن (أ.ف.ب)

ليفركوزن يخسر بونيفاس «مباريات عدة»

خسر باير ليفركوزن بطل ألمانيا جهود مهاجمه النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس «مباريات عدة» بعد عودته من النافذة الدولية الأخيرة مصاباً.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.